ما بين السمع والطاعة لدى جماعة الإخوان من ناحية والمصالح الشخصية وضعف التنظيم لدى التيار المدني على الجانب الآخر، يعيش شباب الثورة في مصر. أعداد منهم تمردت على أوجاعها السياسية واختارت موقفا مغايرا.

من هؤلاء مدرس اللغة العربية الشاب إسلام الكتاتني، الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين رغم قرابته الشديدة للدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان. الكتاتني أطلق مبادرة عقب خروجه من تحت عباءة الإخوان تحت اسم  “فكر وارجع” التي تستهدف بشكل أساسي شباب الإخوان “المغرر بهم والمضحوك عليهم”.

ما بين السمع والطاعة لدى جماعة الإخوان من ناحية والمصالح الشخصية وضعف التنظيم لدى التيار المدني على الجانب الآخر، يعيش شباب الثورة في مصر. أعداد منهم تمردت على أوجاعها السياسية واختارت موقفا مغايرا.

من هؤلاء مدرس اللغة العربية الشاب إسلام الكتاتني، الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين رغم قرابته الشديدة للدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان. الكتاتني أطلق مبادرة عقب خروجه من تحت عباءة الإخوان تحت اسم  “فكر وارجع” التي تستهدف بشكل أساسي شباب الإخوان “المغرر بهم والمضحوك عليهم”.

مثله ولكن في المعسكر المضاد، أحمد زكريا، شاعر وصحفي، ترك جريدته اعتراضاً علي ما أطلق عليه “ضحالة فكر القوى المدنية وتناقضها الواضح” والذي برز جلياً وفقاً لزكريا في 30 حزيران/يونيو وما تلاها من عنف الدولة في رابعة والنهضة وغيرهما.  كما أنه أحد شباب الثورة الذين شاركوا فيها منذ كانت انتفاضات متقطعة هنا وهناك قبل 25 يناير، يجسد أزمة حقيقية يعانيها الغالبية العظمى من الشباب المصري في الفترة الراهنة تتمثل في غياب الثقة وفقدان الأمل.

اختلف الطرفان في الرؤية والمعسكر، إلا أنهما اتفقا على أن الجميع لا يستوعب الشباب سواء كانت قوى مدنية أو إسلامية.  “مراسلون” أجرت حوارين متوازيين مع كل من الكتاتني وزكريا، للبحث عن موقع الشباب المصري ومصيره بين ذراعي التيارين الديني والمدني.

إسلام الكتاتني: مصير شباب “الإخوان” الانحراف أو التطرف أو العزلة  

مراسلون: كيف ومتي انضممت الى جماعة الاخوان المسلمين؟

الكتاتني: انضممت إلى الإخوان أوائل التسعينات، ولم أواجه التعقيدات التي يواجهها الغالبية العظمى من الراغبين في دخول التنظيم، لقرابتي من سعد الكتاتني القيادي البارز بالجماعة آنذاك، ورئيس حزب الحرية والعدالة بعد ذلك.

وما هي تلك الاجراءات المعقدة؟

يمر العضو بخمسة مراحل: محب ، ومنتسب ، ويقضي سنوات وهو في تلك المراحل خارج الجماعة رسميا، ثم يتحول الي “أخ عامل” وهي بداية العضوية الحقيقية داخل التنظيم، ثم عضو منتظم، وأخيراٌ عضو في “النظام الخاص” وهي أعلى الدرجات التي يمكن الوصول إليها.

وماذا كان موقعك التنظيمي؟

كنت عضو منتظم بدرجة مسؤول شعبة التعليم الثانوي.

وما هو النظام الخاص؟

نظام يعتمد على اختيار مجموعة من الافراد داخل التنظيم لديهم سمات معينة، من بينها السرية والكتمان والبنية الجسدية القوية، خاصة وأنه أسس وقت الاحتلال البريطاني لمصر وكان فكر الجهاد مسيطر عليه، ويعتبر هؤلاء الافراد قيادة الجماعة، منهم من هو معلن، ومنهم من هو سري للغاية لا يعرفه أعضاء الجماعة أنفسهم.

