تحذيرات كثيرة وجهها أهالي الإسكندرية للمصطافين هذا العام، لكن الحال بقي كما هو. فالأهالي يقولون إن المصطافين “يشوهون المحافظة” وإنهم أخذوا يتجولون شبه عراة، ليس على الشاطئ فحسب، ولكن في الشوارع الداخلية أيضاً، في مشهد أزعج الأهالي ودفع بعضهم لترك المحافظة وقضاء الصيف في شواطئ لا يرون فيها سلوكيات المصطافين المترددين على المحافظة في مثل هذا التوقيت من كل عام. أما آخرون ممن لا يملكون المال من أهالي الاسكندرية فبعضهم أغلق أبواب منزله انتظارا لرحيل زوار المحافظات على حد قولهم.

تحذيرات كثيرة وجهها أهالي الإسكندرية للمصطافين هذا العام، لكن الحال بقي كما هو. فالأهالي يقولون إن المصطافين “يشوهون المحافظة” وإنهم أخذوا يتجولون شبه عراة، ليس على الشاطئ فحسب، ولكن في الشوارع الداخلية أيضاً، في مشهد أزعج الأهالي ودفع بعضهم لترك المحافظة وقضاء الصيف في شواطئ لا يرون فيها سلوكيات المصطافين المترددين على المحافظة في مثل هذا التوقيت من كل عام. أما آخرون ممن لا يملكون المال من أهالي الاسكندرية فبعضهم أغلق أبواب منزله انتظارا لرحيل زوار المحافظات على حد قولهم.

اقلع وامشي فيها

“البلد اللي محدش يعرفك فيها.. اقلع وامشي فيها”. بتلك العبارة لخص أحمد فريد، مهندس، حالة شاطئ جليم المجاني، بعدما سيطر عليه عدد من المصطافين من المحافظات القريبة، مؤكداً أنه قرر قطع اجازة المصيف، التي كان ينتظرها طفليه محمد، 10 سنوات، وسحر، 7 سنوات، بسبب سلوكيات المصطافين، التي تسببت في سوء حالة الشاطئ، على أمل أن يعود للتصييف قبل بدء العام الدراسي باسبوع، يكون حينها “الغرباء” عادوا لمحافظاتهم.

“فريد” أكد أن المصطافين يتعاملون مع شواطئ المحافظة باعتبارها “ترعة في بلدهم”، موضحاً أن “الغرباء”- كما يحب أن يسميهم- أفسدوا عليه اجازة المصيف، بعدما انتشرت القمامة على الشاطئ، وسيطر المصطافين على الشواطئ، وأخذا يتجولون في شوارع المحافظة بالملابس الداخلية”. 

هروب المصطافين

لسنوات عديدة كان شارع خالد بن الوليد التجاري، بمنطقة ميامي، قبلة للمصطافين، الباحثين عن ملابس بأسعار في متناول يديهم، لكنه أيضاً كان شاهداً على سلوكيات جديدة، فكما يقول سعيد الصعيدي، صاحب محل ملابس” “المُصيف بتاع زمان مات، أما المتوافدين على الشواطئ الآن فهم مجموعات لا تعرف آداب التصييف، وهو ما يظهر في كم القمامة المنتشرة على الشاطئ، خاصة المجانية، ما يوكد أن مستوى المصطافين تدهور خلال السنوات الخمسة الماضية، وأصبح المتواجدون الآن هم من أصحاب رحلات اليوم الواحد، الذين يشوهون المصيف والمحافظة بأكملها، غيرعابئين بأنها محافظة سياحية”.

“الصعيدي” انتقد تردد عدد من المصطافين على محله، بـ”ملابس مبللة بمياه البحر”، وفي بعض الأحيان يكون الرجال بدون ملابس للجزء العلوي، وبرفقتهم أطفال عرايا،  للسؤال عن أسعار الملابس في محله، مؤكداً أن الأمر أصبح ظاهرة تحدث كل يوم”، مشيراً إلى أن الكثير من الشباب أصبحوا يتجولون في الشوارع بملابسهم الداخلية، معتقدين أنها “مايوهات”، وإن كان التجول في الشوارع ممنوع أيضاً بالمايوهات.

حالة المصيف دفعت العديد من العائلات والأسر “السكندرية” المحافظة لترك المدينة، مفضلين قضاء إجازة الصيف في مصايف الساحل الشمالي والغردقة وشرم الشيخ.

