سبعة عشر يوماً هي مدة الرحلة التي قضاها التونسيان سامي القطاري وزوجته سونيا رجب في الأراضي الليبية محاولين اقتفاء آثار ابنهما الصحفي نذير القطاري المختفي في ليبيا منذ أيلول/سبتمبر 2014، رفقة زميله سفيان الشورابي عقب مجيئهما لإجراء تحقيق صحفي.

سبعة عشر يوماً هي مدة الرحلة التي قضاها التونسيان سامي القطاري وزوجته سونيا رجب في الأراضي الليبية محاولين اقتفاء آثار ابنهما الصحفي نذير القطاري المختفي في ليبيا منذ أيلول/سبتمبر 2014، رفقة زميله سفيان الشورابي عقب مجيئهما لإجراء تحقيق صحفي.

والدا الصحفي المختفي وصلا ليبيا في 22 آب/أغسطس الماضي جواً عبر مطار الأبرق، واتخذا من مدينة البيضاء في الشرق الليبي منطلقاً لتحركاتهما، ومنها انطلقا غرباً نحو مدينة اجدابيا التي فقد فيها الاتصال مع ابنهما، وعند عودتهما إلى البيضاء مرة أخرى قابلا مجموعة من تجمع مدني يطلق على نفسه اسم “تجمع ساحات شهداء الجبل الأخضر”، تبنت قضيتهما ورتبت لهما عدداً من اللقاءات مع مسؤولين في الحكومة الليبية المؤقتة .

“مراسلون” التقى والد نذير، سامي القطاري، في حضور زوجته سونيا بمدينة البيضاء يوم الثاني من أيلول/سبتمبر الحالي، ثم استكمل الحوار معه عبر اتصال هاتفي قبيل سفرهما من مطار الأبرق الدولي في السابع من أيلول/سبتمبر نحو مطار قرطاج الدولي في العاصمة تونس وسأله عن نتائج “رحلة السبعة عشر يوما” في الحوار التالي.

 س- حدثنا عن السبب الذي دفعك للمجيء إلى ليبيا؟ ألم تكن هناك جهات تبحث في قضية اختفاء نذير وسفيان؟

ابني نذير القطاري وزميله سفيان الشواربي دخلا التراب الليبي لإجراء تحقيق صحفي ووقع حجزهما من طرف جهاز حرس المنشآت النفطية بتاريخ 3 سبتمبر (أيلول) 2014، وقد تواصلنا مع جهاز الحرس وقدمنا لهم ما يفيد بأنهما صحفيان جاءا في مهمة عمل، فادعوا (الحرس) بأنهم أفرجوا عنهما.

وبالرجوع لواقعة اختفائهما فقد كان آخر اتصال لي بنذير وسفيان يوم 8 سبتمبر (أيلول) 2014 عبر الهاتف، وأخبراني بأنهما سيستقلان سيارة تاكسي من مدينة اجدابيا صوب مطار طبرق ومنذ ذلك الحين لم نعثر لهما على أثر.

لقد سبق أن تواصلنا من قبل مع الحكومة التونسية وقمنا بوقفات احتجاجية طيلة عامين ثم قررت أنا وزوجتي سونيا رجب المجئ لمدينة البيضاء.

 س- هل تواصلتما مع السفارة الليبية في تونس في تلك الفترة؟

نعم تواصلنا معها وقمنا بوقفة احتجاجية وتم استقبالنا من طرف القائم بالأعمال بالسفارة الليبية في تونس الذي كانت إجاباته فاترة حيث قال “لو مرّوا على مكتبي قبل السفر لكنت عارضتهم في السفر إلى ليبيا”.

كذلك تواصلنا مع وزارة الخارجية ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء التونسيين وإلى هذا اليوم لم نتلقَ إجابة تشفي غليلنا.

جئنا إلى مدينة البيضاء ووجدناها مكاناً آمناً واكتشفنا أهلها الطيبين والمضيافين، لذلك أشكر تجمع ساحات شهداء الجبل الأخضر وبخاصة الدكتور وليد فكيرين وزملائه على حفاوة استقبالهم وتبنيهم للقضية وحمل مشعلها معي.

 س- ما هي الخطوات التي قمتما بها منذ وصولكما إلى ليبيا؟

قمنا بزيارة سالم الجضران (عميد بلدية اجدابيا وشقيق إبراهيم آمر حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى) في بيته، وأجابنا بنفس الإجابة التي سمعناها منه في تونس.. قال بأنه قد جرى إطلاق نذير وسفيان من طرف جهاز حرس المنشآت النفطية، ثم تم نزعهما من سائق التاكسي الذي كان يقلهما باتجاه مدينة طبرق من قبل “مليشيات درنة” في بوابة تسمى بوابة المائتين أو “بوابة النوار”.

كما قدم لنا سالم الجضران السائق الذي قال إنه كان برفقة نذير وسفيان. ونحن الآن نبدأ من نقطة الصفر والمؤشرات حتى هذه الساعة تدل على أنهما على قيد الحياة.

س- بالرجوع لموضوع لقائكم بسالم الجضران في تونس، هل كان لقاءً مرتباً له أم جاء بالصدفة؟

قضية ابني هي شغلي الشاغل طوال الليل والنهار لذلك وصلني عبر رفاق لي يعملون معي على ملف القضية خبر وجود سالم الجضران بالعاصمة تونس في فبراير 2015 والتقيته في فندق أفريقيا لمدة أربع أو خمس دقائق وأخبرني بنفس إجابته التي سمعناها منه في الأيام الماضية في بيته.

 س- هل قدم لكم سالم الجضران في اللقاء الأخير أية أدلة تثبت خروج نذير وسفيان من اجدابيا أو مستندات أخرى تخص القضية؟

لقد شرح لنا سالم كيف قام جهاز حرس المنشآت النفطية بالقبض عليهما وكيف جرى إطلاق سراحهما وإيواؤهما. كما أعطانا محضر ضبط يخص جهاز حرس المنشآت النفطية، بالإضافة إلى محضر تبرئة يحوي اعترافاً من نذير وسفيان بعدم تعرضهما للتعذيب وبأنه قد جرى معاملتهما معاملة جيدة واستلما معداتهما ثم أخلي سبيلهما.

 س- أخبرنا الدكتور وليد فكيرين أنكم تمكنتم من زيارة المكان الذي بقي فيه نذير وسفيان في اجدابيا، كيف بدا لكم المكان؟ هل كان محل إقامة أم مكان اعتقال؟

لا إجابة لدي حالياً.

س- ألم تلتقيا بآمر حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى إبراهيم الجضران في منزل أخيه سالم؟

لا لم نلتقه وقد كنا ننوي لقاءه لكنهم أخبرونا بوجوده خارج اجدابيا. وأنا أطلب من عائلة الجضران أن يعاونونا بتقديم معلومات أكثر فهم جمعونا بالسائق الذي يقول إنهم انتزعوا منه في بوابة المائتين من قبل الدواعش.

س- التقيتما برئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني؟ كيف كان اللقاء؟

لقد كان اللقاء مثمراً وناقشنا ملف ابني نذير ورفيقه سفيان مع السيد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة بحضور وزير العدل منير عصر ووكيل وزارة العدل لحقوق الإنسان سحر بانون والدكتور وليد موسى فكيرين ممثلاً عن المجتمع المدني الليبي.

س- هل تواصلتما مع أي وزارت أخرى في الحكومة الليبية المؤقتة؟

أرسلنا مذكرة لوزارة الخارجية وننتظر رداً منهم.

س- هل من زيارة جديدة إلى ليبيا بعد هذه الزيارة؟

إن شاء الله.