أخفق «حزب النور» في حصد أيّة مقاعد في الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب، على المستويين الفردي والقوائم، وفقا للنتائج الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات.

وخاض «النور» الانتخابات بـ 91 مرشحا على المقاعد الفردية و60 مرشحا بقائمتين في 14 محافظة بالجيزة والصعيد وغرب الدلتا، وفقا لإحصائيات «اللجنة العليا للانتخابات».

أخفق «حزب النور» في حصد أيّة مقاعد في الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب، على المستويين الفردي والقوائم، وفقا للنتائج الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات.

وخاض «النور» الانتخابات بـ 91 مرشحا على المقاعد الفردية و60 مرشحا بقائمتين في 14 محافظة بالجيزة والصعيد وغرب الدلتا، وفقا لإحصائيات «اللجنة العليا للانتخابات».

وتأهل 23 مرشحا فرديا منهم لخوض جولة الإعادة في 6 محافظات، بينهم 11 مرشحا في البحيرة، 4 في الإسكندرية، التي تعد المعقل الأساسي للحزب، و5 في الفيوم، ومرشحٍ واحدٍ في كل محافظة من محافظات مطروح، قنا، وبني سويف. لكن من غير المتوقع أن تؤثر نتائج الإعادة في فداحة خسائر حزب النور.  

جدير بالذكر أن «النور» حصد في برلمان 2012، 112 مقعدا، بينهم 90 عن القوائم، و20 للفردي، بنسبة 22.44%، حيث جاء في المركز الثاني بعد حزب «الحرية والعدالة» الظهير السياسي للإخوان المسلمين.  

مبررات لنتائج صادمة

أربكت النتائج التي وصفت بالصادمة صفوف حزب النور، ورفض قياداته مطالبات بعض الأعضاء والمرشحين بالانسحاب من الانتخابات.

وساق نائب رئيس الدعوة السلفية «ياسر برهامي» عدة تبريرات للنتائج في رسالة له نُشرت على الموقع الرسمي للدعوة السلفية، محمّلا ما وصفه بالهجوم الإعلامي والحملات المضادة والرشاوى الانتخابية مسؤولية إخفاق «النور».

قال «برهامي»: “صدمة أصابت الملايين مِن أبناء الدعوة السلفية وحزب النور والمحبين لهم، من نتائج الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية، وصدمة أكبر مما حدث قبلها ومعها مِن تجاوزات فجَّة من الإعلام والحرب القذرة التي قادها”.

وكان نشطاء قد دشّنوا قبل الانتخابات حملة بعنوان «لا للأحزاب الدينية»، تطالب بحل الأحزاب القائمة على أساس ديني ومن بينها حزب «النور»، ودعوا الناخبين إلى عدم التصويت لمرشحيهم.

يقول أمين تنظيم الحملة «محمد راعي»:” جمعنا توقيعات من المواطنين لحل الأحزاب الدينية، وركزنا على توعية المواطنين البسطاء، وبالفعل شريحة كبيرة استجابت ولم يمنحوا حزب النور أصواتهم”.

ويضيف:” النور يبحث عن مبررات لإخفاقه في الانتخابات لأن النتائج كانت صادمة له، لأنها كانت في مناطق نفوذه بمحافظات غرب الدلتا، وبعض محافظات الصعيد”.

الإعلام بريء

من ناحيتها ترفض عميد كلية إعلام القاهرة سابقا، الدكتورة «ليلى عبد المجيد» تحميل الإعلام إخفاق أيّة جهات، وتوضح أن الإعلام ليس عصا سحرية أو “شماعة” للآخرين.

وتشير إلى أن إدارك تأثير الإعلام على الناخبين في انتخابات الجولة الأولى يحتاج إلى دراسات تعتمد على تقصي أسباب امتناع الناخبين عن منح أصواتهم لمرشحي «النور»، سواء من المواطنين أو قواعد الحزب نفسه.

بينما يرى المفكر اليساري «عبد الغفار شكر» أن الانتخابات سبقتها تعبئة من الإعلام والسياسيين ضد تيار الإسلام السياسي وخاصة «النور»، موضحا أن هناك من استخدم الإخوان كفزّاعة ضد السلفيين.

