للمشاركة في حملة (#ليبيا_تقرأ) التي أطلقتها الطالبة الجامعية إيناس الرجباني من طرابلس، ما عليك سوى كتابة اقتباس من كتاب قرأته متبوعاً بوسم الحملة، فتنضم إلى أكثر من 3650 مشارك ساهموا في تخفيض أسعار الكتب في عدد من مكتبات طرابلس.

تقول مؤسسة الحملة ذات الواحد وعشرين عاماً إن هذه المبادرة “ولدت من رحم الحرب والتفرقة والانقسامات التي أصبحنا نعيشها اليوم، والتي سببها الرئيسي الجهل وغياب الثقافة والفكر وعدم المطالعة والقراءة”، وبالتالي فإن هدف الحملة هو تشجيع الناس على القراءة.

تجمعنا الكتب

للمشاركة في حملة (#ليبيا_تقرأ) التي أطلقتها الطالبة الجامعية إيناس الرجباني من طرابلس، ما عليك سوى كتابة اقتباس من كتاب قرأته متبوعاً بوسم الحملة، فتنضم إلى أكثر من 3650 مشارك ساهموا في تخفيض أسعار الكتب في عدد من مكتبات طرابلس.

تقول مؤسسة الحملة ذات الواحد وعشرين عاماً إن هذه المبادرة “ولدت من رحم الحرب والتفرقة والانقسامات التي أصبحنا نعيشها اليوم، والتي سببها الرئيسي الجهل وغياب الثقافة والفكر وعدم المطالعة والقراءة”، وبالتالي فإن هدف الحملة هو تشجيع الناس على القراءة.

تجمعنا الكتب

هذا النوع من المبادرات التي كان يصعب تطبيقها في السابق أصبحت اليوم ممكنة وبوسائل متاحة للجميع في العالم الافتراضي، فعن طريق “هاشتاق” لا يستغرق كتابته سوى دقيتين يمكن لمطلق الحملة أن يصل صوته إلى الجميع.

وهو ما شجع إيناس التي قالت إن هدف المبادرة عبر فيسبوك هو الوصول إلى كل بيت في ليبيا، وإعطاء حافز للمتابعين للبحث بهدف المشاركة بمنشور في الحملة، وكذلك لقراءة ما يكتبه الآخرون ما يجذب لقراءة المزيد من الكتب أو القصص، وهو نشاط لا مكان فيه للخلافات السياسية “فرقتنا السياسة تجمعنا الكتب، وليبيا ليست بلد إرهاب فقط” تقول الرجباني.

ومع أن عمر الحملة يعد حديثاً نسبياً فهي انطلقت في 29/9/2015 على هيئة (#ليبيا_تقرأ)، ثم أنشئت الصفحة كحدث على الفيسبوك في 31/10/2015 باسم صفحة ليبيا_تقرأ، فقد بلغ عدد المنضمين إليها اليوم أكثر من 3650 من كل أنحاء ليبيا.

انتقال للواقع

إضافة إلى هؤلاء تحدثت الرجباني عن رغبة العديد من النشطاء الشباب في بعض المدن والقرى خارج العاصمة في الانضمام للحملة، منهم على سبيل المثال فريق “مبادرون” من مدينة صبراتة غرب طرابلس، وهي مدينة ليس بها أي مكتبة “يرغب الفريق بإقامة معارض كتب بأفكار مميزة بالتعاون مع الحملة” بحسب الرجباني.

حجم المشاركة الذي فاق توقعات القائمين على الحملة جعلهم يفكرون في إقامة معرض للكتب في طرابلس يتحول به النشاط من حملة افتراضية إلى نشاط على الأرض، وينوي فريق الحملة إقامة المعرض في شهر مارس 2016 إلا أن الموعد لم يحدد بالضبط بعد، وسيشمل المعرض عدة أقسام أهمها قسم لتبادل الكتب وقسم للمبيعات.

