قبل نحو ثلاثة أشهر أخفت حيفا فتاة في عمر الزهور لا تتجاوز ثماني سنوات تحت بطش التهديد بالذبح جريمة اغتصاب تعرضت لها وسرقت منها طفولتها باكرا وتركتها في حالة صدمة مريعة جعلتها تتكتم عن فجيعتها.

ولم يكن خوفها الذي أسر جسدها الصغير المثقل بتفاصيل الجريمة ليكشف لها بأنّ شيخ سبعيني مقرب جدا من عائلتها، سيكرر فعلته بلا رحمة مع ضحية جديدة وهي أختها الصغرى يافا (4 سنوات)، وذلك حسب الاتهامات التي وجهتها النيابة للشيخ (نتحفظ عن ذكر اسمه).

قبل نحو ثلاثة أشهر أخفت حيفا فتاة في عمر الزهور لا تتجاوز ثماني سنوات تحت بطش التهديد بالذبح جريمة اغتصاب تعرضت لها وسرقت منها طفولتها باكرا وتركتها في حالة صدمة مريعة جعلتها تتكتم عن فجيعتها.

ولم يكن خوفها الذي أسر جسدها الصغير المثقل بتفاصيل الجريمة ليكشف لها بأنّ شيخ سبعيني مقرب جدا من عائلتها، سيكرر فعلته بلا رحمة مع ضحية جديدة وهي أختها الصغرى يافا (4 سنوات)، وذلك حسب الاتهامات التي وجهتها النيابة للشيخ (نتحفظ عن ذكر اسمه).

هذه الجريمة هزت الرأي العام التونسي خصوصا في الجنوب الذي انتشر فيه الخبر كالنار في الهشيم الأمر الذي جعل البعض يطالب بإعدام المتهم والتسريع بإدانته وتسليط أقسى عقوبة جزائية في حقه.

ولم يكن من السهل الحديث مع الفتاتين لكن والدهما سرحان قال في تصريح لـ”مراسلون” بشيء من الأسى إن المتهم كان جار له على علاقة وطيدة بعائلته التي تقيم في منطقة الرقاب في سيدي بوزيد.

يقول هذا الأب الذي بدا على ملامحه وقع الصدمة والحيرة إن حياة عائلته تحولت إلى كابوس جراء ما لحق بناته من ضرر، مشيرا إلى أن عائلته وبناته فقدوا ثقتهم جميعا بمحيطهم القريب.

يواصل سرحان حديثه مسترجعا أوجاعه وهمومه التي أسرت إحساسه، قائلا إن جاره استغلّ قربه من عائلته وثقتها فيه ليرتكب فعلته الشنيعة مع ابنته الأولى التي تدرس في السنة الثانية ابتدائي مهددا إياها بالذبح إن باحت بشيء.

لم يكن من السهل على سرحان والد الفتاتين أن يسرد بعضا من المصيبة التي حلت على رأسه ولكنه كان في كل مرّة يحاول أن يتمالك قيلا من نفسه ليواصل بعض تفاصيل تلك الجريمة التي أصبحت الآن تحت أنظار القضاء.

يقول سرحان إنّ ابنته الأولى استسلمت بحكم صغر سنها لخوفها الشديد تحت التهديد والوعيد الذي صدر عن العجوز، وهو ما سوّل لنفسه ارتكاب فعلته مرة أخرى مع ابنته الصغيرة في عمر الزهور (يافا).

ويصرح “عندما تعرضت ابنتي الصغيرة لعملية الاغتصاب الوحشية عادت إلى المنزل في حالة نفسية مزرية وعندما أخبرتني بما وقع لها لم أصدق ما حدث ما جعلني أصحبها لطبيب بالمدينة أخبرني بما كنت أخشى سماعه”.

ويضيف بصوت طغى عليه الحزن “كان وقع الخبر شديدا علي وعلى عائلتي. أصبحنا جميعا نعيش في حالة صدمة تحت هول الفاجعة خصوصا بعد تعكّر حالة ابنتي حيفا التي أصيبت بعد ذلك بداء السكري ورفضت العودة للدراسة”.

وقد هزّت جريمتا اغتصاب الشقيقتين حيفا ويافا مشاعر أهالي مدينة الرقاب بسيدي بوزيد حيث أطلق ناشطون من المجتمع المدني حملة تضامنية مع الضحيتين تنادي بتسليط أقسى عقوبة على مرتكب هذه الجريمة.

وامتدت تلك الحملة للمطالبة بالتصدي الصارم للاعتداءات الجنسية على الأطفال بداخل أوساط المدارس في القرى والأرياف التي لا طالما تحدثت تقارير إعلامية موثوق بصحتها عن تكرر اغتصاب الأطفال فيها.

ويقول رئيس الجمعية التونسية لحماية الطفولة معز الشريف لمراسلون إنّ اغتصاب الأطفال ظاهرة متفشية سواء في المناطق الريفية أو في العاصمة، مستشهدا ببعض الأحداث الأليمة التي حدثت على غرار اغتصاب طفلة في روضة للأطفال قبل عامين.

ويؤكد الشريف أن الأرقام الرسمية المعلنة من قبل مندوب حماية الطفولة الجهاز الحكومي الذي يشرف على متابعة الاعتداءات ضدّ الأطفال “لا تعكس حقيقة الواقع لأن حالات الاغتصاب التي يتعرض لها الأطفال أكثر بكثير”.

وقد بينت دراسة نشرها مكتب المندوب العام لحماية الطفولة مؤخرا عن ارتفاع حالات الإشعار بوجود اعتداءات جنسية ضدّ الأطفال إلى 331 حالة إشعار في العام الماضي، مقابل 56 حالة استشعار بوجود تحرشات جنسية أو اعتداءات جنسية عام 2010.

ويقول المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي إنه وقع التأكد بعد متابعة حالات الاستشعار العام الماضي من وجود 289 حالة استغلال جنسي ضدّ الأطفال، مقرا بارتفاع الاعتداءات الجنسية ضدهم مقارنة بعام 2010 حيث كانت بحدود 50 حالة.

وقد حذّر رئيس الجمعية التونسية لحماية الطفولة معز الشريف من تزايد حالات الاستغلال الجنسي للأطفال القصر وسط ما اعتبره “استمرارا” حالات افلات المعتدين من العقاب الجزائي بسبب وجود نقص باستكمال الملفات القانونية لإدانة الجناة.

ويقول لمراسلون إن هناك حالات عديدة من الإفلات من العقاب بسبب غياب الإثباتات الكفيلة بإدانة الجناة ومعاقبتهم، مشيرا إلى أن ذلك ينجر عنه انعكاسات سلبية على الحياة النفسية لضحايا جرائم الاغتصاب.

لكن سرحان والد حيفا ويافا مازال ينظر بشيء من الثقة إلى القضاء التونسي الذي أحيلت إليه منذ فترة قصيرة القضية للنظر فيها وإصدار حكمه، من أجل إنصاف ابنتيه المظلومتين.