يكفيك أن تتجول بين مقاهي ومطاعم السودانيين في مدينة طرابلس لاسيما في أحيائها الشعبية القديمة لتعيش الأجواء الحميمة للشعب السوداني، بأفراحهم وأتراحهم، بمسامراتهم في المطاعم، ومنتدياتهم السياسية والاجتماعية على المقاهي.

في سوق المشير الذي يقع في باب هوارة جنوب شرقي مدينة طرابلس القديمة، وكذا في أسواق الترك، الرباع القديم، اللفة، القويعة، الرقريق، العطارة.. وغيرها من الأسواق التي تشتهر بها المدينة القديمة، تطالعك ملامحهم السمراء المميزة، وفي ما حولك من تفاصيل تخصهم تشعر أنك انتقلت إلى السودان دون سفر.

يكفيك أن تتجول بين مقاهي ومطاعم السودانيين في مدينة طرابلس لاسيما في أحيائها الشعبية القديمة لتعيش الأجواء الحميمة للشعب السوداني، بأفراحهم وأتراحهم، بمسامراتهم في المطاعم، ومنتدياتهم السياسية والاجتماعية على المقاهي.

في سوق المشير الذي يقع في باب هوارة جنوب شرقي مدينة طرابلس القديمة، وكذا في أسواق الترك، الرباع القديم، اللفة، القويعة، الرقريق، العطارة.. وغيرها من الأسواق التي تشتهر بها المدينة القديمة، تطالعك ملامحهم السمراء المميزة، وفي ما حولك من تفاصيل تخصهم تشعر أنك انتقلت إلى السودان دون سفر.

بابتساماتهم العريضة، ولهجتهم التي تنطلق بعبارات تعكس هويتهم مثل “شنو الزول، ما عندك مشكلة، حبابك عشرة”، يعززون لديك الإحساس باختلاف المكان، وخاصة مع تصاعد رائحة “الشيّة” من مطاعمهم الخاصة التي تقدم أيضًا أكلات يندر أن تجدها في مكان آخر مثل “الأقاشي، الفاصوليا البيضاء، الرجلة، أم رقيقة، البامية، نعيمية، ملاح الويكة، المسقعة”..

ومع دوران عينيك من مقيم سوداني حديث الوفود إلى طرابلس إلى سوداني ولد وعاش وتربى في طرابلس ولا يعرف عن السودان شيئا سوى مما بثه فيه والداه من قيم وموروثات، يدور أيضًا عقلك مع روائح البخور التي يصعب أن تستنشق مثيلاً لها في غير السودان.

“مراسلون” تجول في تلك المقاهي وكان مع “التوم أبين” أحد أبناء الجالية السودانية في طرابلس الحديث التالي:

كيف تصف حياة شباب الجالية السودانية وعلاقاتهم مع أبناء البلد من الليبيين؟

على الرغم من حرص السودانيين أن يعيشوا في تجمعات، وأن يلتقوا في مطاعمهم وأنديتهم ومقاهيهم وحتى محلات الحلاقة وصالونات التجميل السودانية، إلا أنهم يحرصون على أن تتسم علاقاتهم بالمواطنين الليبيين بالود والمحبة والبعد عن المشكلات.

فطرابلس القديمة تضم العديد من المطاعم السودانية، وزبائنها ليسوا فقط من السودانين بل كثيراً ما يقصدها العديد من الإخوة الليبيين والمقيمين العرب لتناول وجباتنا الشعبية، وخاصة الشيَّة وهي لحم الضأن والماعز المشوي على الفحم.

ومن عادات شباب الجالية الاجتماع مساءً في تلك المقاهي يشربون الشاي ويتحدثون في السياسة والرياضة حتى بعد منتصف الليل، بعدها ينتقلون إلى منزل أحدهم ويواصلون “الونسة”، وليس هناك ما يمنع العُزاب من المبيت في أي بيت كانوا يسهرون فيه.

ما سر انتشار المطاعم السودانية في الأحياء الشعبية؟

هي مطاعم مزدهرة وناجحة نسبة لإقبال السودانيين واهتمامهم بأكلاتهم الشعبية التي تُصنع بالطريقة السودانية، وهناك العديد منها يقدم خدمة التوصيل للمنازل.

والمطاعم السودانية تقام علي جزأين، أحدها لبيع وتناول الطعام، والثاني لتقديم الشاي والقهوة السودانية، وتعتبر محل تجمعات كبيرة للسودانيين، فبوجودك داخلها تستطيع أن تعرف كل الأخبار المتعلقة بالسودانيين فوراً.

وعلى أبواب هذه المطاعم تجد الملصقات التي تعلن عن الحفلات السودانية أو أي فعاليات تهم السودانيين في طرابلس أو ليبيا عمومًا، إذا أردت أن تعرف أي معلومة عن السودان ستجدها في أحد هذه المقاهي.

ما هي أكثر الأكلات التي تقدمها المطاعم السودانية بطرابلس شعبية؟

أحد الأطباق السودانية المفضلة هي العصيدة، وهي من الأكلات الشعبية المشهورة في السودان ولها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية.

ويتم تحضيرها من عجين الذرة المخمر مسبقاً، والذي يغلى في الماء مع الملح حتى ينضج، ومن ثم يُضاف إليه “المُلاح” (وهو الإدام أو المرق الذي تسقى به وتخلط معه أثناء الأكل، وله أنواع عديدة).

هل لديك فكرة عن حجم الجالية السودانية بطرابلس؟ ولماذا يقصدونها بكثرة؟

السودانيون في طرابلس يمثلون حالة خاصة من بين الجاليات العربية والأجنبية الأخرى، فهم يتوافدون باستمرار إلى واحدة من أقرب الدول إليهم جغرافياً ووجدانياً.

حتى الآن ما زال الجدل مستمرًا حول أعداد المقيمين السودانيين، كونهم ذابوا في غالبية المدن الليبية وبالأخص طرابلس، رغم كونهم يحافظون بقوة على ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتكاد تتحول بعض شوارع وأحياء طرابلس إلى مستعمرات خاصة بالسودانيين، لكن السودانيين حريصون على أن يكونوا على علاقة طيبة باستمرار مع إخوانهم الليبيين.

هل يمارس السودانيون عاداتهم وطقوسهم الاجتماعية كما في السودان أم يصعب عليهم ذلك في طرابلس؟

السودانيون نقلوا إلى طرابلس عاداتهم الاجتماعية لاسيما في مراسم الحنة والزفاف والغناء السوداني المميز الذي يشبه أغاني البوب، بل إنه توجد بعض المحال المتخصصة في بيع الأغاني السودانية.

وهناك كثير من النساء السودانيات يمارسن نشاطهن في طرابلس خاصة في صالونات التجميل ورسم الحناء السودانية السمراء، إضافة إلى بيع العطور وأدوات التجميل التي لا توجد في مكان آخر غير السودان.

السودانيون عامة من الجالية القديمة أو الحديثة في حالات الفرح أو الحزن يمارسون نفس الطقوس التي تمارس في السودان، مثلاً في الزواج تقام ليلة الحناء ثم  السيرة والصبحية، ويحيي حفلات الفرح مطربون سودانيون مقيمون في طرابلس بشكل دائم ويمارسون نشاطهم من خلال الأندية السودانية..

حتى أن كثيرًا من شباب الجالية السودانية تزوج وأنجب ولم يزر السودان مطلقاً.