شاعت مؤخراً أنباء عن اتفاقات تعقد بين قيادات محسوبة على تيار الإسلام السياسي في ليبيا مثل الشيخ علي الصلابي، وبين رموز من النظام السابق، فارين خارج البلاد مثل محمد الزوي الذي كان يشغل منصب أمين مؤتمر الشعب العام (أحد آليات نظام القذافي)، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية لا تُعرف ملامحها بعد.

وفي محاولة لفهم دور جماعة الإخوان المسلمين في هذه الاتفاقات التقى “مراسلون” أحمد السوقي المسؤول العام لجماعة الإخوان المسلمين بليبيا، والذي استلم مهامه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلفاً لبشير الكبتي مرشد الجماعة السابق.

شاعت مؤخراً أنباء عن اتفاقات تعقد بين قيادات محسوبة على تيار الإسلام السياسي في ليبيا مثل الشيخ علي الصلابي، وبين رموز من النظام السابق، فارين خارج البلاد مثل محمد الزوي الذي كان يشغل منصب أمين مؤتمر الشعب العام (أحد آليات نظام القذافي)، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية لا تُعرف ملامحها بعد.

وفي محاولة لفهم دور جماعة الإخوان المسلمين في هذه الاتفاقات التقى “مراسلون” أحمد السوقي المسؤول العام لجماعة الإخوان المسلمين بليبيا، والذي استلم مهامه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلفاً لبشير الكبتي مرشد الجماعة السابق.

س- أمين مؤتمر الشعب العام في نظام القذافي، محمد أبوالقاسم الزوي، قال لجريدة الأهرام المصرية في 13 أغسطس/آب الماضي: إنه ومسؤولين سابقين في نظام القذافي أطلقوا مبادرة حوار مع جماعة الإخوان اعتبرها استكمالاً لحوار الدوحة في مايو/أيار الماضي، وقال: إنكم اتفقتم مبدئياً على وضع خارطة طريق للمصالحة الشاملة.. ما نتائج هذا الحوار؟

ج- الجماعة ليست لها أي صلة بالحوار مع مسؤولي النظام السابق، لا في الحوار الذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة في مايو/أيار الماضي بين أطراف ليبية بمشاركة عدد من قيادات نظام القذافي، ولا أي حوار مع مسؤولين من نظام القذافي سواء أكان داخلياً أم خارجياً، وأية تصريحات للأطراف المشاركة في تلك الحوارات عن مشاركة الجماعة غير صحيحة؛ لأن الجماعة مؤسسة قائمة، ولها بوابة رسمية ستشارك من خلالها إن أرادت ذلك .

س- ولكن هناك شخصيات تحسب على جماعة الإخوان المسلمين وقريبة منها تشارك في تلك الحوارات؟

ج- بعض الجهات تخلط المسميات، وتنسب شخصيات مستقلة مشاركة في تلك الحوارت إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما حدث مع الشيخ علي الصلابي مثلاً وغيره من الشخصيات، وقد يكون هذا الخلط غير مقصود، ولكن في كثير من الأحيان يستخدم في الحرب الإعلامية التي تشن على الجماعة منذ فترة.

س- هل نفهم من تصريحاتك أنكم ضد الحوار؟

ج- لا، لا على العكس تماماً، فنحن مع الحوار وساهمنا في كثير من المناسبات في تقريب وجهات النظر بين الليبيين، ولدينا مبادرات كثيرة في هذا الجانب ومشاريع مستقبلية للمصالحة، وقناعتنا تنطلق من أن الخروج بالبلاد إلى بر الأمان لا يتحقق إلا بالصلح وجلوس أبناء البلد الواحد على طاولة واحدة، وتقديم التنازلات من كل الأطراف، نحن ننظر إلى المصالحة بوصفها ضرورة لا بد منها كغيرنا من التيارات الوطنية؛ لأن هناك جهات إقليمية ودولية تُؤجج الصراع في ليبيا، وتدعم أطرافاً وتمدها بالسلاح دون أطراف أخرى. وإذا اتفق الجميع سيفشل المشروع الخارجي.

س- يتهمكم الطرف المقابل بأن انتماءات الجماعة تتجاوز حدود ليبيا، وأن الجماعة تستمد قوتها من تلك الانتماءات، وتدير البلاد من تحت الطاولة من خلالها..كيف تردون؟

ج- جماعة الإخوان المسلمين جماعة ليبية دعوية تمارس نشاطها الدعوي والخيري، وليس لها أي نشاط سياسي أو قوة، ولا تدير البلاد، ومحاولات إقحام الجماعة في السياسة الغرض منها تشويهها والنيل منها.

س- ولكن حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي للجماعة، مشارك بقوة في رسم الخارطة السياسية في ليبيا ما بعد ثورة السابع عشر من فبراير؟

ج- الخلط بيننا وبين العدالة والبناء أحياناً مقصود، وأحياناً أخرى غير مقصود ..العدالة والبناء حزب ليبي وسطي، وهو كغيره من الأحزاب فيه من هم من الإخوان وفيه من هم من مختلف الأطياف السياسية والفكرية، وهو مؤسسة منفصلة تماماً عن الإخوان المسلمين، بل وتختلف الجماعة معه في كثير من المواقف. لعل منها أن الحزب كان جزءاً من حكومة علي زيدان، في حين أن الجماعة كانت ضدها وطالبت المؤتمر الوطني العام بسحب الثقة عن الحكومة … أيضاً موقفنا من حكومة الوفاق، الذي وقفنا فيه على الحياد، ولم نؤيدها أو نعارضها؛ بسبب كثرة الانقسام بين أبناء تيار الثورة، في الوقت الذي دعم فيه حزب العدالة والبناء الحكومة بشدة. وعلى أي حال كما قلت لك فإن ربط الجماعة بحزب العدالة والبناء السياسي جزء من الحرب الإعلامية على الجماعة؛ لإظهارها على صورة جماعة سياسية تطمح إلى السلطة .

س- ألا تمارسون أنتم الحرب الإعلامية من خلال امتلاك وسائل إعلامية وقنوات تلفزيونية تتبعكم؟

ج- غير صحيح، ليست لنا أية وسيلة إعلام، وربما يعتقد المتابعون أن قنوات بعينها قريبة منا؛ بسبب اتفاقها معنا في الموقف السياسي أحياناً؛ إلا أن هذه القنوات نفسها في بعض المناسبات تهاجم الإخوان .