ظلت طيلة 13 عامًا تبحث عن وسيلة لإنتاج علاجها الذي يشفى من مرض السرطان، طرقت جميع الأبواب، لكنها اصطدمت بالروتين، وضعف الدعم المادي المخصص للبحث العلمي، فبعد أن نالت عددا من الجوائز العلمية فى اليابان، لاختراعها مستحضر يقضي على مرض السرطان مسجل بشهادة دكتوراه، عادت الدكتورة مني المهدي إلى بلدها مصر، وجامعتها أسيوط، لتحقق حلم حياتها فى شفاء المصريين المصابين بالسرطان، رافضة أن تبوح بسر اختراعها فى اليابان، برغم من المغريات التى عرضت عليها. لكنها اصطدمت بعقبات الروتين في بلدها، وفشلت في تنفيذ اختراعها.

ظلت طيلة 13 عامًا تبحث عن وسيلة لإنتاج علاجها الذي يشفى من مرض السرطان، طرقت جميع الأبواب، لكنها اصطدمت بالروتين، وضعف الدعم المادي المخصص للبحث العلمي، فبعد أن نالت عددا من الجوائز العلمية فى اليابان، لاختراعها مستحضر يقضي على مرض السرطان مسجل بشهادة دكتوراه، عادت الدكتورة مني المهدي إلى بلدها مصر، وجامعتها أسيوط، لتحقق حلم حياتها فى شفاء المصريين المصابين بالسرطان، رافضة أن تبوح بسر اختراعها فى اليابان، برغم من المغريات التى عرضت عليها. لكنها اصطدمت بعقبات الروتين في بلدها، وفشلت في تنفيذ اختراعها.

قال لها العالم المصري د.مصطفي السيد، الذي توصل إلى علاج مرض السرطان بالذهب أثناء زيارة له بجامعة أسيوط:”بحثك أقوى من بحثي لأن الذهب غالٍ، ولكن مواد بحثك متوافرة”، وطالبها بالذهاب إلى الولايات المتحدة من أجل تنفيذ اختراعها إذا كانت تريد له أن يرى النور.

تحكي منى المهدي في البداية عن رحلتها الدراسية.. “كنت دائما متفوقة فى دراستي فكنت من أوائل المدرسة، ومن أوائل الكلية، وتفوقت فيها، وأصبحت مُعيدة، وحصلت على درجة الماجستير، ثم سافرت إلى اليابان فى الفترة من 1996 وحتى 2001، وعلمت هناك للحصول على درجة الدكتوراه”.

كيف كانت رحلتك البحثية؟

هناك اشتغلت على جهاز جديد متخصص فى تكنولوجيا “النانو” لإنتاج مستحضرات لعلاج السرطان والايدز، وكانت رسالة الدكتوراه الخاصة بي عن تحضير حبيبات أو كريات دقيقة الحجم لإنتاج مستحضر لعلاج مرض السرطان.

أخذت 3 سنوات حتى وصلت إلى تركيبة المستحضر، وتم تجريبه على 2000 أرنب من حيوانات التجارب بجامعة طوكيو، وأثبت كفاءة لا متناهية، ونسبة شفاء تتجاوز الـ96%، ويتميز الدواء الجديد بأنه ليس له أي آثار جانبية علي المريض ولا يؤثر على القلب، وهو دواء ممتد المفعول، حيث يأخذ 1/4 الجرعة المعتادة فى علاج مرض السرطان، فهو يوفر المادة الخام، وهو مستحضر صيدلي مستهدف، أي يستهدف الخلية السرطانية فقط دون أدنى تأثير على الخلايا الحية، ويتم التعامل به مع المريض عن طريق حقن المستحضر بالخلية المصابة فقط فيقتلها، وأي فائض فى المستحضر الدوائي بالجسم يستطيع الجسم أن يتخلص منه طبيعيًا “أي يهضمه الجسم”.

كيف يتم إنتاج المستحضر الخاص بك من مواد من داخل جسم الإنسان؟

من مادة اسمها “الألبيومين” فى بلازما الدم، وبعض مواد علاج السرطان، لاستهداف نواة الخلية السرطانية لإحاطتها، والقضاء عليها من خلال جرعة ممتدة المفعول.

هل تم نشر نتائج أبحاثك فى دوريات علمية وماهي أشهرها؟

نعم، فقد تم نشر البحث فى مجلات علمية فى اليابان وأمريكا وتركيا وغيرها، وبالرغم من أنني سافرت إلى اليابان في منحة علمية لمدة سنتين بإنفاق حكومي، إلا أن البحث أخذ أكثر من 4 سنوات، وظللت لمدة تزيد عن السنتين فى اليابان أنفق من مالي الخاص للانتهاء من البحث سالف الذكر. بعدها حصلت على عدد كبير من الجوائز ما بين بين جوائز محلية وعالمية وشهادات تقدير منها جائزة بحث تحديد وتقييم كريات دقيقة الحجم جدًا لاستخدامها فى الأمراض المختلفة، وجائزة التميز العلمي من جامعة أسيوط، وجائزة أفضل 1000 سيدة على مستوى العالم فى مجال العلاقات الخيرية والإنسانية، وجائزة الأعمال الخيرية من السويد، وجائزة السلام على مستوى العالم من السويد أيضا.

