يقرّ محسن مرزوق في حوار لـ”مراسلون” بوجود ضعف في التنسيق بين أطراف الائتلاف الحكومي الذي يوجه احتجاجات شعبية قال إن جزءا منها “مفتعل” لإرباك الحكومة.

ووجه مرزوق نقذا لاذعا لأطراف حزبية كانت تنتمي لحكومة الترويكا السابقة، معتبرا أنها تسعى “لتغذية الاحتجاجات في البلاد”.

وفي ما يلي نص الحوار:

مراسلون: رغم تعيينك بمنصب الأمين العام لحركة نداء تونس فإنك لا تزال المستشار السياسي للرئيس التونسي، فمتى تقدم استقالتك؟ ومن سيخلفك؟

يقرّ محسن مرزوق في حوار لـ”مراسلون” بوجود ضعف في التنسيق بين أطراف الائتلاف الحكومي الذي يوجه احتجاجات شعبية قال إن جزءا منها “مفتعل” لإرباك الحكومة.

ووجه مرزوق نقذا لاذعا لأطراف حزبية كانت تنتمي لحكومة الترويكا السابقة، معتبرا أنها تسعى “لتغذية الاحتجاجات في البلاد”.

وفي ما يلي نص الحوار:

مراسلون: رغم تعيينك بمنصب الأمين العام لحركة نداء تونس فإنك لا تزال المستشار السياسي للرئيس التونسي، فمتى تقدم استقالتك؟ ومن سيخلفك؟

ج: سأغادر رسميا القصر الرئاسي الشهر الجاري ولا فكرة لدي عن الأسماء المطروحة لأن القرار في ذلك يعود إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

س: لوحظ مؤخرا غياب متكرر لوزير الخارجية الطيب البكوش خاصة عن زيارات الرئيس للخارج في حين كان لديك حضور قوي وقمت حتى بإمضاء وثيقة مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري ما أثار بعض الجدل. ماسرّ ذلك؟

ج: لا يوجد غياب لوزير الخارجية حسب اعتقادي وقد كان موجودا مع الرئيس مثلا في زيارته إلى فرنسا. رئيس الجمهورية حسب الدستور هو المسؤول الأول عن العلاقات الخارجية لتونس وهناك تقسيم مهام بين وزير الخارجية والرئيس على هذا المستوى بحسب ما تقتضيه ضروريات العمل.

إضافة إلى هذا وزارة الخارجية كانت ممثلة دائما في زيارات الرئيس بكتاب الدولة حسب وجهة كل زيارة. وبالنسبة لما وقعته مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري هي مذكرة تفاهم وليست اتفاقية ملزمة وقد وقعتها بطلب من الرئيس باعتباري الوزير الوحيد الذي كنت برفقته وقتها.

س: كنت مؤخرا في زيارة لدولة قطر. في أي إطار أتت هذه الزيارة؟

ج: كان رئيس الجمهورية مدعوا لإلقاء كلمة في افتتاح مؤتمر العالم الاسلامي وأمريكا وقد تعذر عليه ذلك بسبب مشاغل أخرى فذهبت أنا بالنيابة عنه لإلقاء كلمة في هذا المؤتمر السنوي المهم الذي انعقد في الدوحة.

س: بعد فوز حزبكم (نداء تونس) بالمركز الأول في الانتخابات الماضية ظهرت خلافات كبيرة في صفوف الحزب كادت تعصف بوحدته. هل انتهت هذه الأزمة؟

محسن مرزرق: اعتقد أن جزءا كبيرا من الخلافات في الحزب أصبح وراءنا بعد انتخاب مكتب سياسي يضمّ أعضاء الهيئة التأسيسية والكتلة النيابية والمكتب التنفيذي. ونحن نستعد لعقد مؤتمرنا الانتخابي بعد أشهر قليلة وسنطوي بذلك صفحة الخلافات السابقة.

س: ومتى ستعقدون هذا المؤتمر لا سيما أنه سيكون الأول منذ تأسيس الحزب في 2012؟

ج: نحن بصدد التحضير لعقد المؤتمر في شهر سبتمبر/أيلول 2015.

س: رغم تجربتكم القصيرة في السلطة ألا تعتقد أن شعبيتكم بدأت بالتآكل خاصة بعد أزمتكم الداخلية وعدم إيفائكم بوعودكم الانتخابية؟

ج: مؤكد جدا أن شعبية الحزب تأثرت بالصراعات الداخلية التي مر بها. بالنسبة للوعود الانتخابية اعتقد بأن نداء تونس أوفى بجزء مهم منها على مستوى تواجده في رئاسة الجمهورية بعد فوز مرشحه في الانتخابات وتقدم في جزء مهم منها على المستوى الحكومي أيضا، وفق ما أتاحه الظرف الراهن طبعا.

س: في ظلّ هذا التآكل هل تعتقدون أنكم ستفوزون في الانتخابات البلدية التي ستنتظم في المستقبل؟

ج: نعم لدينا حظوظ كبيرة في الفوز بها وسيكون نداء تونس الحزب رقم واحد في سباق الانتخابات البلدية.

س: بعد تشكيل الائتلاف الحكومي ظهر نوع من الاهتزاز داخل الحكومة، ومعارضة داخل السلطة، تجسدت أساسا في مواقف شريككم حزب “آفاق تونس”. هل سيدفع بكم هذا لمراجعة تحالفاتكم؟

ج: لا اعتقد ذلك.. ربما كان هناك نقص في التنسيق بين أطراف الائتلاف الحاكم والمطلوب من هذا الائتلاف هو المزيد من العمل المشترك والتنسيق في المواقف حتى تتقدم الأمور بصفة إيجابية.

