رفض 40% من أصحاب المدابغ في منطقة مصر القديمة، الانتقال إلى مدينة الروبيكي – 56 كيلومتر غرب القاهرة- والتي حددتها الدولة مكانا جديدا لصناعات الجلود، وفضلوا إنهاء نشاطهم حيث بدأوه، حيث عمل أبائهم وأجدادهم.

 

استقرار المدابغ بمنطقة سور مجرى العيون بمصر القديمة يرجع لعصر محمد علي –حكم مصر في الفترة ما بين 1805- 1848- وذلك لقرب المنطقة من نهر النيل وإحتياج الصناعة للمياه الجارية.

وبدأ التفكير في نقل المدابغ إلى منطقة أخرى منذ سبعينات القرن الماضي نظرا للمشاكل البيئية التي تسببها الصناعة، والأن يتم تنفيذ القرار. ومن المنتظر أن يتم افتتاح “مدينة الجلود” الجديدة في غضون أسابيع. رفض الانتقال جاء بناء على عدة أسباب بحسب ما تناقلته الصحف بداية من بعد المكان، وشبهات الفساد التي حامت حول كيفية تخصيص الأراضي والورش الجديدة.

 

تبلغ قيمة انتاج الجلود فى مصر ما يتراوح بين 6و7 مليارات جنيه سنويا طبقا لتقدير المجلس التصديرى للجلود، وكانت منطقة سور مجرى العيون مركزها الرئيسي لا ينافسها في ذلك سوى منطقة الجيارة وعين الصيرة بالقاهرة الفاطمية، وتقدر الإحصاءات الرسمية عدد المدابغ في منطقة عين الصيرة وحدها بنحو 250 مدبغة، بينما منطقة المدابغ في مصر القديمة نحو 540 ورشة ومصنعاً صغيراً، يعمل بها 5 آلاف عامل.

 

والدباغة هى عملية تحويل الجلود الحيوانية إلى جلد صالح للاستعمال، فهذه العملية تحفظ الجلد من التعفن وتعطيه مرونة ومتانة، وهي تمر بعدد من المراحل حتى ينتج الجلد المستخدم في صناعة الأحذية والأحزمة وحقائب اليد وغيرها من المنتجات الأخرى.

وأول هذه المراحل هي «التمليح»، التي يقوم خلالها العامل بوضع كميات كبيرة من الملح على الجلود لتنظيفه من الرواسب.

ثم تأتي مرحلة ترتيب الجلود استعدادًا لإزالة الشعر الموجود عليها، وذلك باستخدام براميل كبيرة تحتوي على مواد كيميائية، ليدخل بعد ذلك الجلد إلي آلة “المقلوبة”، وهي آلة تحتوي على شفرات حادة، لإزالة ما قد يتبقى من شعر على الجلود.

 

وبعد خروج الجلود من “المقلوبة” يقوم العمال بغسله بالماء ورصه لتصفيته، لتدخل الجلود بعدها إلى ماكينات التجفيف للتخلص من كافة السوائل

 

ويتم الدفع به داخل أفران كبيرة، تساعد بحرارتها على منحه الليونة اللازمة، لتصبح جاهزة للصباغة وإضافة الألوان إليها

 

 

وبهذه المراحل يصبح الجلد جاهزاً للصناعة ويتم توزيعه على ورش الإنتاج ليكون جاهزاً للاستخدام.