وأكد الخبير في الحركات الإسلامية، الدكتور «كمال حبيب» في مقالٍ له، أن «النور» خاض الانتخابات تحت قصف نفسي ومعنوي وتعبوي حاد، وكان الإعلام المعادي للحزب ظهيرا لكل الحملات، سواء إعلام الإخوان بالخارج أو الإعلام المصري بالداخل.

هل تتفتت قواعد النور؟

نتائج «النور» خلقت جدلا حول مصير قواعد الحزب وكتلته التصويتية، ومدى تأثير القيادات العليا على تلك القواعد.

أمين عام حزب العدل (ليبرالي اجتماعي) «عبد المنعم إمام» يرى أن قواعد «النور» تتكون من أعضاء ومحبين، موضحا أن موقف الحزب الداعم لـ 30 يونيو ومع بعدها أفقده شريحة كبيرة من محبيه، فضلا عن تفتت كتلته ما بين مؤيد ومعارض لمواقفه.

ويشير مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية، الدكتور «عبد المنعم السيد» إلى أن قيادات حزب «النور» لا تعبر عن موقف قواعده بسبب تغير مواقف الحزب، ما أوجد حالة نفور بينهم.

“انحياز النور لخارطة الطريق كان سببا في فقدانه شريحة كبيرة من قواعده فانحازت لمواقف الإخوان التي دعت لمقاطعة الانتخابات” كما يقول الباحث في الجماعات الإسلامية «أحمد بان».

يضيف «بان»:” النور يعتمد على الكتلة التصويتية للتيار الإسلامي جميعها والتي أوصلته للبرلمان في 2012، وانحياز النور لخارطة الطريق كان لخوفه من أيّة مضايقات أو ملاحقات أمنية محتملة”.

ويرى «كمال حبيب» أن «النور» لا يمتلك ماكينة تنظيمية فاعلة تستطيع الحشد والتعبئة والتواصل مع الجمهور بعد الانشقاق الذي قاده مؤسسه «عماد عبد الغفور»، وانفضاض العديد من المشايخ عنه ممن كانوا ينتمون للدعوة السلفية.

مستقبل غامض

ويرى محللون أن مستقبل «النور» السياسي بات غامضا، خاصة مع عزمهم الاستمرار في خوض الانتخابات، رغم استقالة بعض المرشحين الخاسرين وإعلان أحدهم دعم مرشح «الوفد» بالإعادة في دائرة بالجيزة.

يشير «محمد راعي» إلى أن حملة «لا للأحزاب الدينية» مستمرة في ملاحقة «النور»، متوقعا مزيدا من الإخفاقات له في انتخابات المرحلة الثانية قد تؤدي بالنهاية إلى إضعافه وحله نهائيا.

ويلفت «عبد المنعم إمام» إلى أن الإسلاميين أصبحوا مشتتين بعد 30 يونيو وفقدوا التعاطف الشعبي، موضحا أن الصراع الآن بين تياري «المال السياسي» وما تبقى من «الإسلام السياسي»، مع غياب البديل الوطني، مبينا أن الإسلاميين قد ينتهي بهم المطاف إلى اعتزال السياسة والاشتغال بالعمل الدعوي.

بينما يرى «أحمد بان» أنه من الخطأ اختزال الإسلام السياسي في «النور» و«الإخوان»، موضحا أن نتائج «النور» في الانتخابات لا تعني نهاية المطاف بالنسبة له، لأنها في رأيه جاءت في سياق سياسي واجتماعي معين.

ويؤكد «عبد الغفار شكر» أن إخفاق «النور» في الانتخابات لا تعني النهاية لأنه من الممكن أن يغير خططه في المستقبل ويعيد تقييم الوضع أو أن يدخل في حالة جمود ويعود مرة أخرى، موضحا أن في مصر أربع تيارات فكرية “يساري، ليبرالي، إسلامي، قومي” لا يستقيم الوضع بدونهم.

وحتى تظهر النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب يبقى مصير حزب “النور” في علم الغيب.