بعد عودتك من اليابان.. وحصول بحثك على المركز الأول على مستوى 3 آلاف بحث فى اليابان كيف كان تكريم جامعة أسيوط لك؟

برغم من أنني حصلت على درجة الدكتوراه عن بحثي الخاص باكتشاف مستحضر لعلاج السرطان، إلا أن رئيس قسم الصيدلانيات بكلية الصيدلة بالجامعة، رفض الاعتراف بذلك عام 2001، بسبب عدم إخطار إدارة البعثات للجامعة، بما يفيد مد فترة دراستي فى اليابان للحصول على الدكتوراه، وطلب مني الشروع فى عمل رساة دكتوراه أخرى، وحدث بالفعل واشتغلت فيها لمدة سنتين، حتى التقيت ورئيس الجامعة فى عام 2003 فى مؤتمر علمي للمبعوثين للخارج بالإسكندرية، وشرحت له الأمر وقتها، وقال لي” هيتم تعيينك بالدكتوراه اللي حصلت عليها من اليابان”.

لماذا لم يدخل بحثك مرحلة التطبيق العملى فى مصر؟ وما أهم العوائق التى صادفتك؟

لأن الجهاز تنفرد به شركة يابانية “ويكلى”، ومن دونه لا يمكن إنتاج المستحضر الذي يعالج السرطان، ولدى عودتي لجامعتي، ذهبت لمقابلة رئيس الجامعة، وتحدثت معه  فى الأمر، وقلت له إن تكلفة الجهاز 7 مليون دولار، فقال لي: “مش معقول هحط ميزانية الجامعة كلها فى بحث واحد”، والتقيت وزير التعليم العالي، وقال لي: “هشوف الموضوع ده”، ولم أجد أي استجابة، لأن الأمر كان يحتاج لاتفاق مابين حكومتي مصر واليابان من أجل إرسال الجهاز إلى مصر، بعدها تعرضت لظروف اجتماعية خاصة بوفاة زوجي ثم أخي، وكان لها تأثيرًا كبيرًا علي، جعلني بعيدة إلى حد ما عن التفكير فى البحث.

لماذا لم يتم عمل اتفاق مع الشركة التي تحوز الجهاز؟

قدموا لي عرضًا بما يشبه عقد احتكار كان يشترط أنى لا أنزل بلدى لمدة 5 سنوات، ومن ضمن شروط العقد تسويق المنتج بأمريكا وإسرائيل، ودول أوروبا، ولا ينزل فى مصر إلا بعد 20 عاما، لأن الشركة كانت تستهدف الربح فى المقام الأول، وهو ما رفضته، وآثرت عدم البوح بسر بحثي، متعشمة عند نزولي إلى مصر أن تتوصل الحكومتان المصرية واليابانية لاتفاق يتم بموجبه منحنا الجهاز فى مقابل البوح بسر تركيبة المستحضر، وهو ما لم يحدث بسبب الروتين والبيروقراطية.

ما علاقة دخولك فى عالم السياسة عام 2010 عبر بوابة الحزب الوطني بتنفيذ بحثك؟

بعد أن استنفذت كل المحاولات لإخراج بحثي إلى النور، قلت ربما يتحقق ذلك عبر السياسة، بعد أن عرض علي الانضمام للحزب الوطني، والنزول على مقاعد كوتة المرأة، وبعد تفكير فى الأمر، خضت التجربة بالفعل، ونجحت فى الانتخابات، ولكن قامت ثورة 25 يناير 2011 بعد ذلك بفترة قليلة، وتوقف كل شيئ.

هل الجانب اليابانى لم يحاول إنتاج المستحضر الذي توصلتي إليه؟

حاولوا ولكنهم فشلوا، وعرضوا عليّ حتى وقت قريب العودة، وإنتاج المستحضر، وأذكر أنه فى عام 1999 قال لي المشرف الياباني على بحثي: “ماتحاوليش تقولى إيه سر البحث بتاعك، وعشان كدة احتفظت بيه عشان أنفع بيه بلدى وأخدمها”.

ما الفارق برأيك بين البحث العلمي فى مصر واليابان؟

ضعف الإمكانات المعملية لدينا، بينما هناك أطلب المادة الخام تأتي فى اليوم التالي، أما فى مصر فمن الممكن أن انتظر 3 أو 4 شهور حتي تأتي المادة التي أريدها، ووفقا لبحث نشر فى مجلة أجنبية عام 2013، قال إن التعليم فى مصر يعتمد على الصم والحفظ والتلقين وليس الفهم والابتكار، وإن التعليم فى مصر يوازى التعليم فى كوريا عام 1940، ويوازى التعليم فى تركيا عام 1970.

لو عاد بك الزمن لتنفيذ بحثك بإحدى الدول الأجنبية هل ستقبلين؟

سأقبل ذلك من الناحية الإنسانية لخدمة مرضي العالم، لأن أحلامي اصطدمت بالروتين فى مصر.