مصايف بلا خدمات

أسماء فرحات، محاسبة بشركة مقاولات، أرجعت تغير نوعية المصطافين، لعدة أسباب، أهمها عدم اهتمام المحافظة بالشواطئ، وعدم وجود خدمات بها، إضافة إلى انتشار الباعة الجائلين في الشواطئ، بشكل أزعج المصطافين الباحثين عن الهدوء،  وجعل المصايف- خاصة المجانية- مكانا للعائلات لتي تعتبر المصيف رحلة، فينتشرون في الشواطئ بـ”حلل المحشي وصواني البطاطس وقشور البطيخ”، ويتركون الشاطئ في نهاية يومهم في حالة يرثى لها، لا يستطيع أي سكندري أن يقربه أثناء أو بعد وجودهم فيه.

لكن أحمد فريد، أرجع إهمال تنظيف الشاطئ إلى المصطافين أنفسهم، خاصة أن غالبيتهم- كما يقول- يتركون قمامتهم على الشاطئ، ما يعني وجود أكثر من طنين من القمامة يومياً على كل شاطئ، وهي كميات لا يستطيع عامل النظافة الخاص بالشاطئ جمعها، ما يؤدي في النهاية إلى تشويه متعمد لشاطئ الإسكندرية، من قبل مصطافين لا يراعون مشاعر غيرهم.

زحام “على الفاضي”

ولئن شهدت المحافظة توافد أعداد كبيرة من المصطافين، إلا  أن ذلك لم يخلق حالة من الرواج في حركة البيع والشراء، فكما يقول أمام محمود، بائع أحذية بشارع خالد بن الوليد: “كل يوم ناس تيجي تفاصل وتمشي، وفي النهاية مفيش لا بيع ولا شراء”.

حسنين عبد الكريم، سمسار عقارات، قال إن: “المصيف بتاع زمان انتهى، وزبون الأيام دي ناس معندهاش ذوق، تدخل الشقة علشان تقعد فيها يومين، وتتركها مبهدلة، وأثاثها مكسر، وتيجي تحاسب الزبون على الحاجة اللي كسرها يتخانق معاك.. الله يرحم أيام زمان، كان الزبون ييجي مع أسرته يقعد بالشهر يصيف وفي الآخر يدفع إكرامية، أما الآن فكل يوم خناقات على أيجار الشقق”.

محاذير وشروط

إزاء ذلك دشن نشطاء سكندريون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدوا فيها عدد من سلوكيات المصطافين الخاطئة، وحذروهم من الوقوع فريسة في يد بعض النصابين.

أحد تلك الصفحات نشرت بياناً حمل عنوان “إلى كل المصطافين الوافدين للإسكندرية”: جاء فيه: أعداد كبيرة من المصطافين يصل تعدادهم إلى مليوني شخص أو أكثر يتوافدون على شواطئ الإسكندرية مع حلول فصل الصيف، فأهلاً بكم في بلدكم الثاني، بس فيه كام نقطة كده عايزين نتكلم فيها:

  • فيه فرق بين الشورت والمايوه والملابس الداخلية، وانت في الميه ممكن تلبس شورت أو مايوه بس اوعى تنزل بالملابس الداخلية! و انت في الشارع مينفعش تمشي لا بالمايوه ولا بالملابس الداخلية، إنت مترضاش إني آجى أمشي في بلدكم أدام مراتك وأختك بالملابس الداخلية.

  • ممكن تاكل أي حاجة انت عايزها على البحر: محشي، مكرونه بشاميل، سمك، أي حاجة، بس يا ريت تنضف وراك ومتقولش بتوع الشط بينضفوا، لا نضف انت الأول.

  • يا ريت و انت فى الميا متشيلش صاحبك ترميه، و لا ترش عليه مياه تضايق اللي قاعد على الشاطئ كله، أيوه إحنا في بحر بس برضه مينفعش ترش على الناس مياه وتطرطش على مخاليق ربنا .

  • ما تجريش ورا صاحبك بين الشمسيات!

  • وانت بتعدي الشارع يا ريت يعنى تشوف أقرب نفق أو اشارة تعدى منها عشان ماتوقفش الطريق.

  • احنا في الإسكندرية بطلنا نعاكس، لو لقيت بنت ماشيه في حالها ما تعاكسهاش.

