مع تدهور الوضع الأمني في ليبيا، ومع حالة الانقسام والصدام المسلح التي تشهدها الساحة الليبية، شكك كثير من المراقبين في قدرة هيئة صياغة مشروع الدستور على إنتاج دستور يجمع الفرقاء الليبيين ويوحد كلمتهم.

السيد الصديق الدرسي – الناطق الرسمي للهيئة يؤكد في لقائه مع “مراسلون” على قدرة الهيئة على إكمال المشوار، وإخراج الدستور الذي يتوافق عليه أبناء الوطن الواحد رغم صعوبة المهمة على حد تعبيره، وكان معه هذا الحوار:

مع تدهور الوضع الأمني في ليبيا، ومع حالة الانقسام والصدام المسلح التي تشهدها الساحة الليبية، شكك كثير من المراقبين في قدرة هيئة صياغة مشروع الدستور على إنتاج دستور يجمع الفرقاء الليبيين ويوحد كلمتهم.

السيد الصديق الدرسي – الناطق الرسمي للهيئة يؤكد في لقائه مع “مراسلون” على قدرة الهيئة على إكمال المشوار، وإخراج الدستور الذي يتوافق عليه أبناء الوطن الواحد رغم صعوبة المهمة على حد تعبيره، وكان معه هذا الحوار:

 

س- إلى أين وصلتم في مشروع صياغة الدستور؟ ومتى تتوقعون تقديم شكل الدستور النهائي؟

ج- قطعنا شوطاً لابأس به، فقد  قسمنا المواد على لجان لتنجز صياغتها، بعض هذه  اللجان أكملت تقريباً عملها بالفعل.

الهيئة بشكل عام تعمل بكل قوتها من أجل إصدار مسودة أولية في أقرب فرصة، ولعلّها قد تصدر في شهر ديسمبر/كانون أول القادم .

 

س- ماهي أهم المواد التي سيتم التصويت عليها في مسودة الدستور؟ وكيف ستكون طريقة التصويت ومن سيشرف عليها؟

ج- أنت تعلم أن الظروف الراهنة التي تمر بها ليبيا لايمكن من خلالها إجراء استفتاء بأي شكل من الأشكال، أما المسودة الأولية التي ستصدر ستعرض على الهيئة للنقاش، كما أننا نسعى دائماً لتجسيد حجم المشاركة بشكل أكبر لكل الليبيين، لأن الليبيين هم من يصنع الدستور، أما الهيئة فهي تصيغ ما يريده الليبييون، وبالنسبة لقضية الاستفتاء وكيف يكون فهذا أمر سابق لأوانه.

 

س- هل سيؤثر التدهور الأمني الذي تشهده ليبيا على عملية الاستفتاء؟

ج- استتباب الأمن من عدمه يؤثر سلباً أو إيجاباً على الهيئة، ولا يمكن أن يتم استفتاء في ظل وجود تدهور أمني، وكما تعلم، فإن هناك بعض المدن لم تتم فيها العملية الانتخابية لانتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية أو انتخابات مجلس النواب بسبب غياب الأمن.

 

س- ليبيا تمر بمرحلة غير مستقرة ومواجهة مسلحة، فهناك الكرامة وهناك فجر ليبيا، أي أن هناك انقساماً تشهده البلاد، ما مدى تأثير ذلك على عمل اللجنة؟

ج- نحن نعيش الواقع الليبي، ونتألم لما يحدث من حالة الاحتراب والتشظي التي يمر بها الوطن، بالطبع نحن لسنا بعيدين عن هذا الواقع والذي أثر على عمل الهيئة، فلم نستطع أن نكمل برنامج التواصل الذي بدأناه مع بقية المناطق والمدن الليبية.

 

س- ما مدى الانسجام بين أعضاء اللجنة؟ وما هي الأجواء المحيطة بعملكم؟

ج- الانسجام كبير جداً، والأجواء المحيطة بعملنا مريحة للغاية، وما يحدث في الخارج لا ينعكس سلباً على عمل أعضاء الهيئة أثناء جلساتها، بل يعم بيننا التوافق في الغالب والأعم.

 

س- هل توصلتم إلى اتفاق على شكل الدولة ونظام الحكم الذي سيوضع في المسودة المراد الاستفتاء عليها؟

ج- الحقيقة كل أنظمة الحكم مطروحة للنقاش، ولم نصل بصراحة حتى الآن إلى النظام الذي قد يكون الأمثل ليتناسب مع تطلعات الليبيين.

 

س- اللجنة تعمل في ظل غياب مكون مهم من مكونات الشعب الليبي، وهم الأمازيغ الذين لديهم مطالبهم التي يرونها مصيرية، هل وضعتم في الدستور مطالب هذا المكون الغائب؟

ج- كنا نتمنى أن ينضم ممثلو هذا المكون للهيئة لوضع مطالبهم ورؤيتهم من دون أن ينوب عنهم أحد، حقيقةً لقد أثر غيابهم عنا كثيراً، ونحن من جهتنا ننادي بحق المواطنة الذي يكفل المطالب لكل المكونات في المجتمع الليبي.

 

 

س- أين هي المرأة في الدستور الليبي القادم؟

ج– معنا أخوات يدافعن عن حقوق المرأة، وسنعمل على أن يضمن الدستورالحقوق لكل المواطنين دون استثناء.

 

س- شريحة هامة موجودة في ليبيا لديها مطالب ملحة وشاهدنا استعدادها للتصعيد في أحيان كثيرة، وهي شريحة الفيدراليين، ماذا سيحمل الدستور بشأن هذه القضية؟

ج- حقيقة نظام الحكم من المشاكل الجوهرية التي تواجهها الهيئة، والسادة في الحراك الفيدرالي تقابلوا مع الهيئة ورئاستها، وقدموا مطالبهم وهي من ضمن الأنظمة المطروحة التي ربما تكون خياراً للشعب الليبي في الظروف الراهنة.

 

س- هل بإمكانكم صياغة دستور يكون ملزماً لليبيين ويضع حداً للمواجهات المسلحة؟

ج– نستطيع أن نصيغ مشروع دستور يكون ملزماً للجميع لو تم تحكيم العقل بين كل الليبيين على اختلاف مستوياتهم وتقديم مصلحة الوطن.