يعيش الشاب السوري من أم تونسية رشاد حياة محفوفة بالمخاطر في دمشق جراء تعرضه لمضايقات كثيرة من حرس النظام نتيجة فقدانه للنسب العائلي بعدما رفض والده الاعتراف به.

وقد ولد رشاد بإحدى مستشفيات دمشق قبل 17 عاما من أم تونسية وأب سوري بعد زواج عرفي جمعهما. وفيما اختفى أبيه عن الأنظار تم ترحيل أمه إلى تونس بعد عقوبة قضتها بالسجن.

يعيش الشاب السوري من أم تونسية رشاد حياة محفوفة بالمخاطر في دمشق جراء تعرضه لمضايقات كثيرة من حرس النظام نتيجة فقدانه للنسب العائلي بعدما رفض والده الاعتراف به.

وقد ولد رشاد بإحدى مستشفيات دمشق قبل 17 عاما من أم تونسية وأب سوري بعد زواج عرفي جمعهما. وفيما اختفى أبيه عن الأنظار تم ترحيل أمه إلى تونس بعد عقوبة قضتها بالسجن.

تم نقل رشاد إلى قرية للأطفال مجهولي النسب فانقطعت صلته بأهله سوى من خالته التي كانت تزوره أحيانا في القرية على أساس أنها كفيل، لكن ما لبثت حتى اختفت هي الأخرى.

خالته أيضا انقطعت عنه

يروي السيد مهند أحد المسؤولين في قرية الأطفال التي يقيم بها رشاد لـ”مراسلون” بنبرة حزينة أن خالة رشاد قطعت زيارتها عنه منذ نحو سبع سنوات دون أن يفهم سبب غيابها.

لم يعد أحد للسؤال عن الفتى رشاد لكن الأمر في البداية لم يكن يقلقه كثيرا بحكم صغر سنه وبحكم أنه لم يكن يعلم أن التي تزوره هي خالته التي كان يظنها مجرد كفيل متطوع له.

غير أن رشاد بدأت تدور بخلده أسئلة كثيرة محيرة عن ماضيه وحاضره ومستقبله خاصة بعدما رفضت السلطات السورية مطالب متعددة من إدارة قرية الأطفال لمنحه هوية رسمية.

يقول المشرف على تربيته السيد مهند إن “إدارة القرية حولت ملف رشاد إلى سفارة تونس بدمشق منذ ثلاثة أشهر بحثا عن إمكانية تمتيعه بهوية لكن لا يبدو أن هناك انفراج في الأفق”.

في الأثناء بقيت حياة رشاد مهددة في كل لحظة عند خروجه للتجول في شوارع دمشق بلا هوية فقد أصبح عرضة للكثير من المضايقات بسبب عدم تمتعه بأوراق ثبوتية.

وتعتبر دمشق مدينة أحسن حال من مدن أخرى في سوريا التي تعيش حالة حرب ضروس لكنها لا تخلو من الحواجز الأمنية التي تستوقفك من وقت لآخر حيث يطلب منك رجال الأمن فور توقفك الاستظهار بالهوية مترجلا كنت أو في سيارة.

معاناة الحواجز

هذه الحواجز باتت أمرا معتادا لدى السوريين في شوارع دمشق حيث لا يستغرق معهم التفتيش والتثبت من هوياتهم سوى بضعة دقائق ثم ينصرفون بعدها سريعا إلى حال سبيلهم.

لكن هذا الأمر يمثل كابوسا بالنسبة إلى رشاد الذي يعتبر اجتياز تلك الحواجز الأمنية بالنسبة له أمرا مستحيلا لأنه لا يجد إجابة لسؤال رجال الأمن عن هويته.

يقول رشاد لمراسلون عن جولاته العاثرة في شوارع دمشق “كان رجال الأمن في كل مرة يحتجزونني عندما لا أقدم لهم بطاقة هويتي لكنهم كانوا يطلقون سراحي كلما تدخل المسؤول عن تربيتي ليشرح لهم وضعيتي الخاصة”.

يحرك مهند المشرف على تربيته برأسه في إشارة إلى صحة كلام رشاد ويقول “الوضع الأمني الذي تعيشه سوريا فاقم مشكلة رشاد وخلق له عقبات كثيرة أمام تنقله”.

وقد تحصل رشاد على ورقة مختومة من مدير دار الشباب التي يقطنها للاستظهار بها في الحواجز الأمنية لكن مع ذلك يضطر دائما إلى أخذ الحيطة عندما تتصاعد وتيرة الأحداث في دمشق.

الآن قارب عمر رشاد الثامن عشر وقد أصبح مهددا طبق القانون السوري بإجباره على الالتحاق بالجيش النظامي باعتباره شخصا بلا هوية وهو تحد جديد ينضاف إلى حياته الصعبة.

كابوس الجندية

يقول مهند “تفصل رشاد بضعة أشهر فقط عن الالتحاق القسري بالجندية بحكم أنه شاب مجهول النسب وهذا لا ينسحب على بقية الشبان العاديين”.

بعد أشهر قليلة ستصبح مشكلة الحواجز الأمنية هينة على رشاد مقارنة بهذه العقبة الجديدة، فهو يخشى على نفسه من خوض حياة قاسية لا يقدر على تحملها في الجيش النظامي.

تزداد هواجس رشاد خصوصا مع فقدان أمله في الحصول على هوية تسندها له السلطات التونسية أو السورية بسبب إنكار أبيه فيه.

وقد تأثرت حياة هذا الشاب سلبا بوضعه الخاص حيث رسب السنة الماضية في الدراسة والآن أصبح يحلم مثل غيره بالهجرة السرية إلى شواطئ أوروبا في قوارب الموت هربا من واقعه الحزين.