التقط شاكر بسباس لنفسه صورة “سيلفي” بالهاتف المحمول في منطقة حي التضامن -أكبر حي شعبي في تونس العاصمة- كسرت المعتاد وجلبت انتباه الكثير من المبحرين على شبكة الانترنت.

يظهر بسباس في الصورة وخلفه أكداس من القمامة تملأ الشارع بعد تمرد عمال النظافة ودخولهم في إضراب لمدة ثلاثة أيام متتالية من 15 إلى 18 حزيران/يونيو الماضي. وعلق عليها كاتباً: “هذه هي الصور التي يجب أن تلتقطها وزيرة السياحة آمال كربول للتحسيس (للتوعية) بتفاقم مشكل القمامة المتناثرة في كل مكان”.

التقط شاكر بسباس لنفسه صورة “سيلفي” بالهاتف المحمول في منطقة حي التضامن -أكبر حي شعبي في تونس العاصمة- كسرت المعتاد وجلبت انتباه الكثير من المبحرين على شبكة الانترنت.

يظهر بسباس في الصورة وخلفه أكداس من القمامة تملأ الشارع بعد تمرد عمال النظافة ودخولهم في إضراب لمدة ثلاثة أيام متتالية من 15 إلى 18 حزيران/يونيو الماضي. وعلق عليها كاتباً: “هذه هي الصور التي يجب أن تلتقطها وزيرة السياحة آمال كربول للتحسيس (للتوعية) بتفاقم مشكل القمامة المتناثرة في كل مكان”.

سرعان ما تحولت صورة شاكر بسباس، إلى مبادرة بعنوان “نظف تونس” أنشأت صفحة على الفيسبوك تجاوز عدد المشاركين فيها 15 ألف مشتركاً، هدفهم بسيط: تصوير أنفسهم أمام أكوام القمامة في أحيائهم، أما هدفهم الأبعد فهو الرد على وزيرة السياحة.

يقول بسباس، وهووصحفي تونسي،  أنه من خلال هذه الصورة أراد أن يرد على حملة كانت اطلقتها وزيرة السياحة آمال كربول (40 عاماً) مستخدمةً تقنية “السيلفي” بهدف جلب مزيد من السياح العرب والأوروبيين إلى بلادها.

فقد نشرت كربول المعروفة بنشاطها الالكتروني مجموعة من الصور تحت عنوان “مرحبا في تونس”، على صفحة موقع الانستغرام الخاصة بها والتي تضم اكثر من عشرة ألاف متابع.

ويظهر في معظم الصور وجه الوزيرة الشابة تارةً في أسواق تقليدية صحبة بائعي مأكولات شعبية، وتارةً في فنادق سياحية فخمة، وتارةً في ملاعب كرة قدم ومرافق رياضية، فضلا عن عشرات الصور التي جمعتها بمسؤولين وفنانين تونسيين في مؤتمرات ومهرجانات متعددة.

ويرى بسباس أن صور الوزيرة كانت “فارغة من المضمون ولا تعكس الواقع الحقيقي للسياحة في تونس”، وهو الدافع الذي جعله يطلق حملة مضادة دعا فيها الجميع عبر شبكة الفيسبوك إلى التقاط صور “السيلفي” في الأماكن التي تكثر فيها القمامة والأوساخ.

نداء الصحفي الشاب لاقى  استحسان الكثيرين الذين بدأوا بنشر صورهم مع أكوام القمامة في مناطق سكناهم أو عملهم، على صفحة “نظف تونس” الفيسبوكية.

سليمان بن يوسف، صحفي بوزارة البيئة وناشط في مجال السياحة البيئية، قال إن فكرة المبادرة حفزت المواطنين على الخروج من السلبية واللامبالاة، وهي مبادرة “تستوجب المتابعة ومزيد من العمل على تحقيق أهدافها النبيلة في رفع الأوساخ من البلاد ودعم السياحة بكل مجالاتها”.

وبيّن بن يوسف أن الفكرة “كانت مختلفة وجديدة من صحفيّ لم يمسك القلم ليشتم المسؤولين والوزراء بل استخدم السلاح نفسه ليوضح أن حل بعض الإشكالات يجب أن يكون من الجذور”. ويتوقع أن يزيد عدد المشتركين في الحملة خلال الايام القادمة “لوعي الكثيرين أن مدن نظيفة هي شرط أساسي لجذب السياح”.

في حين يرجح بسباس نجاح الحملة لسببين أولهما انتشار تقنية التصوير بالسيلفي والسبب الثاني هو أن الفكرة مبتكرة. ويوضح أن التقاط صور مع القمامة المنتشرة بالبلاد لم يقتصر على الأحياء الشعبية بل طاول أيضا الأحياء الراقية منها.

ولئن كان الصحفي الشاب قد ردّ بطريقته على الوزيرة، إلا أن ما قام به لا يتنافى مع ما سعت إليه آمال كربول من خلال نشر صورها، بل على العكس، “هذا سيساعدها على رسم منهجية واضحة للعمل على خدمة السياحة التونسية”، يقول بسباس، ويضيف: “لقد أردت تحويل تقنية السيلفي من موضة سخيفة إلى محاولة جادة لدفع المواطن إلى القيام بواجب المواطنة”.

ويعتبر هذا الشاب أن صفحة “نظف تونس”هي رسالة واضحة لوزيرة السياحة مفادها أن “صورك تلك هي ما يجب على السائح معرفته، ولكن صور المبادرة هو ما يتوجب عليك معرفته، والأمر ليس مواجهة أو سلطة بسلطة وإنما سلطة مع سلطة لإنقاذ تونس”.