عادل طه، لاجئ سوري مقيم في الأقصر، ذهب ليشتري جهاز تلفاز من إحدى محلات الأدوات الكهربائية، فعلم صاحب المحل من لكنته أنه سوري فانزعج وقال “انتو ايه اللي جابكو هنا انتو تبع الإخوان جيتو امتى من رابعة؟”.

حادثة يرويها عادل وعلى وجهه ابتسامة شاحبة، يفسرها باعتياده على هذا النوع من المضايقات منذ وصوله إلى مصر قبل نحو عشرة أشهر.

على غرار عادل، تعرض محمد زياد، اللاجئ السوري في مدينة الأقصر (670 كيلو مترا جنوبي القاهرة)، وصديقه غسان عبدالباقي إلى العديد من المضايقات منذ وصولهما مصر بصحبة أسرتيهما، قادمين من منطقة الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق.

عادل طه، لاجئ سوري مقيم في الأقصر، ذهب ليشتري جهاز تلفاز من إحدى محلات الأدوات الكهربائية، فعلم صاحب المحل من لكنته أنه سوري فانزعج وقال “انتو ايه اللي جابكو هنا انتو تبع الإخوان جيتو امتى من رابعة؟”.

حادثة يرويها عادل وعلى وجهه ابتسامة شاحبة، يفسرها باعتياده على هذا النوع من المضايقات منذ وصوله إلى مصر قبل نحو عشرة أشهر.

على غرار عادل، تعرض محمد زياد، اللاجئ السوري في مدينة الأقصر (670 كيلو مترا جنوبي القاهرة)، وصديقه غسان عبدالباقي إلى العديد من المضايقات منذ وصولهما مصر بصحبة أسرتيهما، قادمين من منطقة الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق.

ويقول غسان بينما كان عادل منهمكا في تصليح إحدى السيارات إن منزله في الغوطة الشرقية تعرض للدمار بعد قصف الجيش السوري للمنطقة بالصواريخ، فجاء مع ثمانية من أفراد عائلته إلى الأقصر طمعا في الأمان.

“أصبحت أنا واسرتي بلا مأوى، مشردون ومهددون بالقتل في أية لحظة فنشدنا الأمن في مصر واستوطنا الأقصر بعد أن سبقني صديقي محمد بصحبة أسرته”.

ويشير غسان إلى أن “السوريين هنا تعرضوا للظلم في الإعلام المصري الذي قال إننا ندعم فصيل سياسي معين في مصر وهذا كلام غير صحيح”. مؤكدا “أننا نعيش في مصر ضيوفا ونعلم ذلك جيدا ولا نهتم بشؤونها الداخلية وخلافات المصريين مع بعضهم البعض أمر يخصهم”.

لسنا مصريين

تعرض اللاجئون السوريون في مصر لعمليات توقيف وتضييق عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في الرابع عشر من أغسطس/ آب الماضي بعد أن استهدفتهم وسائل إعلام صنفتهم ضمن حلقات الصراع السياسي المصري على أنهم مؤيدون لنظام الإخوان المسلمين.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين إلى مصر أكثر من 95 ألف لاجئ منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار عام 2011 وحتى حزيران/يونيو الماضي بسبب ما كان يجده السوريون في مصر من تعاطف ودعم وتضامن.

ويرى كل من غسان وعادل أن هذا التعاطف استمر حتى خطاب الرئيس المصري السابق محمد مرسي في استاد القاهرة والذي حضره عدد من السوريين المقيمين في مصر، حيث بدأت تنتشر منذ ذلك الوقت “صورة خاطئة” عن دعم جميع اللاجئين السوريين والفلسطينيين لحكم الإخوان المسلمين.

“وتعزز هذا الإحساس بفضل بعض وسائل الاعلام التي استمرت طوال الوقت في نشر خطاب الكراهية والتحريض”، يؤكد عادل.  

ويضيف الشاب الأربعيني الذي يكنيه أصدقاؤه بـ”أبو خليل” أن “هذه الأكاذيب التي روجت عنا جعلت منا هدفا يوميا لكارهي الإخوان”. ويؤكد هو الآخر أن لا شأن للسوريين بالصراع السياسي المصري، “وليس من المنطقي ان نحتسب على فصيل سياسي في مصر فنحن لسنا بمصريين وكل ما يعنينا هو أن نعود لبلادنا سالمين”.

ما بعد رابعة

في عمارة سكنية بمنطقة الكرنك شمال مدينة الأقصر كان يعيش نحو 40 سوريا قبل أن ينزحوا متوجهين الي تركيا ليقيموا في مخيمات اللاجئين هناك عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بسبب الخشية من أن يتعرضوا لسوء بحسب رواية جيرانهم.

يقول حلمي محمود أحد جيرانهم أن نحو 40 سوريا قدموا الى المنطقة منذ نحو عام واستأجروا عمارة سكنية للإقامة فيها، وكان بعض السكان هنا يقدمون لهم مساعدات مالية وغيرها وكانوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي.

“عقب أحداث فض اعتصام رابعة العدوية دب الرعب في نفوسهم وعزفوا عن الخروج من شققهم السكنية الا للضرورة القصوى وبدوا متحفظين للغاية في تعاملهم معنا بعدما أشيع في وسائل الإعلام عن تأييدهم للإخوان المسلمين”.

ويتابع حلمي أن أبرز أشكال التمييز التي كان يتعرض لها السوريون عقب أحداث رابعة تمثلت في رفض التعامل معهم أو مبادلتهم بعبارات الترحيب أو تأجيرهم المنازل، وفي أحيان كثيرة، رفض تقديم الخدمات لهم حتى مقابل المال. 

ويعتبر المواطن المصري الذي جمعته بالسوريين صداقات عدة أن “عملاء النظام السوري هم من يغذون تلك الشائعات كي تسوء علاقتنا”. في حين يعقب غسان على حديث حلمي قائلا إن الهدف هو “طردنا من بلادنا حتى نعود لسوريا ويفتك بنا بشار الأسد”.  

الأمن القومي

أبو بكر فاضل، أمين حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالأقصر يحمل جماعة الإخوان المسلمين والدولة مسؤولية ما وصفه باضطهاد السوريين في مصر قائلا: “على الإخوان المسلمين ومؤيديهم السوريين وهم قلائل أن يتحملوا جزءا من المسؤولية كما أن الدولة المصرية تتحمل جزءا آخر من المسؤولية لأنها تعاملت بطريقة خشنة مع هذا الملف”. 

ويرى فاضل أن عبارة “الأمن القومي” هي الشماعة التي يعلق عليها البعض أسباب اضطهادهم السوريين، ويتابع “لك ان تفعل ما تريد مع من يمس الأمن القومي لكن ليس معنى ذلك أن تعاقب جميع السوريين عندما ينتهك سوري واحد أمنك القومي”.

ويضيف فاضل أن مصر “باعتبارها أكبر دولة عربية يجب أن تكون ملجأ آمنا للسوريين وغيرهم من العرب الذين يفرون من بطش واضطهاد حكامهم لا أن يلاقوا هنا ما فروا منه هناك”. مستغربا من استمرار “الخطاب التحريضي” في وسائل الإعلام المصري حتى بعد عزل الرئيس مرسي.

ويذكّر فاضل المسؤولين بأن مصر كانت أول دولة أفريقية توقع على اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين في عام 1951 كما وقعت أيضا على اتفاقية منظمة الوحدة الأفريقية لللاجئين، “وعلينا بالتالي أن نتحمل التزاماتنا ومسؤولياتنا”، يختم كلامه.