أكثر من نصف تجارة ليبيا تدخل البلاد عبر ميناء مصراتة حسب تصريح أبو القاسم المسماري عضو مجلس إدارة الشركة الوطنية للنقل البحري لـ”مراسلون”، وذلك لأنه أعمق ميناء ليبي ويمكن للسفن الكبيرة والحديثة الدخول إليه.

كما أن هذا الميناء يتبع المنطقة الحرة وإيراداته لا تذهب لخزينة الدولة حسب الشائع من معلومات، فما مدى صحة هذا الكلام وما هو وضع الميناء بالضبط، هذا ما بحث عنه “مراسلون” ضمن الحوار التالي مع الدكتور الحسين عمر بن احميدة رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة بمصراتة:

س- بداية أين تذهب إيرادات الميناء السنوية؟

ج- العوائد المحصلة من المناولة والبحرية تستخدم لتطوير المنطقة الحرة بصفة عامة ولا يتم تحويلها لأي جهة أخرى، لأن الميناء وأصوله من ضمن أصول المنطقة الحرة، وبالتالي عوائد نشاطه تعتبر من عوائد نشاط المنطقة الحرة، باستثناء الرسوم السيادية والتي تم الاتفاق بشأنها مع وزارة المالية وتسوية الأمر معها.

ميناء “المنطقة الحرة” بمصراتة، تبعيته للمنطقة الحرة بمصراتة، بحسب قرار أصدرته اللجنة الشعبية العامة في نظام القذافي، أما بقية الموانئ الليبية فتتبع مصلحة الموانئ.

س- وكم يبلغ عدد السفن التي ترسو في الميناء شهرياً وما هي نوعياتها؟

ج- خلال عامي 2013 و 2014 متوسط عدد السفن التي ترسو بالميناء بلغ 120 باخرة شهرياً، أما خلال عامي 2016 و 2017 فقط انخفض عدد السفن التي ترسو بالميناء إلى 80 باخرة شهرياً، وتختلف نوعياتها بين سفن بضائع، سفن حاويات، سفن حبوب بجميع أنواعها، سفن نفطية تورد شحنات الغاز والبنزين وغيرها.

س- كم تبلغ نسبة الواردات والصادرات من البضائع التي تخرج وتدخل من ميناء مصراتة بالنسبة للواردات والصادرات الليبية الكلية؟

ج- بحسب إحصائية عام 2013 ساهم ميناء المنطقة الحرة بمصراتة في تغطية 60% من إجمالي واردات السوق المحلي، وتلك السنة شهدت نمواً مضطرداً من حيث واردات الميناء.

س- مسؤول التفتيش بميناء طرابلس وجه اتهاماً لمينائي مصراتة والخمس بأن كافة البضائع المخالفة للمواصفات الموجودة في السوق تدخل منهما وليس من طرابلس، كيف تردون؟

ج- أنفي ذلك الاتهام جملة وتفصيلاً، ففي ميناء المنطقة الحرة بمصراتة هناك إجراءات جمركية ورقابة على الأغذية ولا يتم السماح بمغادرة البضائع الميناء إلا بعد حصولها على الموافقة والانتهاء من الإجراءات التفتيشية اللازمة.

س- وما هي الإجراءات التي تتبعونها للرقابة على الأغذية والأدوية التي تدخل من الميناء؟

ج- للتوضيح، دور الميناء يقتصر على أعمال المناولة، أما الرقابة على الأغذية والأدوية وغيرها فهو اختصاص أصيل لمصلحة الجمارك ومركز الرقابة على الأغذية، وهي من تملك إدخال البضائع ومراقبتها، وهو شأن ليس من اختصاصنا، وكذلك توريد الحاويات الفارغة شأن ليس من اختصاصنا، ولا نتحمل مسؤولياته على الإطلاق.

س- ما الذي يعرقل ميناء مصراتة ليكون محطة ترانزيت لشحن البضائع بين أفريقيا وأوروبا؟

ج- الحديث عن عرقلة صعب جداً، فنحن كمنطقة حرة بمصراتة قطعناً شوطاً كبيراً في تجارة العبور رغم سوء الأوضاع التي تمر بها البلاد، فالاستثمار الأجنبي يعتمد على الحالتين الأمنية والسياسية في ليبيا.

لدينا مشروع متكامل لتجارة العبور يعتمد على منطقة صناعية وميناء حديث ومطار شحن وبنية تحتية، وأجرينا تواصلاً مع المستثمرين، وهذا المشروع قائم على دراسات متكاملة لشركات إنجليزية وفرنسية وأثبتت تلك الشركات تميز ميناء المنطقة الحرة مصراتة من حيث انخفاض تكلفة النقل لأفريقيا مقارنة بالموانئ الأخرى، إضافة الى توفر البنية التحتية وأسطول السيارات

وهذا المشروع إن تم تفعيله فسيحقق التنمية المستدامة على طريق العبور من الشمال للجنوب.

س- شهد منتصف مارس الماضي غرق باخرة تركية بمنطقة المخطاف بميناء مصراتة، هل تتكرر مثل هذه الحوادث، وهل تقع عليكم مسؤولية اتخاذ إجراءات لمنع تكرارها؟

ج- هذه حوادث بحر، وأغلب الآراء الفنية تؤكد أن السبب الرئيس لغرق تلك الباخرة هو قدمها، ومثل تلك الحوادث لا تتكرر عادة، وتلك الباخرة غرقت خارج حوض الميناء وهو ما تتحمل مسؤوليته وحدة التفتيش البحري التابعة لمصلحة الموانئ لأنها من تحدد السفن وأعمارها وتراخيصها وهي من تعطي الإذن بدخولها من عدمه.

س- لماذا لا يوجد ميناء ليبي يعمل 24 ساعة مثل باقي موانئ العالم؟

ج- بصفة عامة ميناء المنطقة الحرة بمصراتة يعتمد على حركة السفن، مثلاً الشؤون البحرية التي تتولى مهمة ادخال وإخراج السفن وربطها على الرصيف تعمل على مدار 24 ساعة، أما المناولة فتعمل حتى منتصف الليل

وبشكل عام بمجرد وصول الباخرة نحن جاهزون لتقديم الخدمة ولا نعطلها أبداً، حتى أننا اتقاننا عملنا دفع وكالات بحرية دولية منحنا شهادات شكر، وشجعها على اختيار ميناء المنطقة الحرة مصراتة ميناء رئيس.