كذلك قاموا بمراسلة عدة مكتبات بهدف الاشتراك في الحملة عن طريق تخفيض أسعار الكتب للمطالعين، “وقد تجاوب العديد من أصحاب المكتبات، إذ قام بعضهم بنشر الفكرة عبر صفحته، والبعض الأخر شارك بتخفيضات جيدة لأسعار الكتب، أصحاب بعض المكتبات تجاوبوا سريعاً والقليل منهم تأخروا في المشاركة، ولهذا لم نحدد وقتاً لانتهاء الحملة ” تقول الرجباني.

تخفيضات على الكتب

أهم المكتبات التي اشتركت في الحملة كانت مكتبة السراج ومكتبة المعارف ومتجر تجوال الإلكتروني للكتب.

وعند دخولنا مكتبة السراج ذات الأرفف العالية المكتظة بشتى العناوين طالعتنا صور لشعار الحملة وإعلانات عن التخفيضات.

يقول خالد السراج صاحب المكتبة “هدفنا من الانضمام للحملة هو البحث عن القارىء.. لبناء شعب واعٍ ومثقف بالدرجة الأولى، وتخفيض أسعار الكتب لدينا الخاص بالحملة يصل إلى 50% على كافة العناوين، وفي الواقع زاد انضمامنا للحملة من مبيعات الكتب إلى ما يقارب 70%”.

بحسب السراج فإن البيع بالمجمل ينشط في أنواع معينة من الكتب منها الروايات وكتب التاريخ بالإضافة لكتب الطبخ وقصص الأطفال، ولكنه يؤكد أن الإقبال ارتفع على الأنواع الأخرى من الكتب أيضاً وإن بنسب أقل، “الشباب بالذات يقبلون أكثر على شراء الروايات” يقول السراج.

كتاب مجاني

أما متجر تجوال للكتب وهي مكتبة افتراضية تسوق الكتب الورقية إلكترونياً، فأعلن عن بداية مسابقة ثقافية شهرية منذ بداية شهر نوفمبر 2015 يتحصل الفائز فيها على كتاب مجاني.

يقول مدير المتجر حاتم الزياني “نسبة الخصم التي قررناها على الكتاب كانت 15% ومع ذلك نسبة الزيادة في حجم مبيعات الكتب بعد إطلاق الحملة تقدر بنسبة 30%”، لدرجة أننا وسعنا نشاطنا جغرافياً وأصبحت خدمة التوصيل متوفرة لدينا في مدن كثيرة منها غريان ومصراتة وصرمان وزوارة والعجيلات وسبها وبنغازي والبيضاء وشحات واجدابيا والزاوية وطرابلس وصبراتة، وذلك بالتنسيق مع شركة لتوصيل الطلبيات”.

أحد المستفيدات من الجائزة كانت الصحفية ليلى المغربي التي شاركت في المسابقة الشهرية المنظمة ضمن الحملة، تقول المغربي “حصولي وغيري على هذه الجائزة سيشجع الكثيرين للمشاركة في المسابقة، وبالتالي المزيد من القراءة”.

أما الشاعر أحمد الشارف فبرأيه “معظم الليبيين في العادة لا يهتمون للكتاب، ولا يقرؤون، إلا لو كان هناك حافز كجائزة أو حملة أو تغطية إعلامية كبيرة أو سماعهم عن عنوان لكتاب حصد شهرة واسعة”.

لذلك يشجع الشارف هذا النوع من الحملات بل ويؤكد “أنا نفسي تأثرت بالحملة منذ سماعي بها، فاشتريت خلال هذ الشهر 5 كتب في حين كنت أشتري واحداً كل شهر”.  

من المعروف عن المدن الليبية فقرها الشديد للمكتبات أو فضاءات القراءة العامة، ففيما لا يزيد عدد المكتبات التي تبيع الكتب في طرابلس عن العشرة واحدة منها له أكثر من فرع، توجد بها فقط المكتبة القومية المركزية التي توفر فضاء للمطالعة ولا تبيع الكتب.

في حين أن الكثير من المدن الأخرى والقرى لا يوجد بها أي مكتبة، وبعضها يوجد به محلات للقرطاسية تبيع القليل جداً من الكتب ويتركز معظمها حول الكتب التعليمية المتعلقة بالمراحل والمناهج الدراسية وخاصة الجامعية.