ما تقييمك لهذا النظام؟

النظام الخاص كان سببا قوياً في خروجي من الإخوان، حيث الخلايا العنقودية التي لا يعلم أحد عنها شيء، بالإضافة إلى ما يحتويه من أفكار عنيفة تقوم علي أربعة مبادئ: الحاكمية، والجاهلية، والاستعلاء بالإيمان، والعزلة الشعورية.. وجميعها أفكار تقوم علي أساس الجهاد والعنف.

هل كان الشباب ممثلين في ذلك النظام؟

بالقطع لا ، حيث اتسم التنظيم بسطوة وسيطرة كبار السن ولا تواجد أو رأي للشباب.

ما هي اسباب انشقاقك عن الاخوان المسلمين؟

ليس صحيح انني انشققت عن الجماعة، بل إن المنشق هو مكتب الارشاد، فليس المنشق هم الشباب الذي رفض ممارسة أعضاء “الإرشاد” الخاطئة، والتي تتعارض مع ما تربينا عليه في الجانب الدعوي ومنهج البنا.

ترى ان ممارسات مكتب الارشاد تتعارض مع منهج البنا فما هي أبرز تلك التناقضات؟

امور كثيرة لا تعد ولا تحصى، أكثرها خطورة هي الجانب السياسي لجماعة الاخوان، فمثلا وضع البنا سبعة مراحل للوصول إلى الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم، وهي: الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم، فالحكومة المسلمة، ثم الدولة المسلمة، وبعد ذلك مجموعة دول يحققون الخلافة، وأخيراً أستاذية العالم، ومن المفترض أن الإخوان مازالوا في المرحلة الثالثة ولم يتخطوها بعد، ورغم ذلك اتجهت الجماعة إلى تكوين حكومة مسلمة، وبدأت في التمهيد لإقامة الدولة المسلمة، ما تسبب في ضياع قيمة الجماعة وانهيار ما أنجزه البنا ومن بعده على مدار 80 عاماً هي عمر الجماعة.

هذا عن خروجك فماذا عن أسباب وكيفية بقائك في الجماعة قبل هذا الخروج؟

التربية التي اعتدت عليها منذ أن التحقت بالجماعة، واتباعي مبدأ السمع والطاعة، وعدم نضوجي الفكري، والسيطرة التامة من التنظيم علي عقول أبنائه، حيث يتحول الفرد من عبادة الله إلى عبادة الجماعة.

كيف يحدث ذلك؟

تربينا الجماعة علي حب الإسلام، والفهم الصحيح للإسلام، كما نشأنا على مبدأ أننا الوحيدون الذين نفهم صحيح الدين، وأننا نمتلك الحقيقة المطلقة، ومن ثم نتعامل مع باقي الإسلاميين على اعتبار أنهم درجة أدنى، ومع باقي القوى المدنية على أنهم كفار قريش.

هل هناك أدوات اجتماعية أو نفسية تستخدمها الجماعة في دفع أعضائها إلى تبني مبدأ السمع والطاعة؟

بالطبع، فالعلاقة تبدأ بصداقة واجتماع على كتاب الله ورسوله، يتبعها تفسير للسنه والفروض، ثم علاقات إنسانية متعمقة ومشاركة تصل إلى درجة الأخوة، يليها مرحلة الأسرة، حيث ينضم العضو لأسرة تتكون من 4 إلى خمسة أفراد يتولاهم شخص هو مسئول الأسرة، ويتم زرع حب القيادات واتباع مجلس شوري الإخوان والسمع والطاعة في نفوس الأعضاء، ففرد الجماعة يتربى على فكرة مصلحة الدعوة ومصلحة الجماعة، وبمرور الوقت تصبح الجماعة في اللاوعي هي كل شئ، وتعلو على فكرة الوطن، ويتحول فرد الجماعة من عبد لله إلى عبد للتنظيم، وبذلك تتحول الجماعة من وسيلة إلى غاية في حد ذاتها.

