عرف التونسيون البحري الجلاصي رئيس “حزب الانفتاح والوفاء” بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، من خلال أفكاره المستفزة لشرائح واسعة من الرأي العام، كمناداته بتعدد الزوجات، ودفاعه عن زواج القاصرات، ووصفه العلمانيين بـ “الكفار”.

كما أن الجلاصي كان قد قدم  للناخبين في 2011 عدة وعود وصفت بالخيالية، كبناء نفق بحري يصل بين تونس وايطاليا، ومنح كل مقبل على الزواج مبلغ خمسة آلاف دينار (الدولار يساوي 1،7 دينار ) وقطعة أرض مساحتها 400 متر مربع لبناء مسكن.

عرف التونسيون البحري الجلاصي رئيس “حزب الانفتاح والوفاء” بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، من خلال أفكاره المستفزة لشرائح واسعة من الرأي العام، كمناداته بتعدد الزوجات، ودفاعه عن زواج القاصرات، ووصفه العلمانيين بـ “الكفار”.

كما أن الجلاصي كان قد قدم  للناخبين في 2011 عدة وعود وصفت بالخيالية، كبناء نفق بحري يصل بين تونس وايطاليا، ومنح كل مقبل على الزواج مبلغ خمسة آلاف دينار (الدولار يساوي 1،7 دينار ) وقطعة أرض مساحتها 400 متر مربع لبناء مسكن.

دعاوى قضائية كثيرة سجلتها محاكم تونس ضد الجلاصي منها واحدة رفعتها وزيرة المرأة والأسرة السابقة سهام بادي إثر دعوته للزواج بقاصرات. ووصفه المحامي عبد الستار المسعودي  بـ”الشاذ جنسيا وسياسيا والنكرة في التاريخ والسياسة”.

ورغم كل هذا أعلن  الجلاصي قبل أسابيع اعتزامه الترشح للانتخابات التشريعية والرئاسية، وهو يؤكد على أن حظوظه وافرة للفوز بهذه الانتخابات ودخول قصر قرطاج من الباب الواسع. 

“مراسلون” تحدثت إلى البحري الجلاصي وكان الحوار التالي:

مراسلون: لم يصدق التونسيون خبر ترشحك للانتخابات الرئاسية و كذلك ترشح حزبك للانتخابات التشريعية..

الجلاصي: نعم سأشارك في السباقين وسنلتزم بالمشاركة في كل الدوائر الموجودة في تونس.

انتقدت بشدة الدستور الجديد فكيف تترشح الى الانتخابات عملا ببعض بنوده؟

الفضل لله لا للدستور الذي تضمن فصلا مشوه، وأعني الفصل السادس الذي يكفل حرية الضمير ويجيز الكفر والالحاد. كان من الافضل ان يقع الاستغناء عنه. هذا الفصل وصمة عار لنا كدولة اسلامية وعربية وهي حركة أرادت من خلالها النهضة التقرب والتمسح لأمريكا وإسرائيل.

الشعب التونسي شعب متفتح يؤمن بالديمقراطية والدولة المدنية فكيف ستحكمه وأفكارك تبدو أنها تنتمي إلى القرن السابع؟

الحلال بيّن والحرام بيّن. وأنا إذا حكمت تونس  فسيكون شرع الله هو الفيصل بيننا. ومن يريد أن يشرب الخمر أو يقصد العلب الليلية أو غيرها فتلك حرية شخصية لا دخل لي فيها. أنا مع الدولة المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان وأشجع العلم والحداثة.

وعدت في السابق التونسيين بقطعة أرض لكل مواطن وبطريق تربط بين تونس وايطاليا وغيرها من الوعود الخيالية ولم تنجح، فهل تعتقد أنهم سيصوتون لك في الانتخابات القادمة؟

لقد تخليت عن هذه الأفكار.

يرى البعض أن مواقفك أقصتك من الساحة السياسية كدعوتك لزواج القاصرات وانتقادك لمجلة الاحوال الشخصية (تنص على حقوق ومكاسب رائدة للمرأة التونسية). ألا ترى أن هذا قد يؤثر على نجاحك في هذه الانتخابات؟

أنا لم أدع إلى زواج القاصرات بل طلبت ألاّ يتدخل القانون في تزويج البنت إن هي أرادت ذلك سواء كان سنها 14 سنة أو أكثر، ومن الأفضل أن يرجع القرار  لوالديها. وأنا ضد الزواج بالاكراه.

أما فيما يخص حقوق المرأة فأنا أدعمها وأطالب بتدعيمها ولم يحدث ان طالبت بتحجير دراسة الفتيات مثلما روج لذلك البعض. فمن يقول هذا جاهل ومتخلف.