البحر ملك للجميع

تلك التحذيرات لم تجد آذان صاغية من قبل كل المصطافين، الذين اعتبروا الجلوس على شاطئ البحر متعة لا يمكن تعكيرها بمثل تلك الاشتراطات، فالبحر بحسبهم ملك للجميع، وليس حكرا على أهالي المحافظة، “فهم لم يشتروه” كما قال أحمد الفيومي، شاب في الثامنة عشرة من عمره، من محافظة المنوفية.

“الفيومي” قال: “لو كنت أملك المال لذهبت للساحل الشمالي أو الغردقة، أما هنا في الإسكندرية فإن المصيف بالنسبة لي رحلة لا أسمح لأحد أن يعكرها بأي قيود. وبالنسبة للمأكولات التي نحضرها  مثل المحشي والبطيخ، فنحن لن نستطيع شراء مأكولات من كافتيريا الشاطئ، لارتفاع أسعارها، فعادة ميزانية المصيف بالنسبة لي لا تتعدي 1000 جنيه في الاسبوع، مقسمة على 300 جنيه إيجار شقة و100 جنيه مصاريف لكل يوم، وهو ما يجعلني مضطر لإحضار أطعمة من المنزل للشاطئ”.

أسماك مفترسة في الشاطئ

لم يكن البيان وصفحات الإنترنت كافية لإرهاب المصطافين، وإبعادهم عن الشواطئ وتركها لأهالي المحافظة، فلم تمض ساعات على تدشين تلك الصفحات حتى انتشرت أنباء عن ظهور أسماك قرش مفترسة في شواطئ سيدي بشر وجليم وميامي وأبو قير، وبدأت بعدها الأنباء تتوالى عن التهام وإصابة عدد من المصطافين، ودعم ذلك نشر صور لأسماك قرش على صفحات التواصل الاجتماعي.

لكن لم تمض ساعات قليلة حتى اكتشف المصطافين أن الأمر لم يكن سوى خدعة سكندرية لإرهابهم وابعادهم عن الشواطئ، حيث سارعت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لنفي تلك الأنباء.

وقال اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية: “إن ما تردَّد بشأن ظهور سمك القرش على شواطئ عروس البحر، هو شائعات غير صحيحة، وأن الصور المنتشرة على صفحات مواقع التواصل، ألتقطت في مناطق بعيدة عن الشاطئ”، مؤكداً أن أسماك القرش الموجودة في الصور لا تعيش على الشواطئ. وأضاف: “أجريت اتصالات مع وزارة البيئة ومعهد علوم البحار، واتضح عدم وجود  أسماك مفترسة على الشاطئ”.

43 شاطئ

قال اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالمحافظة: “إن المحافظة حددت 5 شواطئ مجانية للمواطنين والزوار الوافدين، هي: جليم، وشهر العسل، والهانوفيل، والمكس، وسيدى كرير، وهي الشواطئ التي يسمح فيها للمصطافين باصطحاب الشماسي والكراسي، وتم توفير جميع الخدمات من وحدات خلع الملابس ودورات المياه فيها بالمجان، إضافة لـ 16 شاطئ يطلق عليها ”الخدمة لمن يطلبها”، وعددها 16 شاطئا، ويبلغ رسم دخولها 5 جنيهات شاملة سعر الترابيزة والكرسى والشمسية.

وتابع: تم تخصيص 19 شاطئا مميزا، ويبلغ سعر تذكرة دخول الفرد فيها  7 جنيهات شاملة أسعار الترابيزة والشمسية والكرسي واستخدام جميع الخدمات، كما تم تخصيص 3 شواطئ سياحية لخدمة المصطافين وهي: المندرة 1، والبوريفاج، وستانلى، ويتراوح سعرها بين 10 و 13 جنيها للفرد.

“حجازي” أكد تخصيص 4 جهات رقابية للشواطئ هذا العام، حيث تم استحداث إدارة للشواطئ داخل كل حي بالمحافظة، ومراقب لكل عدة شواطئ، ومدير للمصايف، إضافة لقسم المتابعة الميدانية بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف، مشيراً إلى أن الإدارة اتفقت مع شركات النظافة لرفع القمامة من الشواطئ، وإضافة قيمة التحصيل على القيمة الإيجارية للشواطئ التي يتم تحصيلها من مستأجري الشواطئ.