كيف استطعت التخلص من مبدا السمع والطاعة رغم بقائك فيها 12 عاماً؟

الامر لم يكن سهلا، خاصة وأنني أنتمي إلى عائلة الغالبية العظمى منها إخوان، إلا أنني أهوى الشعر والكتابة والإبداع، وأرغب في إعمال العقل والتميز، ووجدت كل تلك الأمور غائبة وممنوعة داخل الجماعة، ما دفعني إلى الابتعاد خطوة واحدة إلى الوراء، وبدأ الأمر بعدم انتظامي في الاجتماعات، وعدم قيامي بكامل المهام، خاصة الروتينية منها، ثم جاءت الثورة، والتي لعبت دورا بارعاً في خروجي من الجماعة.

كيف لعبت الثورة دورها في خروجك من الجماعة؟

أبرزت الثورة الانفصام ما بين المسار الدعوي والمسار السياسي لدى الإخوان، حيث لا توجد معايير وأسس واضحة لممارسة السياسة من منظور ديني، بل على العكس، تغيب الشفافية والمصداقية ، ويسود مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتعيش الجماعة في دور الضحية، وتطوع النصوص الدينية حسب الموقف وأهواء الجماعة، وكلها أمور تؤكد أن هناك فارقاً شاسعاً بين الدعوي والسياسي، لذا خرجت عن الجماعة على المستوى السياسي.

تنتقد الاخوان في الجانب السياسي فهل اذا أجرت الجماعة مراجعات ستعود إليها؟

انا على يقين بان القيادات لن تقبل بأي مراجعات، لذا فإنني قمت بعمل مبادرة “فكر وارجع” التي تستهدف بشكل أساسي شباب الإخوان المغرر بهم و”المضحوك عليهم”.

وما هي تلك المبادرة؟

هي مبادرة مدنية، تقف علي مسافة متساوية من الجميع، وتعمل على إعادة تأهيل شباب جماعة الإخوان والجماعات الجهادية المتحالفة معها إلي حضن الوطن.

وهل بالفعل تواصلت مع شباب الإخوان؟

أسعى إلى ذلك، إلا أن الخطى بطيئة، ولكني أستعين بمجموعة من كبار المنشقين عن الجماعة، أمثال ثروت الخرباوي وكمال الهلباوي.

لماذا قررت تدشين مبادرة ولم تنضم لاي من الأحزاب المدنية التي تتفق في رؤيتك؟

مازالت الاحزاب المدنية عرجاء، تعاني من الشللية وسيطرة المصالح الفردية، إضافة إلى غياب التمويل، وعدم وجود الآليات التنظيمية التي تمكنها من إنتاج ديمقراطية حقيقية افتقدتها أثناء وجودي في “الإخوان”.

ما توقعك لمصير شباب الإخوان الذين لم يرفضوا ممارسات الجماعة؟

أتوقع أن ينقسموا إلى 4 أقسام، الأول سينحرف سلوكياً وفكرياً، والثاني سيلجأ الى العنف، والقسم الثالث سينزوي، وأخيراً قسم سيجري مراجعات ويترك الجماعة.

هل استجاب لك أي من شباب الإخوان؟

بالطبع، ولكن العدد قليل للغاية، نظراً للتكاتف الموجود الان بسبب شعور أعضاء الجماعة بالمحنة.

أحمد زكريا: جميع الأطراف تسعى إلى “خرفنة الشباب”

مراسلون: كيف ترى القوى المدنية في مصر؟

زكريا: أعتقد أن هناك جملة واحدة يمكنها تلخيص حال المعسكر المدني وهي “هذه العلمانية من ذاك النظام”، كلنا بمن فينا الإسلاميين أبناء مناخ فاسد بالأساس، كل شيء مفرغ من مضمونه، لا اليسار يسار حقيقي ولا اليمين يمين حقيقي أيضا.

