بتقنيات فنون الأداء والتمثيل يسعى العم فوزي، ممثل تونسي، لشد انتباه الأطفال من حوله وهو يقص عليهم حكايات مستمدة من الزمن الجميل فيأخذهم ببراعة سرده ورشاقة حركاته إلى عالم كله تشويق وسرور.

يعتبر هذا الحكواتي الستّيني من القلائل الذين ينشطون في مجال فن الحكايات بمحافظة نابل (شمال). “أريد أن أنمي مهارات الأطفال من خلال ما أقصه عليهم من حكايات” يقول لـ “مراسلون”.

بتقنيات فنون الأداء والتمثيل يسعى العم فوزي، ممثل تونسي، لشد انتباه الأطفال من حوله وهو يقص عليهم حكايات مستمدة من الزمن الجميل فيأخذهم ببراعة سرده ورشاقة حركاته إلى عالم كله تشويق وسرور.

يعتبر هذا الحكواتي الستّيني من القلائل الذين ينشطون في مجال فن الحكايات بمحافظة نابل (شمال). “أريد أن أنمي مهارات الأطفال من خلال ما أقصه عليهم من حكايات” يقول لـ “مراسلون”.

لدى العم فوزي تجربة مسرحية تفوق 35 عاما انطلقت بعد توجهه إلى المدرسة الوطنية العليا للفن المسرحي بستراسبورغ بفرنسا. هذا التكوين الأكاديمي وعشقه للفن المسرحي والتمثيل وتأثره بأستاذه وملهمه علاء الدين أيوب جعلت منه شخصا قادرا على تبليغ معاني القصص التي يحكيها وغرس عبرها في مخيلة الأطفال، كما يحب أن يصف نفسه.

ورغم العراقيل التي واجهها يتشبث بحلمه وموهبته ويواصل طريقه في تقديم هذا الفن من دون أي مقابل مادّي.

ويقول لـ”مراسلون” في هذا الصدد إن المشروع ليس تجاريا، فبالنسبة له، الأطفال هم أقرب إلي قلبه من أي جمهور آخر، مشيرا إلى أنهم “جمهور لديه إحساس رهيف وتفاعل هائل مع الممثل”.

هكذا وبأسلوب بسيط ومرح وحركات رشيقة ووسط أنغام عازف قانون يقيم العم فوزي بصفة منتظمة مسرحيات للأطفال ويسرد لحكايات يجسد أدوار شخصياتها ببراعة. فيتجول وسط الأطفال ويتفاعل معهم وهو ينظر بعينيه الغائرتين إلى وجوههم بنظرة يمتزج فيها الحنان مع حب المهنة.

وعن اختياره لهذا النوع من الفن الذي يكاد يتبدد في عصر الإنترنت يبين “أن الرغبة في صقل مواهب الأطفال وحثهم على المطالعة وتذوق الفنون هو الدافع الأساسي وراء هذا انلوع من الأنشطة”.

وعادة ما يطرح هذا الفنان أسئلة كثيرة على الأطفال عند نهاية كل أقصوصة ليتبين منهم حكم الأجداد والعبر التي استخلصوها. ويقول “اقترابي من الأطفال زاد من عشقي لهذا العالم الذي وأتاح لي فرصة تقمص دور الجد الحنون الذي يخاف على أحفاده ويحاول أن يدخل السرور إلى قلوبهم”.

ويضيف العم فوزي أن ولعه بعالم الأطفال جعله يفكر في إحداث مهرجان يكرم الأطفال المهتمين بكتابة القصص وروايتها، “لكن الفكرة مع الأسف لم تجد اهتماما من وزارة الثقافة أو المندوبية الجهوية للطفولة أو وزارة التربية”.

تحد كبير خاصة مع عدم وجود دعم مادي من وزارات الإشراف، لكن بالرغم من ذلك يبدو العم فوزي مستمرا في قصّ حكاياته وفي نيته تنظيم المهرجان ولو كان ذلك بأقل الإمكانيات المتاحة.