ورث بيريز الطرابلسي الإشراف على معبد الغريبة (كنيس يهودي) عن والده منذ سنة 1964 ولم يتجاوز آنذاك الرابعة والعشرين من عمره. ورغم تغير الحياة و رغم ثرائه لم يتخل عن اللّباس التقليدي” الجربي”.

بيريز تحدث مع “مراسلون” عن عزوف يهود تونس عن المشاركة في الحياة السياسية، وعن الضجة الاعلامية التي أحدثها قدوم سياح إسرائيليين الى تونس (منذ نحو أسبوعين) وعن الاستعدادات لموسم حج اليهود الى معبد الغريبة، فكان الحوار التالي :

مراسلون: كيف يتفاعل يهود تونس مع التغيرات السياسية بعد الثورة؟

ورث بيريز الطرابلسي الإشراف على معبد الغريبة (كنيس يهودي) عن والده منذ سنة 1964 ولم يتجاوز آنذاك الرابعة والعشرين من عمره. ورغم تغير الحياة و رغم ثرائه لم يتخل عن اللّباس التقليدي” الجربي”.

بيريز تحدث مع “مراسلون” عن عزوف يهود تونس عن المشاركة في الحياة السياسية، وعن الضجة الاعلامية التي أحدثها قدوم سياح إسرائيليين الى تونس (منذ نحو أسبوعين) وعن الاستعدادات لموسم حج اليهود الى معبد الغريبة، فكان الحوار التالي :

مراسلون: كيف يتفاعل يهود تونس مع التغيرات السياسية بعد الثورة؟

بيريز الطرابلسي: ليس لدينا مشاكل قبل الثورة ولا بعدها، لكن أعتقد أن الأمور أصبحت أفضل الآن، لأن الاعلام التونسي أصبح يتحدّث عن الاقليات عموما وعن اليهود خصوصا، ويقوم بتغطية طقوس اليهود وعاداتهم في الأعياد وفي موسم الحج بالغريبة، وهذا  لم يكن متاحا في عهد بن علي حيث كنّا بمثابة مواطنين درجة ثانية. هذا ما يجعل من تونس الآن بلد التسامح بين جميع الديانات، يجمع أبناءها حب تونس لا غير.

لماذا كل هذه السلبية من طرف يهود تونس بخصوص الحياة السياسية وخاصة تمثيليتهم في المجلس التأسيسي؟ هل هو خوف لانّكم اقلية؟

أبدا لم نشعر بالخوف في تونس، فنحن نعيش في كنف الاحترام المتبادل بين أبناء جزيرة جربة مسقط رأسي وهي رمز التسامح و السلام. وأنا شخصيا كنت من الرّافضين لمشاركة اليهود في المجلس التأسيسي على أساس تمثيلية عرقية لأني، ومثلي الكثير من اليهود، مقتنع بأن أي تونسي يحترم مبدأ التسامح بين الأديان يمكن أن يمثّلنا بالمجلس التأسيسي ويساهم بالتّالي في حل مشاكلنا كغيرنا من أبناء هذا الوطن العزيز.

لكن يهود تونس لم يساندوا نجلك “روني الطرابلسي” عندما طرح اسمه كوزير للسياحة في حكومة مهدي جمعة؟

لقد أصبح عدد اليهود ضئيلا جدا في تونس ولم تعد السيّاسة تعنينا كثيرا. إن اليهود في كل أصقاع العالم تهمهم الأعمال والعيش في راحة بال دون مشاكل. وهذا ما جعل العديد من اليهود يهاجرون من تونس قبل 30 سنة لأن هدفهم الوحيد هو العمل. وأغلب يهود تونس هاجر من فرنسا الى بلدان اخرى كبلجيكا لأنها أكثر هدوءاً. واليهودي عندما يشعر بعدم الارتياح والسلام يهاجر إلى مكان اخر ليعمل ويعيش في أمان.  

لماذا لم نر مساهمة من طرف رجال أعمال تونسيين يهود في الاستثمارات قصد دعم الاقتصاد الوطني؟

قبل 30 سنة من الآن كان الاقتصاد في تونس يعتمد على اليهود، فأغلب المصانع كانت ملكاً ليهود. لكن بعد هجرتهم من تونس إلى أوروبا خاصة، قاموا بتحويل كل اعمالهم معهم لأن العيش كان افضل والعمل أحسن والربح أكثر. واليوم ليس من السهل أن يعودوا بعد كل هذه المدّة. ومع ذلك هم يحبّون زيارة تونس للسياحة وزيارة الاقارب والقيام بواجب الحج هنا، في معبد الغريبة بجزيرة الأحلام جربة.  

