على الرغم من وفاة الأب، إلا أنه ترك للأسرة معاشا يكفل لهم معيشة جيدة، فقد كان الأب ضابطا بالقوات المسلحة، وترك فتاتين قد أكملا تعليمها الجامعي، وبدأتا في العمل منذ فترة بالفعل.

كان سير الحياة على المستوى الاقتصادي يبدو معقولا، إلى أن جاء قرار التعويم ليدفع بالأسرة الصغيرة إلى التساؤل اليومي: كيف سيمكننا إكمال الحياة بهذه الطريقة

تقول الأم سارة ابراهيم – عملت كمدير عام بمصلحة التموين والأن تقاعدت- دخلنا الشهرى من معاشى ومعاش زوجى الراحل حوالى 10 آلاف جنيه (500 دولار تقريبا) وهو ما يعتبر دخلا مرتفعا، إلا أنه بعد ارتفاع الأسعار يكفينا بالكاد حتى آخر الشهر.

وتواصل سارة: “كنا ندفع فاتورة استهلاكنا للكهرباء حوالى 100 جنيه قبل تعويم الجنيه، آخر فاتورة دفعتها كانت 800 جنيه..مشترياتنا الغذائية كانت في حدود 300 جنيه، الأن تقريبا نفس المشتريات تتجاوز 500 جنيه”.

رباب الابنة بدأت تلجأ الى حيل لتجاوز الأزمة.. “فعلى سبيل المثال نقوم بتشغيل لمبة واحدة كهرباء توفيرا للكهرباء.. وسوف استغنى عن قطتى التى اربيها بالمنزل لان أكلها ومستلزماتها تضاعفت أسعاره”. بالإضافة إلى أن رباب كانت تعمل فى إحدى شركات الأدوية وتم تسريحها مؤخرا هي ومجموعة من العاملين بالشركة لخفض النفقات.

بينما لجأت الابنة الأخرى للاستفادة من منفذ بيع المواد الغذائية الذي تم افتتاحه في النقابة التابعة لها بأسعار أقل بعض الشيء من الأسواق.

مع تلك الحيل والتنازلات لا يبدو القادم أفضل بالنسبة للنساء الثلاث، بل على العكس تشعرهم تلك المحايلات بصعوبة ما هو قادم، وتبحث كلا منهن عما يمكن التنازل عنه مستقبلا.

 

تصوير: سيد داود واراب