عندما سألتني صديقة ان اُرشح لها حٌلي له طابع يدوي، ومختلف عن السائد في السوق، تجولت في صفحات الفيس بوك، ومن صديقة تُرشح أخري، عرفت “لافندر”، صفحة تبدو صاحبتها ذات شخصية رقيقة، جذبتني صور لأعمالها اليدوية علي خلفية بحر، أرسلت صفحتها لصديقتي بعد أن اعجبتني دقة عملها وجماله، وبعدها وجدتني ارسل لها رسالة لتحديد ميعاد، واتفقنا علي ميعاد للمقابلة، وبعدها كان هناك لقاء آخر للتصوير.

هكذا تم اللقاء بيارا عبد الكريم، صاحبة مشروع “لافندر”، وطالبة الماجيستير في قسم الصحة النفسية كلية تربية جامعة عين شمس، بعد أن كانت قد تخرجت من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان.

 

كان الملل هو دافع يارا الأول.. هكذا أخبرتني عن بداية مشروعها، كانت تبحث عن دروس للتطريز على الانترنت، من أجل كسر الملل، وبعد قليل تحول الملل لجد، تحول البحث عن شيء جديد لتتعلمه لشيء تنتجه وتعمل عليه.

 

كانت يارا قبل ذلك قد حاولت العمل في شركة، ولم تجد نفسها ابدا في العمل الروتيني، ولم تستطع الاستمرار، بعكس ما أحست به عن ممارسة التطريز، وعن طريق التعليم الذاتي وبعد التدريب والتجربة انتجت يارا منتجها النهائي، الذي يمزج بين التطريز والُحلي النحاسية والفضية، كما انها بدأت بالعمل على أغلفة الدفاتر الصغيرة.

 

حتى الآن تشتري يارا احتياجاتها بمفردها، وتُقوم بأعمال التطريز وحدها، ولكنها تأمل مستقبلا ان تجد من يُساعدها في تنفيذ منتجاتها خاصة بعد أن زاد الطلب عن مقدرتها للتلبية.

 

أيضا تقوم يارا بالدعاية لمنتجاتها، وبعد ان اشترت كاميرا خاصة بها أصبحت تصور النتيجة النهائية لعرضها علي الصفحة الخاصة بها، كذلك تتلقي الطلبات وتنظم المواعيد وتُرسل طلبات العملاء، من أدق التفاصيل لأكبرها تتعهد بها يارا وحدها، لذا تحتاج لوقت طويل لانتاج القطع الخاصة بها، خاصة أنها لا تُفضل تكرار التصميمات.

 

وكل فترة تجد نفسها في وضع انتاج مجموعة جديدة، بتصميم مختلف عما قبله، فعندما تشتري قطعة من منتجات يارا، تعلم أنك تشتري قطعة فريدة، وما تملكه هو خاص بك وحدك.

سألتها عن التكاليف، كيف تدير مشروعها؟ وما سعر القطع؟

ضحكت وهي تخبرني أنها تعمل وحدها في المشروع وليس لديها كل الامكانيات لمتابعة كل التفاصيل، فعندما تأتي للتكلفة لا تستطيع ان تحسيها، فهي تشتري الأدوات وتعمل وتنتج، وعندما تبيع منتجاها يُغطي هذا التكلفة، تتوه الحسابات قليلا معها، ولا تعرف بالضبط كم جنيها صرفته علي المشروع وكم جنيها كسبته.

 

فهي ذات موهبة وقدرة علي التنفيذ الدقيق والانتاج لكن ليس بالضرورة ان تكون محاسبة، أخبرتني عن صعوبة شراء الأدوات التي تحتاجها، وعدم توافرها في السوق أحيانا، وارتفاع اسعار الادوات المستوردة فوق قدرتها علي التحمل.

عندما سألتها عن المشاكل التي تواجهها مع العملاء، كانت تخبرني كيف ان الناس لا تُقدر العمل اليدوي، وكيف يمكن لهم أن يستغلوا أسعارها، بل ويكتبون علي صفحتها وتعليقا علي الصور بأن السعر عالي جدا، بل احيانا ما يضعون لها صور لمنتجات مصانع باسعار بخسة ويُقارنون بينها وبين عملها اليدوي.

وعن مذاكرتها للماجستير، أخبرتني أنها تجد صعوبة في التوفيق بين العمل والدراسة.