هل وضعت برنامجا انتخابيا  يمكّنك هذه المرة من تحقيق النجاح وخاصة من الصمود أمام منافسيك؟

أعددنا برنامجا بـ 17 بندا تماما مثلما طلب منا،  وهو برنامج ينص على أهمية الشراكة الفعالة مع ماليزيا واندونيسا وفتح المجال امام التصنيع الذي سيوفر آلاف فرص العمل ويقضي على البطالة.

اقتصاديا سنركز مصانع كبرى لإنتاج السيارات والتصدير الى الدول الافريقية المجاورة مستغلين الموقع الاستراتيجي لبلادنا، مع المحافظة على علاقتنا مع الدول الاوروبية، ولكن سنعيد النظر في الاتفاقيات الحاصلة والتي وقع استغلالنا فيها بطريقة سيئة.

أما على المستوى الاجتماعي فإننا سنلغي نهائيا صندوق الدعم الذي تضخ الدولة فيه سنويا 6000 مليار وسنقوم بتوزيعها على قرابة 5 ملايين تونسي وهم من الفقراء والمعدمين.

هل تعتقد أنك بهذا البرنامج وبالخطب الشعبوية والتحدث باسم الفقراء والمعدمين يمكن أن تصمد أمام منافسيك السياسيين؟

لا منافس لي، وحتى النهضة التي فازت بالأغلبية لن يصوت لها سوى راشد الغنوشي وزوجته وابنته وصهره رفيق بوشلاكة.

أعلنت في السابق أن رجل الأعمال محمد المرزوقي سيكون مرشحك في الانتخابات الرئاسية فلم تراجعت الآن؟

لم أتراجع ولكن محمد المرزوقي خيّر الدخول في سباق الانتخابات الرئاسية كمستقل، مع العلم أن هذا الرجل يدعمه عدد كبير من رجال الأعمال.

لقد كان مرشحي سابقا  لرئاسة الحكومة لكن ممثلي حركة النهضة واتحاد الشغل (الراعي للحوار الوطني) رفضوا مقترحي واختاروا مهدي جمعة وفقا لما أملاه

عليهم الغرب. أنا على يقين أنه لا خلاص لتونس إلا بدعم رجال الأعمال.

ماهي الأسباب التي تجعلك تهاجم حركة النهضة بشراسة كلما تحدثت عنها؟

لأنها هي التي خربت البلاد، ولم تحقق مطالب الشعب التونسي الذي انتخبها على أساس أنها حزب ديني، فإذا بها حزب لا لون له. هي حركة فشل لا نهضة.

إذا أصبحت رئيسا هل يمكن أن تستفتي الشعب حول الفصل السادس من الدستور لتعديله أو إلغائه؟

هو دستور باطل، وإن فزت فسأستفتي الشعب حتى نلغي الفصل السادس ونعدل بعض الأمور الاخرى. ولكنني لن أغلق الحانات أو غيرها فأنا لست متزمتا ولم أدع يوما إلى الخلافة كما تفعل بعض الأحزاب اليوم.

قلت يوما للرئيس الحالي المنصف المرزوقي: اترك مكانك فقد فشلت وأنا سأعوضك وإن لم أنجح بعد عام من الحكم فاشنقوني. فهل ما زلت على وعدك؟

ليختبروني أولا ويروا إن كنت سأحقق وعودي على أرض الواقع أم لا مع العلم أن المدة تغيرت فعام غير كاف في الواقع.

كم يلزمك من وقت إذن؟

(يضحك) لماذا تصرين على معرفة المدة؟ أتريدينني أن أشنق؟

على ذكر المشانق، ماهو موقفك من الجهاد في سوريا؟

من حق الشعب السوري أن يقوم بإزاحة الطاغية من الحكم كما فعلنا نحن مع بن علي  لكن شريطة ان يجاهد السوريون بأنفسهم لا أن نصدر لهم نحن الشباب. أنا أعارض ذلك بشدة.

كيف يمكن لتونس أن تتصرف إزاء الوضع الراهن في ليبيا؟

أعتقد أن ليبيا الآن أفضل حالا من تونس. وإذا فزت في الانتخابات الرئاسية سأفتح الحدود كليا مع هذا البلد الذي يشغل قرابة 2 مليون تونسي، وسأبعد الحرس والجيش الذي يراقب الحدود فهم في حاجة الينا ونحن أيضا. وأرى أن إعادة الإعمار يجب أن تكون بأيدينا لا أن تتمتع بها أمريكا وفرنسا وغيرها.