أسماها الفراعنة “سيخت- أم” أي المدينة الآمنة، هي واحة سيوة ذات السحر، تقع على بعد 820 كلم جنوب غرب القاهرة، يعرفها البعض كمكان يشتهربالسياحة العلاجيّة فقط، لكنها تضم الكثير، بجانب السياحة العلاجية في العيون الكبريتيّة، والدفن في الرمال، إذ يتمتع الذاهب إلى سيوة بجوانب مختلفة للواحة، بحريّة وأثريّة، وثقافية أيضاً. وقد صنفت مجلة “كوندى ناست ترافيلر” التى تقوم باعداد قائمة عالمية بأفضل الوجهات السياحية على مستوى العالم، واحة سيوة كواحدة من أفضل الوجهات الشتوية عالمياً.

سكان سيوة الأصليين أمازيغ،  لذا تختلف عاداتهم وتقاليدهم عن باقي سكان الصحراء الغربية في مصر، وأيضا أزياء خاصة ومن أبرزها زى المرأة السيوية، ذو الألوان والزخارف، والذي يغطي كامل جسد المرأة، إذ لا تجيز العادات السيوية  خروج المرأة بوجه مكشوف، وللسيدات جلباب خاص، بخلاف الفتيات الاتى لم يتزوجن يرتدن النقاب.

 

سن زواج الفتيات في سيوة يبدأ من عمر الـ 16 / 17 عاماً، بعد اتماهم الثانوية وهى المرحلة الأخيرة لتعليم فتيات الواحة، والقليل منهم من تمرد على الواقع، وواجه العادات بالخروج للتعليم الجامعى والعمل.

 

يحرص أهل سيوة على إرث صناعتهم لأبنائهم، حيث يقوم الآباء بإصطحاب أبنائهم أثناء العمل لتعلم صناعتهم، سواء جنى التمور، الزيتون، أو صناعة الملاحات والسجاد.

 

تضم سيوة العديد من الأماكن الأثرية والتى يتميز كل منها بطابع أثري وقصة خاصة، من جبل الموتى الذي يرجع تاريخه للأسرة الفرعونيّة الـسادسة والعشرين، وقد تم اكتشاف ما بداخله في منتصف أربعينات القرن الماضي، إذ يتميز الجبل بشكل مخروطي مميز، وهو من أسفله إلي أعلاه عبارة عن مقابر للموتي منحوتة علي شكل خلية نحل من الحجر علي هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسي يشبه شكل الواحة القديمة.‏

وأيضا جبل الدكرور، الذي تمتد على حوافه الرمال الساخنة، و يقصدها الكثيرين من أجل الشفاء من أمراض الروماتويد والروماتيزم، إضافة إلى الأمراض الجلديّة وآلام المفاصل والعمود الفقريّ.

 

كما يعرف جبل الدكرور بمهرجان السياحة السنوى، وهو مهرجان للاحتفال بذكرى الصلح، الذي وقع من مئات السنين، بعد فض خلاف بين قبائل غرب الواحة وشرقها، والذي كان سببه الصراع على المياه وأراضيها، ذهب أحد شيوخ القبيلة الغربية للوالى محمد على، والذي علم وقتها لأول مرة عن موقع المدينة الساحرة، فأمر بإرسال نحو 300 عسكرى لفض النزاع. ومن وقتها يقام الاحتفال حتى الآن ويعرف بمهرجان السياحة.

وهناك معبد آمون الّذي يسمّى أيضاً بـ”أم عبيدة”، وهو المعبد الّذي قصده الإسكندر الأكبر ليسأل الكاهن والعرّاف اليوناني أمون في عام 331 قبل الميلاد إن كان سيتولى الحكم أم لا، وأصبح قبلة أيضا للكثير من الزوار.

 

وتأتي قلعة شالي على رأس أهم معالم الواحة الأثرية، وقد بنيت على يد أهل الواحة فى القرن الثاني عشر،  لردّ هجمات القبائل العربيّة والبدويّة، وشيّدت من مادّة تسمّى “الكرشيف”، وهي أحجار ملحيّة من البحيرات المالحة والطميّ. رصت المنازل واحد فوق آخر بشكل لولبي، يضمهم جميعا باب واحد.

ولقد تعرّضت القلعة إلى التّدمير في القرن الثالث عشر، وهي تتعرّض إلى المزيد من التّحلل عقب كلّ هطول للأمطار والسيول ومازالت بقاياها توجد حتى الآن، وبنيت من حولها سيوة الحديثة.

 

جزيرة فطناس أو كما يسميها زواها “جزيرة الخيّال” وهي جزيرة محاطة بالبحيرات المالحة والنّخيل، تعدّ من أهم أماكن السباحة في الواحة، كما أنّها تتمتّع بأحد أجمل مشاهد الغروب في مصر.

 

من أبرز الصناعات التى تتمتع بها مدينة النخيل، صناعة التمور حيث تضم الواحة الآلاف من أشجارالنخيل، والذي يطرح محصوله بداية من شهر أكتوبر، بجانبها صناعة الزيتون، والملح، حيث تضم الواحة بحيرات قاعها يحتوى على الآلاف من الأحجار الملحية والمعروفة بلغة سيوة “أضغاغ انتيسنت”.

 

تنقل هذه الصناعات من خلال “التروسيكل” أو “الكاروست”  وهي تقريبا الوسائل الرسمية والوحيدة بالواحة، حيث الكاروست عبارة عن عربة “كارو” بينما التروسكل يشبه الدراجة البخارية لكن على متنه صندوق خلفى يسع لـ 6 افراد