تجلس عواطف في شرفة منزلها متأملة المحيط الجميل من حولها وهي تشرب كوب شاي بتلذذ وتستنشق هواء البحر القريب من منزلها الجديد الذي اشترته بعيدا عن العاصمة.

بدت هذه السيدة المتقاعدة من بنك خاص سعيدة كثيرا بانتقالها للعيش في منزلها الذي كلفها بضع مئات الملايين لتنعم بالسكينة والهدوء في حي راق بمحافظة نابل بالشمال.

تتجول عواطف في غرف منزلها وكلبها الصغير الذي دأب على مؤانستها في وحدتها يتبع خطاها مبتهجا كأنه يشعر بالراحة بعد خروجه من ضوضاء العاصمة المزعجة.

تجلس عواطف في شرفة منزلها متأملة المحيط الجميل من حولها وهي تشرب كوب شاي بتلذذ وتستنشق هواء البحر القريب من منزلها الجديد الذي اشترته بعيدا عن العاصمة.

بدت هذه السيدة المتقاعدة من بنك خاص سعيدة كثيرا بانتقالها للعيش في منزلها الذي كلفها بضع مئات الملايين لتنعم بالسكينة والهدوء في حي راق بمحافظة نابل بالشمال.

تتجول عواطف في غرف منزلها وكلبها الصغير الذي دأب على مؤانستها في وحدتها يتبع خطاها مبتهجا كأنه يشعر بالراحة بعد خروجه من ضوضاء العاصمة المزعجة.

وجع العاصمة

تقول عواطف لمراسلون إن فكرة الابتعاد عن وجع العاصمة ساورتها منذ سنوات نتيجة التوتر التي تشعر دوما به جراء التلوث والأوساخ وضجيج السيارات وانتشار الجرائم.

عاشت هذه الأرملة أكثر من ست عقود في العاصمة حيث تربت ودرست وعملت ما جعلها تشعر بحالة من الرتابة الثقيلة تخيم على نفسها في بيئة تقول إنها “كابحة للحياة”.

لا تبدو عواطف مرتاحة فقط للعيش بشقة فاخرة بل زاد في شعورها بالبهجة تعرفها على جيران جدد محترمين وميسورين من أطباء ومحامين وأساتذة هجروا بدورهم العاصمة.

“أنا محظوظة لأنني تمكنت من مغادرة العاصمة، جيراني بدورهم يتقاسمون معي هذا الرأي، الجميع هنا يبحثون عن الهدوء والأمن والعيش في ظروف حسنة” تقول عواطف.

مناطق جذابة

واللافت أنه خلافا لموجة النازحين القادمين من مدن فقيرة باتجاه العاصمة بحثا عن عمل بالمصانع والمحلات، ظهرت موجة من النزوح العكسي لدى ميسوري الحال.

ورغم أن الأراضي والعقارات بالعاصمة حافظت على غلائها، تسببت موجة النزوح العكسي لمناطق هادئة مجاورة للعاصمة مثل محافظة نابل في ارتفاع أسعار عقاراتها.

وتبعد مدينة نابل الساحلية عن العاصمة تونس قرابة الساعة وهي منطقة سياحية فاتنة ومتميزة بكثير من الصناعات التقليدية مثل صناعة الفخار والحصير وتقطير الزهر.

خصائص هذه المدينة، التي تضم عددا من المدن السياحية على غرار الحمامات وقليبية والهوارية، جعلتها وجهة للباحثين عن الراحة بعيدا عن تعقيدات الحياة بالعاصمة.

منزل هادئ

وبقطع النظر عن هذه المحافظة لمع صيت بعض المدن الساحلية الأخرى على غرار مدينة بنزرت لاسيما لدى ميسروي الحال من المغتربين التونسيين المقيمين بالخارج.

فالأستاذ التونسي شوقي مولهي -مقيم في كندا منذ أكثر من 12 سنة- يفكر حاليا في العودة لبلده غير أنه يرفض العودة للعيش في العاصمة ويبحث عن منزل ملائم خارجها.

يقول شوقي لمراسلون -وهو أب لطفلين- إنه يفكر في الاستقرار في تونس لإنجاز مشروع خاص، مؤكدا أن تركيزه منصب حاليا على اختيار منزل هادئ في محافظة بنزرت.

السبب في اختياره الابتعاد عن العاصمة التي قضى فيها طفولته وشبابه أنه تعود على السكن في مدن كندا الهادئة والنقية وهو “عكس ما سأراه في العاصمة تونس” كما يقول.

وتقع مدينة بنزرت بأقصى الشمال بعيدة عن العاصمة ساعة من الزمن وهي منطقة تعج بالمناظر الساحرة المطلة على البحر رغم أنها تضم عددا كبيرا من الثكنات العسكرية.

ويتوقع شوقي أن يعثر بمدينة بنزرت على مقومات الحياة التي يصبو إليها، قائلا “اعتقد أنها منطقة رائعة ما يهمني هو الهدوء والنظافة والظروف الملائمة لنشأة أطفالي”.

تنامي الطلب

مع تطور ظاهرة النزوح العكسي خارج العاصمة تبرز للعيان مناطق سكنية جديدة أقيمت على أراضي فلاحية قريبة من السواحل تم تغيير صبغتها العقارية لتشييد البنايات.

يؤكد فهمي شعبان رئيس نقابة الباعثين العقاريين بأن هناك توجه لدى ميسوري الحال للإقامة خارج العاصمة، كاشفا بأن ذلك “أشعل” أسعار العقارات بالمناطق المجاورة.

ويضيف لمراسلون بأن تنامي الطلب على العقارات خارج العاصمة زاد في أسعار المتر المربع الواحد للأراضي والشقق بالمدن المجاورة التي قفزت إلى 750 دولار للمتر الواحد.

وبين أيضا بأن ارتفاع الطلب على العقارات خارج العاصمة أثر على أسعار الشقق والمنازل وعلى الخصائص العقارية لبعض المناطق تغيرت صبغتها من فلاحية إلى سكنية.

كما أقر بأن تنامي حركية اقتناء الأراضي والمنازل خارج العاصمة أدى إلى ارتفاع التضخم بشكل عام مما أثر على الطبقات الضعيفة والمتوسطة التي تسكن خارج العاصمة.