متى سيتم الإعلان عن حزبكم الجديد وما الذي سيميزه عن حركة نداء تونس الذي انسلختم عنها؟

عموما نحن سنعلن رسميا عن اسم الحزب وتوجهاته يوم 2 مارس/آذار المقبل وفي 20 من نفس الشهر سنعلن عن قائمة المؤسسين. في الفترة الأخيرة قمنا باستشارة وطنية واسعة تشمل مناضلين ومنخرطين في العمل السياسي وتشمل أيضا مواطنين وهي استشارة تتعلق أساسا بالأهداف المتوقعة من هذه الحركة الجديدة وطريقة تنظيمها لتستفيد من فشل الماضي باعتبارنا قد انفصلنا عن تجربة مؤلمة في إطار حركة نداء تونس ونحن لا نريد أن نكرر نفس الأخطاء.

متى سيتم الإعلان عن حزبكم الجديد وما الذي سيميزه عن حركة نداء تونس الذي انسلختم عنها؟

عموما نحن سنعلن رسميا عن اسم الحزب وتوجهاته يوم 2 مارس/آذار المقبل وفي 20 من نفس الشهر سنعلن عن قائمة المؤسسين. في الفترة الأخيرة قمنا باستشارة وطنية واسعة تشمل مناضلين ومنخرطين في العمل السياسي وتشمل أيضا مواطنين وهي استشارة تتعلق أساسا بالأهداف المتوقعة من هذه الحركة الجديدة وطريقة تنظيمها لتستفيد من فشل الماضي باعتبارنا قد انفصلنا عن تجربة مؤلمة في إطار حركة نداء تونس ونحن لا نريد أن نكرر نفس الأخطاء.

ماذا تقصدون بالأخطاء السابقة ضمن حزب نداء تونس وكيف ترون سبل تجاوزها؟

نحن نسعى لاستعادة ثقة المواطنين في العمل السياسي والحزبي بشكل عام وهذه الحركة الجديدة ستتمحور حول خمس نقاط رئيسية أولها تجذير المسار الديمقراطي في تونس ثم استئناف الإصلاحات الكبرى الاقتصادية والاجتماعية ثم محاربة الفساد ومحاربة الإرهاب وأخيرا إعادة الاعتبار لموقع تونس على مستوى السياسة الخارجية.

نحن سنعمل في إطار حركتنا الجديدة على تجذير الأخلاق العامة في العمل السياسي حتى يكون المسؤول الحزبي مثالا للشرف والنزاهة ونعني كذلك بالأخلاق العامة إعادة الاعتبار لفكرة الوطنية ونمط المجتمع وهويته ونحن متمسكون بفكرة أن المجتمع التونسي له خصائص ترتكز أساسا على الفصل بين الدين والسياسية.

غادرتم نداء تونس احتجاجا على غياب الديمقراطية داخل الحزب كما تقولون. كيف ستتلافون ذلك في حزبكم الجديد؟

نعم من أسباب مغادرتنا لنداء تونس هو غياب الديمقراطية ولهذا السبب اقترحنا أن يكون في الحركة الجديدة مجموعة من الأفكار تضمن ممارسة حقيقية للديمقراطية داخل الحركة ولدينا مقترحات جدية لإرساء ديمقراطية حقيقية داخل الحركة تتجاوز مسألة “الشخصنة” و”الزعامات” بوضع مؤشرات أولى للقواعد الديمقراطية داخل هذه الحركة.

أول مقترح تقدمت به هو تحديد مدة المسؤوليات في الحزب مثلما تحدد مدة المسؤوليات في الدولة وهذا أوّل مرة سيطبق في تنظيم سياسي علما وأن أكثر المتحدثين عن الديمقراطية اليوم هم رؤساء أحزاب منذ العصور الغابرة وهناك من أمضى ثلاثة عهود سياسية وهو رئيسا لحزبه.

ثانيا أن تكون المسؤوليات في الحزب نابعة من الانتخاب ولن يكون هناك تعيين في الحركة إلا فيما يتعلق بالفريق الإداري أو مراكز البحوث ولكن المسؤوليات السياسية تحددها الانتخابات.

