في العاشر من حزيران/يونيو الجاري كان الصحفيون المصريون على موعد مع ذكرى انتصار الجماعة الصحفية على برلمان مبارك (في 10 يونيو 1995) ونجاحهم في إلغاء “قانون الصحافة” الذي وصف وقتها بقانون تقييد الصحافة. 

وأعلنت كل من “لجنة الحريات” بنقابة الصحفيين، والتي فتحت ابوابها أمام شباب الصحفيين منذ فترة و”جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات” عن تدشين يوم احتجاجي حمل  شعار “لا للحبس لا للفصل، ومن أجل أجور عادلة، ونقابة لكل الصحفيين”.

في العاشر من حزيران/يونيو الجاري كان الصحفيون المصريون على موعد مع ذكرى انتصار الجماعة الصحفية على برلمان مبارك (في 10 يونيو 1995) ونجاحهم في إلغاء “قانون الصحافة” الذي وصف وقتها بقانون تقييد الصحافة. 

وأعلنت كل من “لجنة الحريات” بنقابة الصحفيين، والتي فتحت ابوابها أمام شباب الصحفيين منذ فترة و”جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات” عن تدشين يوم احتجاجي حمل  شعار “لا للحبس لا للفصل، ومن أجل أجور عادلة، ونقابة لكل الصحفيين”.

تحضيرات عدة سبقت اليوم ليخرج معبرا عن أكبر قدر ممكن من الصحفيين المصريين الذين يعاني أغلبهم من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وكان ذلك بالتنسيق مع “نقابة الصحفيين الالكترونيين” ومع مجموعة من المحامين والحقوقيين، بالاضافة ليوم تدويني تحضيري حمل “هشتاج” بعنوان (#احتجاج_الصحفيين_10_يونيو#). لكن المشاركات فيه لم تتخطى حاجز الـ 800 مشارك أعلنوا عن احتمال المشاركة.

1

حالة من الجدل داخل اللجنة والحملات المؤيدة لها عن من سيكتب مذكرة للنائب العام، ونقاشات عديدة حول إمكانيات الاستعانة باللجنة القانونية بنقابة الصحفيين، وفي النهاية حسم الأمر لصالح مؤسسات المجتمع المدني التي استطاعت أن تكون بديلا عن لجنة النقابة التي لا يتجاوز عدد العاملين بها ثلاثة محامين، تخطى أحدهم سن التقاعد.

في الحادية عشر صباحا يتحرك أربعة من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وإحدى المحاميات الحقوقيات، دون جمهور، ليشكلوا وفدا للنائب العام لتسليم 13 بلاغ من بينها بلاغات بالافراج الصحي عن يوسف شعبان ذلك الصحفي الذي حوكم وتم سجنه منذ أسابيع بتهمة إسقاط نظام الاخوان!

وبلاغ آخر عن شوكان الذي يقبع في الحبس الاحتياطي لفترة زادت عن عام ونصف، ولم تحدد له جلسة للتقاضي حتى الآن، ومحمد على حسن وحسن القباني وغيرهم من المعتقلين تحت مسمى “الحبس الاحتياطي”.

2

عائلات الصحفيين المعتقلين كانوا أول الحاضرين أمام مبنى نقابة الصحفيين في شارع عبد الخالق ثروت وسط القاهرة، لعل ضغط اليوم الاحتجاجي يكون له تأثير في الإفراج عن ذويهم. أزياء أغلبهم تمكن أي عابر من معرفة أن هؤلاء هن زوجات صحفيي الإخوان المعتقلين. تقترب منهن حيث يقفن كتلة واحدة في بهو النقابة الذي بدأت الحركة تزداد فيه تدريجياً.

أحاديثهن تحمل رغبات وآمال أن يتم الإفراج عن ذويهن. أطفالهن يلهون حولهن بينما تعكف إحداهن على الانتهاء من رص بعض اللوحات الخاصة بمعتقلي الصحفيين. ومن المفارقات اللافتة أن معرض صور معتقلي صحفيي الإخوان  لم تخلو من صورة يوسف شعبان الذي يحاكم بتهمة اسقاط حكم محمد مرسي.

على الجانب الآخر من الحائط في بهو النقابة علقت صور شوكان وقضيته . وكتب عليها دون مواربة “شوكان مش إخوان”.