لكنك اتخذت موقف القوى المدنية في الكثير من الأحيان منذ اندلاع الثورة وحتي 30 حزيران/يونيو؟

بالفعل ولكن هذا لا يجعلني أبرر الكثير من الأزمات التي أراها تصل الي درجة الخطر في القوى المدنية، ولعل أبرزها ضحالة الفكر. فمصر تعاني بشكل عام من الجهل المفرط، نظراً لما مرت به من أزمات ومحاولات تغييب، والجهل يولد التبعية، وهو ما يأتي بمفاهيم مثل “الخرفنة” أي اتهام أعضاء الإخوان بأنهم خرفان لا يفكرون، وأرى أن هذا لا يقتصر على الإخوان فقط، فهناك آلاف الشباب من القوى المدنية الذين قيل لهم “اهتفوا ضد العسكر”، فهتفوا، والآن يرفعون صور “السيسي” ويطالبونه بالترشح للرئاسة. ولعل ما حدث معي في إحدى اللقاءات بجمعية التيار العلماني المصري، حيث حضر أحد أبرز العلمانيين السوريين، الذي فوجئ بضحالة الأسئلة وغياب الوعي بل والمفاهيم الأساسية التي يمكن لأي علماني أن يعرفها، لدرجة أن الرجل تركنا، وقال لي حرفياً “العلمانيون في مصر أصوليون”.

لكنك تتهم شباب القوى المدنية بالتبعية للقيادات وبضحالة الفكر فلماذا تساند الآن الأخوان الذين يتبعون في أدبياتهم مبدأ السمع والطاعة؟

فكرة السمع والطاعة العمياء، وغيرها من أفكار التبعية، تعود بصورة أساسية إلى فساد المناخ العام بمصر، و”الخرفنة” من وجهة نظري سلوك عام بالمجتمع أيضا، وأنا الذي أريد أن أسألكِ سؤالاً مهماً: كم شخصا محسوبا على التيار المدني سواء اليساري أو الليبرالي بشكل عام يعرف ألف باء يسار أو ليبرالية أو علمانية؟ وكم شخص في صفوف القوى المدنية قيل له “اهتف ضد المجلس العسكري” فهتف والآن يهتف لـ”السيسي”.

وما هي الأسباب التي دفعتك للاتفاق مع رؤية الإخوان في الوقت الراهن؟

أسبابي في الاتفاق مع رؤية الإخوان الآن هو ببساطة ما يسخر منه المثقفون المصريون الآن باعتباره مصطلحاً إسلامياً، ألا وهو “الشرعية”. هذا المصطلح ليس له علاقة بالإسلاميين كما يظن الكثيرون، وإلا لما استخدمه مفكرون عالميون، ولا أدري لماذا يسخر منه مثقفو مصر؟! وبمعنى آخر، هؤلاء الناس احتكموا إلى الصناديق خمس مرات، وكل ما صدر عن إرادة شعبية لا يحله إلا إرادة شعبية حقيقية، وليس عن طريق حشد الناس بالكذب الإعلامي على أزمات مفتعلة، وعلينا الالتزام بذلك، لأن هذه هي صلب الديمقراطية التي ننادي بها كعلمانيين.

تقول انك علماني وتكتب الشعر وتعمل بالصحافة. ألا تتناقض تلك الاتجاهات مع فكر العنف وتقييد الحريات الذي تتبناه جماعة الإخوان؟

نعم أنا أكتب الشعر وأدافع عن الحريات، ولذلك أدافع الآن عن حرية الإخوان، لأنني لست مصابا بفوبيا الإسلاميين مثل كثيرين، وأنا أرى أن هزيمة الإخوان يجب أن تكون هزيمة سياسية وليس عن طريق القتل والاعتقال.