ومن الأفكار التي اقترحناها أن تعمل الحركة الجديدة وفق النتائج وحتى يقع تثبيت هذه النتائج اقترحنا انتخاب خلال المؤتمر المقبل مجموعة ليس لديها مسؤوليات حزبية تشكل هيئة لمراقبة تحقيق الأهداف التي سيقررها المؤتمر وهي من ستقيم قدرة المسؤولين الذين سيتم انتخابهم في تولي المسؤوليات وتحقيق الأهداف المتفق عليها.

وهذه مقترحات غير مسبوقة في الحياة السياسية التونسية هدفها ترسيخ فكرة الديمقراطية ممارسة وليست شعارات وتجاوز “مرض” الزعامات الذي يفتك بالعمل السياسي اليوم.

وبالإضافة إلى هذا لدينا تصورات جديدة لتفعيل دور الجهات في صنع القرار داخل الحركة الجديدة والتأكيد على التناصف.

ألا تشعر بالندم بعد انفصالك عن حزب نداء تونس وأنت من عملت بجد في صف مؤسسه الباجي قايد السبسي؟ ثم كيف ستكون علاقتكم بالسبسي كرئيس؟

مسألة نداء تونس أصبحت اليوم من الماضي وأنا لا أريد الالتفات إلى هذا الماضي إلا في جزئه الإيجابي. عندما عملت في حركة نداء لم أكن انتظر لا الفضل ولا الاعتراف بالجميل لأن السياسية فيها جوانب ايجابية وجوانب سيئة ولذلك أنا قمت بدوري وواجبي فحسب.

وبالنسبة لعلاقتنا بالقصر الرئاسي فنحن أناس مسؤولون ونعترف بالدولة وبهياكلها الرسمية. والسيد الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية هو رئيس كل التونسيين وبغض النظر عن الأحداث التي حصلت نريد أن تكون لنا سواء مع رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية علاقة مؤسساتية وحتى بالنسبة لنداء تونس فكل إخواننا وأصدقائنا من الوطنيين الصادقين أوجه لهم الدعوة للالتحاق بنا في المشروع الجديد لأنه عملية إعادة تأسيس على أسس ديمقراطية.

كيف ترى اليوم مستقبل حزب نداء تونس؟

أنا قلت ذلك وأكرره: حزب نداء تونس انتهى والآن لا يهم الأحزاب.. ما يهم هو المشروع الوطني العصري الذي لا بد أن يتأسس في شكل جديد.    

هل سنرى شخصيات وطنية معروفة في الساحة السياسية صلب مشروعكم الجديد؟

نعم ستكون هناك مفاجآت وشخصيات وطنية لها اسمها وصيتها ووزنها ولكن نحن الآن نفضل عدم الإفصاح عن ذلك.

هاجمك الناشط السياسي والإعلامي الطاهر بن حسين والمنشق بدوره عن حركة نداء تونس متهما اياك بأنك تسعى لتزعم الحزب الجديد وإقصاء قياديين آخرين الاستيلاء على قواعد حركة نداء تونس. ما تعليقك؟

ليس لدي تعليق على ما قاله السيد الطاهر بن حسين نحن ديمقراطيون نؤمن أن الآخرين لهم حرية التعبير عن رأيهم.

لكن هو قال إنك تريد إقصاء قيادات لها وزنها من عملية التأسيس الجديدة؟

لا معنى لكلمة إقصاء هنا. نحن بصدد بناء مشروع لسنا حزب قائم لنتحدث على الإقصاء. نحن مجموعة من الناس تريد بناء حركة سياسية جديدة على أساس مبادئ المشروع العصري الحديث.