3

توالى قدوم الصحفيين مع أخبار التضامن الدولي والعربي مع الاحتجاج، إذ أعلن ما يزيد عن 34 نقابة واتحاد صحفي في العالم العربي والغربي عن تضامنه مع احتجاج الصحفيين.

وتوالت أيضا صور الصحفيين الذين شاركوا في الإضراب داخل جرائدهم، فازداد توتر المنظمين أن يكون عدد المشاركين أقل من مستوى التضامن أو أن يكون اليوم خاليا من المشاركين كعادة التحركات النقابية خلال الفترة الماضية.

تزايدت الاعلانات فوصلت إلى حد إعلان موقع “الأهرام” الإلكتروني التضامن مع مطالب الصحفيين ومع اليوم الاحتجاجي، الذي شن اعلاميو الحكومة هجوما ضاريا عليه قبل ان يبدأ.

4

مع تزايد الأعداد عقد المنظمون مؤتمرا تحدثت فيه أسر المعتقلين وأبنائهم، والمفصولين عن العمل في العديد من الجرائد مثل “العالم اليوم”، “الشروق”، “اليوم السابع”، “البيان”، وغيرهم .

الخوف من إدارات الصحف، وتردي الظروف الاقتصادية، ظهر جليا في تردد بعض المفصولين من الحديث عن الأزمة، لعل وعسى أن تكون هناك محاولة مستقبلية للتفاوض مع الإدارة.

5

وسائل الاعلام لم تكف عن التقاط صور لليوم الاحتجاجي بينما كان البعض منهم ينهي عمله ويتجه للمشاركة. فلم لا، وهم صحفيون ايضا ويعانون مثلما يعاني الآخرون.

شخصيات صحفية حزبية أصرت على عدم المشاركة بصفتها الحزبية، منهم خالد داود المرشح لرئاسة حزب “الدستور” ومعتز الشناوي المتحدث الاعلامي باسم حزب “التحالف الشعبي الاشتراكي”، الأمر الذي لاقى استحسان المنظمين الذين حرصوا على أن يكون يوم احتجاج الصحفي معبرا عن مطالب نقابية وليس سياسية.

6

رسومات اطفال المعتقلين على هامش اليوم الاحتجاجي تمتعت بثقة ليست بالقليلة. فجاءت رسوماتهم الطفولية تحمل أشجارا وورودأ وسماء صافية وكلمات بسيطة، ليكتب الطفل يوسف نجل ابراهيم الدراوي تحت رسمته: “بابا بطل”.

7

دون مفاجأة شارك في وقفة اليوم الاحتجاجي ثلاثة من أعضاء مجلس النقابة بينما ظل نقيب الصحفيين يحيى قلاش في الداخل تلتف حوله وسائل الاعلام ويهاجمه صحفيو الصحف الحزبية المعتصمين بمكتبه منذ ما يقرب من شهر .

وكان النقيب معترضا على هتافات البعض وخاصة تلك المناوئة لحكم العسكر  بالرغم من أنها لم تكن من صحفيين بل صدرت عن أهالي معتقلين، أو من الصحفي أحمد جمال زيادة الذي قضي عامين من عمره في عهد السيسي دون أن يحاكم وفي نهاية المطاف تم الإفراج عنه.

8

صحيح أن اعداد المشاركين في وقفه الصحفيين أمام نقابتهم في اليوم الاحتجاجي كان مشهدا غير مسبوق منذ 30 حزيران/يونيو 2013  إلا أن هذه المشاركات لم تأت منظمة من حيث الشعارات، فقد كانت مجالا للمصارعة  بين بعض الصحفيين المفصولين الذين أصروا على هتاف “الجيش والشعب إيد واحدة” في مواجهة هتافات زيادة وأخرون “يسقط حكم العسكر”.

ومن المفارقات ايضا أن ذات الصحفيات اللواتي اعترضن على هتاف “يسقط حكم العسكر” هن من هتفن “يا صحافة راس المال.. الفساد غطى وطال”.

هكذا انتهى اليوم أفضل بكثير مما توقعته اللجنة المنظمة، لكن يبقى حجم تأثيره على إدارات الصحف وعلى سياسات التعامل مع الصحفيين في مصر مجهولا.