هذا العنوان هو “استيتس” كتبه الفقيه القانوني محمد نور فرحات على “الفيس بوك” عقب بيان المتحدث باسم القوات المسلحة والذي فسره الناس بأنه يفتح الباب أمام ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية. واعتقد أن السكرة راحت والفكرة كان يجب لها أن تجيء بمجرد موافقة المصريين على الدستور الجديد الذي يجب أن يؤسس لدولة جديدة يرى كثيرون أنها دولة الثورة بالنظر إلى أن كثير من أفراد النخبة يرون أنه دستور الثورة في الوقت يرى فيه الثوار غير ذلك.

هذا العنوان هو “استيتس” كتبه الفقيه القانوني محمد نور فرحات على “الفيس بوك” عقب بيان المتحدث باسم القوات المسلحة والذي فسره الناس بأنه يفتح الباب أمام ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية. واعتقد أن السكرة راحت والفكرة كان يجب لها أن تجيء بمجرد موافقة المصريين على الدستور الجديد الذي يجب أن يؤسس لدولة جديدة يرى كثيرون أنها دولة الثورة بالنظر إلى أن كثير من أفراد النخبة يرون أنه دستور الثورة في الوقت يرى فيه الثوار غير ذلك.

وترشيح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية لو تم، يطرح سيناريوهات عدة من بينها عودة مصر إلى الحكم العسكري المباشر على الرغم من أنه سوف يترشح بصفته مدنيا، وعودة حكم حسنى مبارك بوجوه أخرى، بالنظر إلى أن الصوت الزاعق لمؤيدي السيسي حاليا به نسبة معتبرة من رموز حكم مبارك، وإن كانوا لم يستطيعوا حتى الآن ربط أنفسهم به لسبب وحيد وهو غموض السيسي نفسه.

والمشهد الذي بدأ في الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير يحمل الكثير من اللغط حول هذا الأمر، فهناك من يرى أن من ذهب إلى الميادين أفراد عاديين من الشعب ذهبوا من اجل مطالبة السيسى بالترشيح لأنه فيما يبدو يحقق حلمهم في “عودة الدولة” بعد ثلاث سنوات من الانفلات الأمني الذي كانت له تأثيرات اقتصادية ومعيشية عليهم. وهؤلاء بالنظر إلى أنهم غير مسيسيين نظروا إلى من يطرح أي رأي مخالف باعتباره معاد للدولة قبل أن يكون معاديا لمرشحهم أي عبد الفتاح السيسى.

وخروج هؤلاء إلى الاحتفال في ذكرى الثورة يعد في حد ذاته مكسبا بغض النظر عن السياق الذي تم فيه، فمعنى ذلك أنهم وهم غير مسيسيين يؤمنون بان ثورة حدثت وأن لها مطالب يرون أن السيسي قادر على تنفيذها. أي أنهم تركوا حالة السلبية وأصبحوا الآن مسيسين وهؤلاء في نفس الوقت تتناقض مصالحهم مع مصالح قطاع آخر وهو رجال الأعمال الذين يريدون أن يسيطروا على الحكم كما كان عليه الحال في عصر مبارك وهو ما يعنى أن القاعدة الشعبية المؤيدة للسيسي تعج بالتناقضات بما سيفرض عليه انحيازات قد تقلص منها أو تفتح الباب أمام صراعات بينها وهذا آمر ايجابي لانه يفتح الباب أمام القوى السياسية لعمل صفقات سياسية معه قد تتعلق بالسياسية الاقتصادية أو دفع الديمقراطية أو قضايا حقوق الإنسان أو غيرها.

ويدرك السيسي بحسه الأمني أن انحيازه إلى رجال الأعمال آو الطبقات الميسورة قد يحبط قطاعات شعبية الأمر الذي يؤثر على استقرار حكمه. فمن خرجوا يؤيدون السيسي في 25 يناي رهم قطاعات تدخل السياسة لأول مرة ولا يستطيع أحد توقع ماذا سيفعلون في المستقبل إذا ما أحبطت أحلامهم في المخلص الذي ينتظروه.

والتصريحات التي تنسب للسيسي في معظمها تشير إلى أن هناك حد أعلى هو أنه قد يتعامل مع ثورة 25 يناير باعتبارها أحد مصادر شرعيته، وهو في هذا يطرح حماية الجيش للثورة ودوره في إنهاء حكم الإخوان الذين حاولوا سرقتها وحد أدنى هو أنه يحتاج إلى قطاعات من شباب الثورة وليس كلها حتى يستطيع ان يهدىء الشارع، وهذا أمر يمكن الاستفادة منه والبناء عليه خاصة وأن معظم الناس يرى أن المنافس الحقيقي البديل حاليا للسيسي والذي يمكن أن يفوز في أي انتخابات رئاسية هو احمد شفيق الذي سيعيد كل سياسات مبارك ورجاله إلى الواجهة مرة أخرى وكل هذه الأمور توضح كيف عادت الفكرة وتطرح على القوى السياسية المدنية والثورية تحديات معقدة عليها أن تحسمها فورا قبل أن تجد نفسها خارج الأحداث تماما.

لقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة لأن الثورة أصبحت أمام خيارات صعبة ومواقف معقدة، على المنتمين لها أن يتعاملوا معها. ولكل خيار تكاليفه وآثاره السلبية أو الايجابية.

ووفقا لمزاج المجتمع حاليا فإن فكرة ثورة جديدة غير مطروحة على مدى زمني قصير وبالتالي فان “الفكرة” الآن أصبحت هي “السياسية” ولا غيرها حتى يتغير الواقع وهو بالتأكيد سيتغير لان التحديات التي تواجه الحكم كبيرة ولا يمكن التعامل معها من دون ضحايا وهو ما يؤدى إلى تقليص قاعدة الحكم بالتدريج وزيادة مساحات الغضب الشعبي عليه مع مرور الوقت.