وماذا عن العنف؟

نعم استخدم الإخوان العنف عند قصر الاتحادية، ولكن بعدما اتصل مرسي ست مرات بوزير الداخلية دون أن يرد عليه، وأغلق الوزير الهاتف بوجه الرئيس، فاستعان مرسي بأبناء حزبه، وهذا أكبر خطأ، وحدثت اشتباكات الاتحادية التي مارس الجميع فيها العنف، سواء القوى المدنية أو الإسلامية، ورأيت بعيني شبابا من التيار المدني يحرقون “أتوبيس” للإخوان بمن فيه من بشر، ولا ننسى أن حصيلة شهداء الاتحادية لم تكن فقط من التيار المدني، فلقد سقط أيضا شهداء للإخوان بالاتحادية، ولو راجعنا الأعداد لوجدنا أن عدد شهداء الإخوان بالاتحادية كان أكثر، ولكن الأمر عندي ليس بالعدد، لأن ذلك خطأ الإخوان منذ البداية، نعم، ولكن هذا لا يبرر عندي قتل الآلاف منهم بـ”رابعة” و”النهضة” وغيرهما وإلى الآن يتم القتل.. جميعنا استخدم العنف بشكل أو بآخر، ولن أنسى رسالة صديق قيادي بحزب التجمع ليلة 30 حزيران/يوينو عندما قال: لا تقلق يا رفيق، غدا قبل المغرب سنكون قد أحرقنا جميع مقرات الإخوان بمصر، وسنرتاح منهم للأبد.

ترى أن الجميع مارس العنف وتورط فيه، فلماذا تدافع عن الاخوان الآن وترى أن الحل ليس أمنياً؟

التشابه بين نجيب محفوظ وسيد قطب واضح للعيان، كلاهما بدأ حياته ناقدا أدبيا وكان تلميذا للعقاد، إلا أن القمع الذي تعرض له قطب ولد العنف، فقبل أن نتحدث عن إرهاب التسعينات، لابد أن نتحدث عن قمع الخمسينيات والستينيات.

وصل الاستقطاب في مصر إلى أقصى صورة فكيف ترى شباب الثورة بين هذا وذاك؟

منهجية تعامل القوى السياسية مع الشباب تتساوى جميعها، المدنية منها والإسلامية، وإن كنت أرفض استخدام كلمة المدنية في مقابل الإسلامية، لأن المدنية يقابلها العسكرية، أما الإسلامية فيقابلها العلمانية، ولكن بشكل عام أرفض ما أشيع حول الإخوان من اتهامهم بأنهم “خرفان”، وأندهش جدا من الذين هانت عليهم دماء شهداء رابعة والنهضة، ويقولون “قتلهم من دعاهم للنزول” لأنهم يطيعون قياداتهم بدون تفكير.. إذن سنسمح هكذا للإخوان أن يقولوا عن شهداء محمد محمود والاتحادية “قتلهم من دعاهم للنزول” أيضا، فأنا مثلا كنت أشارك مع أصدقائي العلمانيين في فترة الحكم العسكري الأولى عقب تنحي مبارك بالهتاف “يسقط يسقط حكم العسكر”، والآن القيادات المدنية تروج لأبنائها أن الجيش خط أحمر ويجب عدم الصدام معه.

يتخذ مئات الشباب الثوريين موقفا رافضا للعسكر والإخوان معا واتجهوا الي تأسيس بديل ثالث فلماذا لم تفكر بنفس المنهجية خاصة وأنك تنتقد الطرفين؟

لدي اعتراضات واضحة على ما يطلقون على أنفسهم التيار الثالث، لأن الفكرة تقوم على أن العسكر والإخوان وجهان لعملة واحدة، وهذا بالنسبة لي صلب فكرة الثورة المضادة، وأيضا هم يرفعون شعارات “يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان” وأنا لا أرى أن الإخوان خانوا، وإن كنت أعترف بكثير من أخطائهم أثناء فترة الحكم، ولكن أخيراً كل هذه الأخطاء لا تبرر عندي قتلهم واعتقالهم وحرمانهم من الحياة السياسية.

ترى كيف يمكن للشباب الخروج من المأزق الراهن؟

لا أرى حلاً للخروج إلا بالمعرفة.

كيف يمكن إنهاء حالة الاستقطاب السياسي والعنف الذي تعيشه مصر؟

لا أمتلك رؤية متكاملة عن كيفية الخروج من الوضع السيء الذي وصلنا إليه، ولكنني على يقين بأن الحل الأمني لا يصلح، وأن الحل سياسي يأتي بالدرجة الاولى.