لم يخطر ببال أمين الشتيوي البتة أن يصبح صديقه نبيل العبيدي “ذباحا للرؤوس” بتنظيم “داعش”، لكن الصور التي يقول إنه شاهدها بأم عينيه على صفحة صديقه على الفيسبوك وبين يديه رأسين منحورين لجنديين عراقيين ينزفان دماً قلبت بذهنه كل الموازين.

كان وقع الصدمة شديداً على أمين، فصديقه الذي كان يحلم معه بالهجرة إلى إيطاليا ويرافقه كثيراً في جلسات خمرية تتوّج بتدخين الزطلة (حشيشة الكيف) تحوّل إلى قاطع للرؤوس يتباهى بنشر فظائعه على صفحته على الفيسبوك قبل أن يقوم بحذفها.

لم يخطر ببال أمين الشتيوي البتة أن يصبح صديقه نبيل العبيدي “ذباحا للرؤوس” بتنظيم “داعش”، لكن الصور التي يقول إنه شاهدها بأم عينيه على صفحة صديقه على الفيسبوك وبين يديه رأسين منحورين لجنديين عراقيين ينزفان دماً قلبت بذهنه كل الموازين.

كان وقع الصدمة شديداً على أمين، فصديقه الذي كان يحلم معه بالهجرة إلى إيطاليا ويرافقه كثيراً في جلسات خمرية تتوّج بتدخين الزطلة (حشيشة الكيف) تحوّل إلى قاطع للرؤوس يتباهى بنشر فظائعه على صفحته على الفيسبوك قبل أن يقوم بحذفها.

عُرف نبيل الذي لم يُكشف عن كنيته من خلال تسجيل مرئي نشره تنظيم “داعش” على الإنترنت قبل نحو عام وهو يطلب بسخرية تونسية من جنود عراقيين محتجزين نفخ خدودهم ليصفعهم بيديه.

تلك الحادثة أثارت لغطاً كبيراً في تونس التي تعرضت بعد الثورة الشعبية لهجمات مسلّحة راح ضحيتها أمنيون وعسكريون وسياح، ذلك أنّ نبيل الذي تحدث باللهجة التونسية في الفيديو كان واحداً من بين آلاف التونسيين الذين سافروا للقتال في سوريا ومصير بعضهم مجهول.

قبل سفره إلى سوريا بدأ صديقه أمين يلاحظ تغيرات لافتة في شخصيته عقب قضائه عقوبة سجنية. يقول “بعد قضائه آخر عقوبة في السجن تغيّر نبيل كليا وأصبح متدينا وملتحيا يجالس أشخاصا متدينين مثله، ورغم أننا بقينا أصدقاء إلا أن اهتماماتنا اختلفت”.

يواصل أمين حديثه عن نبيل وعلامات الدهشة تبدو جلية على وجهه وهو يستذكر كيف تحوّل صديقه القديم إلى إرهابي بعدما كان شاباً “منحرفاً” يسعى لجني المال بطرق غير قانونية بواسطة السرقات أو الاتجار بالمخدرات والمسجل خطر في سجلات وزارة الداخلية، الأمر الذي جعل سجله القضائي “ثقيلا”.  

وفي أعقاب تحوله المباغت لمتشدد يدعو إلى الجهاد في سوريا والعراق، ويصدر فتاوى تحلل قتل من يسميهم بالطواغيت من رجال الشرطة وفتاوى تناشد لتطبيق الشريعة في البلاد، اختفى نبيل العبيدي عن الأنظار بعدما أوهم عائلته بالسفر للعمل في ليبيا.

لكن نبأ التحاقه بتنظيم الدولة في العراق والشام (داعش) لم يبق خفياً على عائلته فقد أعلمهم في مكالمة هاتفية بانضمامه إلى التنظيم للمشاركة في الحرب الدائرة بسوريا التي تقول بعض التقارير الاستخباراتية بأن أعلى نسبة مقاتلين أجانب فيها قادمون من تونس.

يقول خاله عز الدين الجطلي في حديث لـ”مراسلون” وبنبرة فيها الكثير من الأسى إن خبر انتقال نبيل العبيدي إلى القتال في سوريا نزل كالصاعقة على عائلته. “لم نصدق أبدا أن نبيل تحوّل إلى سفاح يقطع الرؤوس وينكل بجثث الموتى”.

ويتابع حديثه واصفا ابن أخته بأنه كان شابا ضعيفا كثير المرض ويعاني من نقص حاد في البصر منذ ولادته، مشيرا إلى أن عاش ظروفا اجتماعية قاسية عقب وفاة والدته وابتعاد أبيه عنه الأمر الذي جعله يسلك طريقا منحرفا خاصة بعد انقطاعه عن الدراسة الثانوية.

لا أحد يعلم حاليا مصير نبيل العبيدي الذي انقطعت أخباره في سوريا واختفت صفحته الفيسبوكية كما يؤكد خاله. وكبعض الشباب المتدين في منطقته من الذين سافروا معه لسوريا لا تعلم الأجهزة الأمنية بأماكن تواجدهم ولا بمصيرهم بحسب مصدر أمني بمنطقة الحرس الوطني في المحمدية بضواحي العاصمة تونس(مكان إقامته قبل سفره).

يذكر أن المئات من المقاتلين التونسيين في صفوف التنظيمات الإرهابية قد لقوا حتفهم خلال المعارك الدموية الدائرة في سوريا والعراق خصوصا بعد شن غارات التحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش في تلك المناطق.