انحصرت سيطرة تنظيم الدولة بسرت (400 كيلومتر شرق طرابلس) إلى أقل من نصف كيلو متر مربع وسط المدينة، وذلك بعد أكثر من خمسة أشهر من القتال مع قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني، خسر خلالها التنظيم مواقع امتدت من جسر السدادة (شرق مصراتة) إلى مدينة سرت.

حكومة الوفاق الوطني التي أطلقت عملية البنيان المرصوص في السابع من مايو الماضي؛ شكّلت غرفةً لقيادة العمليات العسكرية على التنظيم، “مراسلون” التقى العميد عبدالهادي دراه معاون آمر غرفة العمليات الميدانية الذي حدثنا عن تطورات العمليات العسكرية في سرت:

انحصرت سيطرة تنظيم الدولة بسرت (400 كيلومتر شرق طرابلس) إلى أقل من نصف كيلو متر مربع وسط المدينة، وذلك بعد أكثر من خمسة أشهر من القتال مع قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني، خسر خلالها التنظيم مواقع امتدت من جسر السدادة (شرق مصراتة) إلى مدينة سرت.

حكومة الوفاق الوطني التي أطلقت عملية البنيان المرصوص في السابع من مايو الماضي؛ شكّلت غرفةً لقيادة العمليات العسكرية على التنظيم، “مراسلون” التقى العميد عبدالهادي دراه معاون آمر غرفة العمليات الميدانية الذي حدثنا عن تطورات العمليات العسكرية في سرت:

 س-الحرب مستمرة منذ خمسة أشهر تقريبا، مرّت خلالها بعدة مراحل بداية من شرق سرت إلى وسطها، متى تتوقعون تحرير المدينة بالكامل؟

ج- تنظيم الدولة في سرت يعدّ أيامه الأخيرة، فأفراد التنظيم يتحصنون في مساحة أقل من نصف كيلو متر مربع في منطقة الجيزة البحرية وسط مدينة سرت، إلا أننا لن نصر على الحسم السريع، لأنه قد يكلفنا الكثير من الخسائر في الأرواح، بسبب تمركز قناصة التنظيم فوق المباني وزراعتهم للألغام والمفخخات في كثير من المواقع، حيث تُقدر المفخخات التي فككتها الهندسة العسكرية بأكثر من 400 لغم، لهذه الأسباب لن نستطيع تحديد فترة زمنية دقيقة للتحرير لأن المعركة بالدرجة الأولى ليست مع أفراد التنظيم، إنما مع ما زرعوه من ألغام ومفخخات قد نستغرق الكثير من الوقت لتنظيف المدينة منها.

 س- كم تقدر الخسائر البشرية والمادية في صفوف قوات البنيان المرصوص؟

ج- عدد القتلى في صفوف قوات البنيان المرصوص بلغ 600 قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، أما الخسائر المادية فلا توجد إحصائيات دقيقة، لأن المعارك ما تزال مستمرة والوضع العسكري جيد نوعا ما.

 س- ما تقييمكم للدعم الدولي العسكري لعملية البنيان المرصوص؟

ج- الدعم الدولي سواء اللوجستي أو الفني أو المشاركة الجوية للطائرات الأمريكية في الحرب على تنظيم الدولة في سرت ساهم جزئيا في إضعاف قوة التنظيم، من خلال تحديد المواقع والاستهداف الدقيق لبعضها، إلا أن دوره ما يزال جزئيا لأنه جاء متأخرا نوعا ما، فالحرب بدأت في مايو والطيران الدولي دخل للمعركة في أغسطس تقريبا.

 س-هناك اتهامات لقوات عملية البنيان المرصوص من عدة أطراف بتدمير المدينة وإطالة عمر المعركة، إضافة إلى أن النائب أبوبكر الغزالي عضو مجلس النواب عن مدينة سرت اتهمكم في مقابلة خاصة مع موقعنا بالسعي للحصول على مكاسب سياسية من العملية، ما ردكم؟

ج-نحن ندفع الثمن بموت وإصابة الكثير من قواتنا، ولم نحصل من وراء هذه الحرب على أي مكاسب سياسية، ومزاعم تدمير المدينة ما هي إلا محض افتراءات تروِّج لها جهات معينة تماما كما يفعل أفراد التنظيم بنشر مثل هذه الأقاويل.

المسؤول الأول عن تدمير المدينة هو تنظيم الدولة، وعلى سبيل المثال أذكر في أحد الحوادث عندما تنصتنا على محادثات أفراد التنظيم، سمعنا أحدهم يأمر مجموعته بإشعال نيران في أحد المنازل ربما للتمويه أو ماشابه ذلك!.

 س- هل لديكم إحصائيات بعدد قتلى التنظيم وأيضا ما تبقى منهم في المدينة؟

ج- ليس لدينا إحصائية دقيقة بالعدد الإجمالي، لكنه قليل جدا مقارنة بالعدد الذي كانوا عليه في السابق، فهناك معلومات أن أعدادهم إبان سيطرتهم على كامل مدينة سرت تتجاوز 3 آلاف مقاتل من جنسيات مختلفة منها العربية والأجنبية، أما قتلاهم فالعدد كبير جدا ولا زالت جثثهم تملأ الشوارع.

 س- من هم أبرز قادة التنظيم الذين تمكنتم من القضاء عليهم في حربكم ضدهم في سرت؟

ج- قادة كثر للتنظيم قضوا في الاشتباكات، إلا أن هذا الأمر ليس له أهمية كبيرة، فاستراتيجية التنظيم لا تقف أو تنتهي بموت أحدهم، والذي يُقتل يتولى غيره المهام مباشرةً، نحن نحارب التنظيم ونعتبرهم جميعا بنفس درجة الخطورة.

س- هل وضعتم خطة لتأمين مدينة سرت وعودة النازحين منها بعد تحريرها بالكامل من أفراد التنظيم؟

ج- هناك خطط لتأمين المدينة وتأمين عودة النازحين، إلا أننا مشغولون حاليا بتحرير سرت وتنظيفها من آثار التنظيم الذي خلّف وراءه عددا كبيرا من الألغام والمفخخات.

 لى كل حال نتوقع أن تكون المرحلة القادمة صعبة جدا، لأن التنظيم يتقن أعمال زرع الألغام، وقد لاحظت فِرق الهندسة العسكرية أن التنظيم يتفنن في ابتكار طرق جديدة لزرع المفخخات، لدرجة أننا وجدنا تفخيخا للمصاحف داخل المساجد!.