“كان نفسي أكل حاجة حلوة، ودخلت علي النت وعرفت إزاي “الكب كيك” بتتعمل، ودخلت المطبخ اجرب، وطبعا أول كام تجربة كانوا فاشلين تماما”.


هكذا بدأت سهيلة شرف، الحديث معي في بيتها بحي الدقي، بعد أن حدثتها برغبتي في معرفة قصة “سو”، و هو اسم صفحة سهيلة علي الفيس بوك، التي تعرض عليها عملها، للراغبيين في شراءه.
تخرجت سهيلة من كلية الفنون الجميلة 2010، وعملت بشركة للديكور المنزلي، وهناك كانت البداية، كانت تخبز بعض من “الكب كيك” وتأخذه معها للعمل لمن أراد، فكانت تتلقي استحسانهم، لكنها لم تتخيل أن يكون هذا مشروعها الشخصي، برأس مال وصفحة على الفيس بوك.

 

بعدها بدأ الأصدقاء في طلب الكب كيك الخاص بسهيلة في المناسبات. كانت تلبي طلبهم بسعادة بلا خطة في تحويل هذه الموهبة لعمل.
استمرت سهيلة في العمل في شركتها، وذات مرة تحداها الاصدقاء بتنفيذ “كب كيك” على شكل شخصيات كارتونية، وبحثت وتحدت نفسها حتى جاءت يوم تحمل مفاجأة، كانت علبة بداخلها “كب كيك” علي شكل بوجي وطمطم، العرائس الشهيرة.


ومن هنا بدأ الأصدقاء في الاقتراح على سهيلة في تحويل هذه الموهبة لعمل، حيث يمكن للناس أن يصلوا لها، ويمكنها أن تكبر وتتوسع، وظلت تقاوم الفكرة وترفضها لمدة سنتين كاملتين. لكنها كانت بشكل ودي تلبي طلبات الأصدقاء وفي هذه الفترة كانت تبحث عن الجديد دائما، وكيف يمكنها تشكيل ما تتخيله لواقع، كانت تذهب للعتبة وتبحث عن الأدوات الخاصة بالحلويات.

 

“لي صديق مصور فوتوغرافي، طلب بشكل ودي في جلسة عائلية ان يلتقط صورة لي مع الكب كيك الخاص بي، فُوجئت به يرسل الصور وهي مجهزة لكي تكون الصورة الأساسية لصفحة الفيس بوك، وأيضا صمم لوجو خاص باسم “سو” طلب مني أن أتشجع وأنشيء الصفحة، انتظرت فترة، بعدها تعثر عملي ومللت منه، فأنشأت الصفحة واستخدمت الصور التي التقطتها لي صديقي، وعلقت والدتي ساعتها بأني أرغب في ترك العمل لكني أريد بديل له”.


تضم صفحة سهيلة الأن على الفيس بوك أكثر من 3300 معجب.
تخبرني سهيلة عن آخر كب كيك صنعته “كان هناك فاعلية على الفيس بوك بأن يحجز كل واحد بيحجز ترابيزة لعرض منتجاته ، وافقوا وفي هذه اللحظة حسيت ان الموضوع ممكن يكون كبير.
يوم الايفنت كان لطيف، حضر معظم اصدقائي لتشجيعي، وبيعت اغلب الكب كيك الي حضرتهم لليوم، بعد منتصف اليوم خفضت الاسعار.”

 

سهيلة الأن يومها مقسم بين العمل في شركة لتنظيم الاثاث صباحا، حتى الخامسة بعد العصر، وتعود لمطبخها لتجهيز طلبات “الكب كيك”، ومؤخرا بعد تلك الفاعلية جاء لها عرض من سوبر ماركت بحي الزمالك ان تعرض به منتجها.


سهيلة مثال لمقولة “فريق في فتاة”، فهي من تذهب لشراء احتياجاتها، وتبحث عن أفضل الخامات، هي من تتعامل مع الطلبات، تضع المنشورات علي صفحتها، تشاهد وتتابع اي جديد في عالمها، تُجرب وتطبخ وتُزين، وتٌغلف، ثم تقابل العميل وتتمني ان يعجبه ما انتجته يداها، فهو حقا لا يحصل علي مجرد كيك، ولكنه يحصل على جزء من روح سهيلة، كما قالت.