نحن لم نقصي أحدا بل حاولنا تشريك الناس في بلورة هذا المشروع بمختلف أطيافهم. وقد قمنا باستطلاع رأي 125 ألف مواطن ونظمنا ثلاثة اجتماعات اقليمية كبرى ونستعد لاجتماعات أخرى وهذه الاجتماعات يشرف عليها نواب “كتلة الحرّة” التي استقالت من كتلة حركة نداء تونس وأنا لست سوى جزء من كل هذا النشاط ولا أتدخل في التنظيم باعتبار أن هناك فريق عمل منكب على إعداد هذا المسار إلى أن نصل إلى إعلان تأسيس الحزب رسميا ولا أعتقد أن كل من غادر نداء تونس سنجده في الحركة الجديدة لأن الحركة ستشمل شخصيات أخرى لم تكن في حركة نداء تونس.

هل سيكون نواب كتلة الحرة المستقيلين من كتلة نداء تونس هم الركيزة البرلمانية للحزب؟

أعتقد أن الأغلبية الساحقة من نواب كتلة الحرة سيكونون من المؤسسين لهذه الحركة وهم يرسمون اليوم الخط السياسي للمشروع وكيف سيكون تنظيمه.

وكل ذلك يدحض مقولة أن هذا المشروع هو مشروع شخصي وأن كل من يتبنّى هذه المقولة هو له مشكلة شخصية مع نفسه أو لا يريد أن يرى الحقائق ولكن أنا دائما أترك للآخرين حرية النقد.

هل هناك نواب جدد سيلتحقون بكتلة الحرة؟

الكتلة اليوم لها رئيس ونائب رئيس ونظام داخلي والكتلة مفتوحة لكل من سينضم إليها على أساس توجهاتها وبرنامج عملها وأنا لن أتدخل فيمن سيلتحق بالكتلة أو من يخرج منها.

هناك قيادات دستورية وتجمعية تسعى بدورها لتأسيس أحزاب وجبهات سياسية وبينهم الوزير السابق في نظام بن علي المنذر الزنايدي الذي يخاطب نفس جمهورك من الدساترة والتجمعيين ما حقيقة تحالفكم معه؟

من الطبيعي في مرحلة تحولات ديمقراطية أن تحصل مبادرات كبرى وتونس اليوم في مرحلة إعادة تأسيس ونحن لدينا اتصالات مع عديد الشخصيات الوطنية ومن الممكن أن تفضي إلى نتائج ايجابية سواء في شكل الحركة التي سنؤسسها أو في شكل عمل جبهوي واسع.

من الأقرب للتحالف بالنسبة إليكم اليسار أم الدساترة؟

نحن سنتحالف مع الجميع على شرط الاشتراك في هذا المشروع الوطني العصري وفي النقاط الخمس التي ذكرتها آنفا. فمن يتفق معنا في النقاط الخمس سنمد له أيدينا سواء كان من اليسار أو الوسط أو اليمين مع التأكيد على ضرورة الاتفاق على مسألة أساسية ورئيسية وهي فصل الدين عن السياسة.

هل يمكن أن تتحالف مع حركة النهضة الإسلامية في الانتخابات البلدية القادمة؟

لا لن نتحالف مع حركة النهضة في الانتخابات البلدية مثلما يقول البعض ونحن نعتبرها خصما رئيسيا فنحن مختلفون عن الإسلام السياسي وحريصون على مسألة فصل الدين على السياسة. حركة النهضة لم تفصل الحركة الدين عن السياسية ولم يخرج علينا أي قيادي ليؤكّد ان النهضة فصلت نهائيا مسألة الدين عن السياسة.

هل تقبل أن يكون حزبكم طرفا في حكومة فيها حركة النهضة؟

اليوم ليس لدينا حزب. عندما يصبح لدينا حزب ستناقش هياكل الحزب بكل ديمقراطية مشاركتنا من عدمها في الحكومة، ولكن في كل الحالات أنا اعتقد أننا الآن لا نستطيع التحالف مع حركة النهضة نظرا لموقفها من خلط الدين بالسياسة وبالنسبة لقضية التعايش الحزبي والتعايش السياسي فهي مسألة مفروغ منها لأنه ضمنها الدستور ونحن ضد الاستئصال وضد الإقصاء ولكننا مع التنافس الديمقراطي في إطار الدستور رغم اختلافنا اختلافا جوهريا.