هل يلعب اليهود في تونس دورا في التعريف بتونس كوجهة سياحية، خاصة أن أغلبهم من أصحاب وكالات الأسفار؟

هذا مؤكد فابني روني الطرابلسي مثلا صاحب وكالة أسفار، وهمّه الوحيد كيفية ارجاع اشعاع تونس في العالم كوجهة سياحية. وقد ساهم بشكل كبير في مجيء العديد من السياح إلى تونس.

هل هو من كان وراء قرار السماح بقدوم الإسرائيليين الى تونس الذي أحدث ضجة في الآونة الأخيرة؟

أولا لم يكن لروني علاقة بقدوم الإسرائيليين، فوزارة السياحة هي وراء ذلك ووزارة الداخلية سمحت لهم بالدّخول. وكما قلت سابقا ليست هذه أوّل مرّة يدخل فيها إسرائيليون الى تونس، فقد جاؤوا سابقا، لكن وسائل الاعلام لم تكن تتحدث عن ذلك تحت حكم نظام بن علي.

ما علاقة روني الطرابلسي بوزيرة السياحة أمال كربول؟

توجد علاقة صداقة بين ابني روني والوزيرة  آمال كربول ويجمعهما حب الوطن من أجل إرجاع السياح الى تونس، حتى أن روني دائم الاتصال بالسيدة الوزيرة ليقّدم لها النصح في بعض الأمور التي تهم القطاع. فالوزيرة ورغم كفاءتها فإن  تجربتها قصيرة في تونس وفي مجال السياسة والسياحة، ومن واجب ابني أو غيره من المؤثرين في القطاع السياحي مد يد المساعدة.

ما هي آخر التحضيرات لموسم حج اليهود بالغريبة؟

نحن نقوم بالتحضيرات الأخيرة على قدم وساق لإنجاح موسم الحج لهذه السنة الذي ينطلق يوم 13 مايو (أيار) ليتواصل الى غاية يوم 18 مايو.  والأمر المشجّع هذه السنة هو أن وزارة الشؤون الدينية في حكومة مهدي جمعة أرجعت لنا حقّنا من المساعدات المالية التي كنا نتمتّع بها منذ 1990 والتي انقطعت بعد الثورة لأسباب لا نعرفها.

كيف تتوقعون موسم الحج لهذه السنة؟

صراحة كنّا متفائلين جدّا بأن يكون موسم حج الغريبة أفضل من السّنة الفارطة وتوقّعنا قدوم حوالي 2500 يهودي من كافة انحاء العالم، لكن بعد كثرة الحديث في وسائل الاعلام عن الاشكالية التي طرحت حول دخول الإسرائيليين السيّاح في نهاية الشهر الماضي والتي أثارت غضب بعض نواب المجلس التأسيسي وجزء من الراي العام، نخشى أن يتقلّص هذا العدد ويؤثر سلبا على قدوم الحجاج اليهود الغريبة، خاصّة أن اليهود لا يريدون مثل هذه الامور التي تنغّص عليهم رحلتهم الى تونس .

ما هو موقفك مما حدث مؤخرا بخصوص دخول السياح الإسرائيليين؟

استغرب هذه الهجمة الشرسة على وزيرة السياحة ووزير الداخلية لأنهم سمحوا بدخول إسرائيليين إلى تونس. ما حصل كان يحصل منذ سنوات، فليست هذه المرّة الأولى التي يدخل فيها إسرائيليون إلى تونس وأغلبهم من أصل تونسي يعيشون في اسرائيل منذ سنة 1948 ويبلغ عددهم حوالي 1500 يأتون لزيارة عائلاتهم او للسياحة لانهم يعشقون بلدهم و من حقّهم التمتّع بجمال ربوعه.

هل سيحضر إسرائيليون للحج هذه السنة؟

هذا القرار راجع للحكومة وحدها، وهي صاحبة القرار وما علينا إلا التنفيذ. أتمنى من حكومة مهدي جمعة أن تساهم في انجاح موسم الحج لأنه مهم لإنجاح الموسم السياحي في تونس والذي يشهد تقهقرا  بعد الثورة.