س: شهدت تونس احتجاجات كبيرة في مناطق الجنوب لكن حركة نداء تونس اكتفت بإصدار البيانات ولم تكن موجودة في الميدان. ما سبب ذلك؟

ج: صحيح الأزمة الداخلية التي عاشها الحزب منذ فترة أثرت بشكل مباشر في أدائه ولكن حزبنا موجود بقوة في البلاد ولو كان ذلك بصفة متفاوتة.

نحن نستعد لإعادة بريق الحركة حتى تقوم بدورها الوطني المطلوب بالشراكة مع الأحزاب الموجودة معها بالحكومة لتكوين جبهة داخلية قوية من أجل الشروع في الإصلاحات التي تعتبر هدفا أساسيا لتحقيق التقدم الاقتصادي وكذلك في محاربة الإرهاب.

س: ظهرت مؤخرا حملة تهدف للكشف عن مخزون ثروة البترول رافقتها اتهامات بأنها مسيسة من قبل أحزاب تسعى لإرباك الحكومة. ما تعليقكم؟

ج: هناك جانبان في هذا الموضوع: الجانب الأول يتعلق باحتجاجات لشباب يطالبون بالشفافية في ملف الطاقة وملفات أخرى ونحن ندعم توجههم ونشجعهم ونشكرهم على يقظتهم.

أما الجانب الثاني فيتعلق بمجموعات تعتقد أن البلد غني بالبترول وأن الدولة تسعى لإخفاء حقيقة الثروات عن الشعب وجزء من هذه المجموعات كانوا يحكمون البلاد قبلنا طيلة 3 سنوات ولا اعتقد أنهم عثروا قبلنا على البترول ولم يكشفوا عنه.

أنا أقول إن العمل هو الحل الوحيد لإنقاذ البلاد وإن الذكاء التونسي هو ثروتنا الحقيقية لتحقيق التنمية والازدهار.

س: أنتم كحزب يقود الائتلاف الحكومي تلاحقكم حملة أخرى تطالب بالكشف عن ملفات الفساد، فكيف تنظرون لهذه الحملات؟

ج: حملة كشف ملفات الفساد مهمة جدا ولكن علينا فتح كل الملفات وبروح إيجابية طبعا. لقد رأيت وجوها لأطراف كانت في حكومة الترويكا السابقة تشارك بهذه الحملة وأنا لا أعمم طبعا إذ لم أرى مثلا وجوها من حزب حركة النهضة تطالب بهذا بينما هناك وجوه من حزب المؤتمر يطالبون بفتح الملفات. فهل نبدأ أولا بفتح ملفاتهم؟

نحن في حركة نداء تونس لا مشكلة لدينا إطلاقا مع فتح الملفات فنحن جئنا للسلطة منذ أشهر قليلة، وإذ كان قياديو حزب المؤتمر يرغب فعلا بفتح الملفات فلنبدأ بهم أولا بما أنهم كانوا في الحكم ونشرع بفتح ملفات وزاراتهم في أقرب وقت ممكن.

س: تسربت وثيقة حزبية مؤخرا يُزعم أنها للجبهة الشعبية اليسارية وتتحدث عن إسقاط الحكومة. ما موقفكم بشأن هذه الوثيقة؟

ج: لقد استمعت لتوضيحات الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي وكانت مقنعة. ما وقع في اجتماع الجبهة التي تتكون من عدة أحزاب هو نقاش داخلي وطبيعي أن تكون هناك أحزاب غير راضية عن أداء الحكومة وتتكلم عن تغييرها ومن حق أي حزب سياسي في البلاد أن يدعو لإسقاط الحكومة بالطرق السلمية.

س: وما هو تقييمكم لأداء حركة النهضة شريككم بالحكم في ظل الاتهامات التي يوجهه لها البعض أنها تضع ساقا بالحكم وأخرى بالمعارضة؟

ج: اعتقد أن موقف حركة النهضة واضح جدا تجاه ما يحدث من تحركات احتجاجية في البلاد ولا يمكن مؤاخذتهم بانخراط جزء من أنصارهم في بعض الاحتجاجات وقد سمعت موقف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إزاء حملة الكشف عن ثروات البتول التي وصفها بأن فيها جانب مغرض وتنقل بالجنوب لتهدئة الوضع.

س: تواجه الحكومة مهمة صعبة في ظرف تطغى عليه الاحتجاجات والإضرابات. من أين يمكن أن تبدأ الحكومة لمعالجة هذا الوضع المتردي؟

ج: هذا الظرف الصعب كان متوقعا من قبل الانتخابات بالنظر إلى تفاقم المشاكل وترحيل أغلب الملفات من الحكومات المؤقتة السابقة لهذه الحكومة.

اعتقد بأن البدء يكون بالضرورة بإجراء إصلاحات عاجلة على المستوى الاقتصادي والإداري والقانوني وفي حال تم الشروع في هذا فإن جزءا كبيرا من الاشكالات ستحل نفسها بنفسها.

س: هل تفكرون في الدعوة لعقد مؤتمر اقتصادي عالمي على غرار ما حدث بمصر قصد تعبئة الموارد واستقطاب المستثمرين؟

ج: هذا موجود في برنامج الحكومة واعتقد أن هذا المؤتمر ستتم الدعوة إليه ويجب أن يكون ذلك في إطار يوفر له كل ظروف النجاح ويضمن تحقيق الاهداف التي سينعقد من لأجلها.