للقبقاب تاريخ قديم في مصر، وحكايات أيضا، ومن أشهر حكاياته، أنه في عام 1257م، يقال أن “أم علي” أرملة “عزالدين أيبك” السلطان المملوكي الأول، أمرت جواريها بضرب “شجر الدر” –السلطانة التي تزوجها أيبك لينال السلطنة فقتلته- بالقباقيب حتي فارقت الحياة.

أما في التاريخ الحديث، وتحديدا في عام 1928م تم إنتاج فيلم “صانع القباقيب” في الإسكندرية – مركز صناعة الأفلام في ذلك الوقت – من أخراج أمين عطا الله، وقد قامت بالتمثيل معه فيه الممثلة الإيطالية إبريز استاتي، ويحكي الفيلم حكاية صانع القباقيب الذي يحب الخواجاية المعجبة بالأحذية الخشبية.

الآن بالقرب من باب زويلة، وفي منطقة تحت الربع، يمتلك نور عبد القادر (63) عاما الورشة الوحيدة الباقية في القاهرة. عن رحلته مع المهنة يقول المعلم نور: “والدي أحترف هذه المهنة في منتصف القرن الماضي وورثها عنه أخي الكبير، ورغم حصولي على شهادة (معهد السكرتارية) امتهنت الصنعة تنفيذا لوصية والدي بأن لا تتوقف الورشة عن صناعة القباقيب”.

أما عن نوعية الخشب ومراحل التصنيع التي تمر بها صناعة القباقيب فأشار إلى أنه يستخدم خشب “التوت” و”الجزوارين” لرخص سعريهما. كما يشير نور عبد القادر إلى أنه قديما كان الحرفيون ينحتون النعال بأيديهم إلى أن ظهرت بعض الآلات التي سهلت عليهم هذه المهمة.

وتبدأ مراحل التصنيع بجلب الخشب المطلوب حيث يقطع شرائح، ثم يرسم على قدر القدم، بعدها تتم إزالة الزوائد الخارجية من الجانبين، ثم يتم النشر بطريق اللف لإزالة الزوائد الأمامية والخلفية، وبعدها تأتي عملية تشكيل كعب القبقاب، ثمَّ يأتي دور التنعيم أي حفُّ القبقاب، وأخيراً، يركب قطعة من الكاوتش وفوقها قطعة صفيح تثبت على جانب القبقاب بمسامير.

وأشار عبد القادر إلى أن سوق القباقيب وحركة البيع ينشطان قبيل شهر رمضان وقبيل ذكرى المولد النبوي حيث يشتريها أهل الخير للتصدق بها على المساجد والزوايا حيث يطول عمرها عن نظيرها من الشباشب الجلدية أو البلاستيكية، إلا أنه من جانب آخر هناك عدد من الناس يشترونها لاستخدامها في المنازل نظرا لأنها صحية.

في نهاية حديثه قال نورعبد القادر إن صناعة القباقيب لن تصمد في المستقبل القريب.  فعلى ما يبدو أن لعنة قد حلت على هذه الصناعة من شجر الدر سلطانة مصر، حتى ولو تأخر حدوثها إلى ما يقارب الثمانية قرون.