“المجالس المحلية هي البداية الحقيقية لمشاركة الشباب في تغيير وجه مصر” هذه الجملة وتنويعاتها تقال على ألسنة الكثير من القيادات الحزبية وأيضا مسؤولي الدولة، الذين كان آخرهم عادل لبيب وزير التنمية المحلية، الذي أدلى قبل أيام بتصريحات لا تبتعد كثيرا عن تلك الفكرة.

وكان دستور 2012 المعطل قد حدد نسبة الربع من مقاعد المجالس المحلية للشباب والمرأة، ويأمل الكثيرون أن ترتفع تلك النسبة في الدستور الجديد.

“المجالس المحلية هي البداية الحقيقية لمشاركة الشباب في تغيير وجه مصر” هذه الجملة وتنويعاتها تقال على ألسنة الكثير من القيادات الحزبية وأيضا مسؤولي الدولة، الذين كان آخرهم عادل لبيب وزير التنمية المحلية، الذي أدلى قبل أيام بتصريحات لا تبتعد كثيرا عن تلك الفكرة.

وكان دستور 2012 المعطل قد حدد نسبة الربع من مقاعد المجالس المحلية للشباب والمرأة، ويأمل الكثيرون أن ترتفع تلك النسبة في الدستور الجديد.

ولكن بعيدا عن التصريحات الاعلامية، كيف يفكر شباب الجنوب في المحليات، وهل يخططون لدخول معتركها الانتخابي، وكيف سيواجهون العقبات الانتخابية العديدة من أجل “تغيير وجه مصر”؟

العائلة..سيطرة وسلطة

تعد العصبيات القبلية ونفوذ العلائات الكبيرة العقبة الكبرى التي تواجه عملية الانتخابات بشكل عام والمحلية على وجه الخصوص في محافظة سوهاج – تبعد حوالي 500 كيلو متر عن القاهرة – وفي صعيد مصر عموماً.

إذ تقوم تلك العائلات بترشيح عدد من أبنائها لخوض انتخابات المحليات في المجلس المحلي القروي، وتدعمه في انتخابات المجلس المحلي للمدينة، ثم في المجلس المحلي للمحافظة.

وتواجه انتخابات المجالس المحلية مشكلة أخرى وهي أن غالبية الأهالي يجهلون مواعيد وكيفية إقامة انتخابات المحليات، على عكس انتخابات مجلسي الشورى والشعب اللذان يحظيان باهتمام كبير من الأهالي الذين يحرصون على انتخاب عضو في أحد المجلسين ويأملون أن يقدم لهم خدمات شخصية أكثر منها عامة. هكذا عرفنا علاء عبد السميع أمين حزب الدستور في سوهاج على العقبات التقليدية التي تحكم عملية الانتخاب في سوهاج.

تجربة شبابية

لكن على الرغم من هذه العقبات بدأت حملة جديدة تحت اسم “المحليات للشباب” تضم مجموعة من الشباب الذين يعرفون أنفسهم بأنهم “شباب مستقل، ولا ينتمي لأي أحزاب ولا أي حركات سياسية”.

وكما يقول شمس زيدان المنسق العام للحملة بالمحافظة أن الحملة تستعد لانتخابات المجالس المحلية القادمة والتي سيبدأ تنظيمها بعد الاستفتاء على الدستور وتنفيذ باقي خطوات خارطة الطريق التي تعهدت الحكومة بالالتزام بها. وتأتي هذه المشاركة إيمان من منظمي الحملة بأن “المجالس المحلية هي الطريق الصحيح الذي يستطيع الشباب استغلاله للقضاء على الفساد في المؤسسات الحكومية من خلال مراقبتها وقياس احتياجات المواطنين داخل القرى والمدن الصغيرة”.

وقال زيدان إن الحملة بدأت بتنفيذ الخطوات الأولى باختيار المكتب التنفيذي للمحافظة، وستبدأ في اختيار المكاتب التنفيذية للمراكز ومنح الشباب المتطوع بالحملة دورات تدريبة مختلفة.

محاولات حزبية

علاء أيضا، وهو عضو في حزب الدستور، يراهن على وعي المواطنين، فهو لا يتخوف بداية من عودة فلول نظام مبارك إلى الحياة السياسية من خلال خوضهم انتخابات المحليات، “ناس سوهاج علي يقين أن الوجوه القديمة لن تقدم شيئا جديداً.. طالما لم يقدموا في السابق”.

وعن حزب “الدستور” أكد علاء أنهم يسعون للدفع بشباب المحافظة لخوض انتخابات المحليات القادمة وتغطية المجالس المحلية على مستوى المحافظة.

من ناحيته يرى رمضان خليل عضو الهيئة العامة لحزب الكرامة، أن فرصة الشباب وأحزاب المعارضة ستظل ضعيفة داخل القرى والنجوع في مواجهة سيطرة العائلات الكبيرة.

والحل بالنسبة له أن تتوحد تلك الأحزاب – خاصة أحزاب جبهة الانقاذ – لتغطية المراكز والمحافظة، “فمن الصعب أن يستطيع حزب واحد أن يغطي جميع المقاعد، والمنافسة بين الاحزاب ذات الاهداف المتشابهة سيؤدي بالجميع للخسارة”.  

نظام انتخابي جديد

يأمل علاء في تغيير نظام انتخابات المحليات لتصبح بنظام القوائم الذي يعطي فرصة للشباب في الحصول على نسبة أكبر من مقاعد المجالس المحلية في حالة ترشحهم على قوائم الأحزاب المختلفة. بينما يسمح النظام الفردي باستمرار سيطرة العصبيات القبلية وسطوة المال.

وحتى المراهنة على “شباب” العائلات الكبيرة تبقى بالنسبة له مراهنة خاسرة إذ تفضل تلك العائلات في الغالب ترشيح أحد أبنائها ذوي الخبرة ولا تعطي الأولوية لشبابها.

من ناحية أخرى قال رمضان أن حزبه –الكرامة – تقدم باقتراح للجنة الخمسين يطالب برفع نسبة مقاعد الشباب إلى 50%، وهذا يمكن أن يساهم في ارتفاع نسبة استحواذ الشباب على أكبر عدد ممكن من مقاعد المجالس المحلية الشعبية.

أيضا بالنسبة لخليل من الضروري وضع قانون جديد لهذه المجالس من أجل زيادة سلطات عضو المجلس المحلي والتي يجب أن تشمل إمكانية سحب الثقة من المسؤول المقصر.