بعد أن يتشكل حزبكم الجديد هل سيتموقع في المعارضة أم سيساند الحكومة؟

نحن نمضي لتشكيل حزب ديمقراطي وعليه أنا لن أقرر بمفردي أو اتخذ المواقف الكبرى نحن اقترحنا مع نواب كتلة الحرّة أن نعمل بـ”المنزلة بين المنزلتين” ونكون قوة مراقبة بمعنى إذا نجحت الحكومة سنساندها وإذا أخفقت سننقدها ولكن نقد ايجابي يطرح بدائل. نحن نريد كسر المعادلة السائدة بمعنى أن تكون إمّا من الموالين ومن “ضاربي الدف” أو من جماعة الويل والثبور وعظائم الأمور. نحن في فترة انتقال ديمقراطي صعبة تستوجب التوازن والاعتدال.

ما هو تعليقك حول قرار تونس برفض التدخّل الغربي في ليبيا؟

تونس تحتاج لتوضيح استراتيجيتنا الخارجية وتكريس ثوابت لهذه السياسية الخارجية. للأسف اليوم الديبلوماسية التونسية تفتقد لرؤية ولبوصلة خارجية والعالم يسير اليوم وفق توجهات كبرى تمتد على سنوات للمستقبل. لكن في حقيقة الأمر لم تكن لنا سياسية واستراتيجية واضحة حول ليبيا ولم يكن لنا أداء ضمن على الأقل مصلحة تونس.

وبالنسبة لشرعية هذا التدخل من عدمه فإنها تقررها الحكومة الليبية لوحدها ولا اعتقد أن لنا دخل فيها. وبالنسبة لانعكاسات التدخل والتي ستكون اقتصادية بالأساس كان يجدر بتونس أن تتفاوض مع المتدخلين المحتملين حول رفض التدخل في هذه الحالة أي إذا لم يراعي مصالح تونس الاقتصادية.

كما كان لا بدّ أن تتفاوض تونس حول حماية مصالحها أمنيا والتوقي من الأزمة الانسانية المحتملة ولكن أهم مسألة هو ما بعد التدخّل يجب على تونس أن تفاوض سواء مع المجتمع الدولي أو مع الحكومة الليبية فيما بعد التدخّل الذي سيؤدي لتوليد مشاكل إضافية تنعكس علينا سلبا.

وبالتالي مرحلة تونس تقتضي مفاوضة العالم من خلال سياسة فيها نوع من “الحدّة” نحن اليوم لا بد أن نبادر وسنسعى لهذا العالم بإبراز تداعيات هذا التدخل على تونس ونحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في ذلك.

ما هو رأيك في أداء الرئيس التونسي المسؤول الأول عن السياسة الخارجية للبلاد؟

مواقف رئيس الجمهورية إجمالا كانت ايجابية لكن للأسف كانت هناك نقطة سلبية في أدائه بعد محاولة حشره في الصراع الحزبي لحركة نداء تونس. أرجو بعد المغادرات التي حصلت في القصر الرئاسي أن يعتمد رئيس الجمهورية اليوم على فريق عمل جدّي وقادر على الإضافة.

وكيف تقيم أداء البرلمان؟

البرلمان يعمل بطريقة تقليدية في غياب ظروف عمل إدارية ملائمة وهو ما ولّد بطء في العمل والنسق.

وبالنسبة لرئاسة الحكومة كيف تقيّم أداءها؟

رئيس الحكومة شخصية وطنية ولكنه دفع ثمن غياب قدرة اتصالية للحكومة وغياب رؤية الأحزاب الحاكمة كما وأنه يدفع ثمن المحاصصة الحزبية في حكومة الائتلاف الرباعي وهذا أدى إلى بطء تنفيذ الإصلاحات.

كما اعتقد بأن هناك غموض دستوري حول من هو صاحب السلطة وهذا الإشكال لا بد من طرحه بجدية ولكن أنا مع أن نتوسم الخير في المستقبل ونكون ايجابيين.