قرية العدوة التي تعد جزءً صغيرًا، ضمن سبعة قرى أخرى، من الوحدة القروية الزرزمون التابعة لمركز ههيا شمال القاهرة 150 كيلومتر (محافظة الشرقية)، هي مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة 25يناير 2011. القرية التي يعتمد أهلها على الزراعة في معاشهم ولا يزيد عددهم عن 14 ألف نسمة كانت مهملة عبر تاريخها، بإستثناء الفترة التي تولى فيها ابن القرية الدكتور محمد مرسي رئاسة البلاد.

قرية العدوة التي تعد جزءً صغيرًا، ضمن سبعة قرى أخرى، من الوحدة القروية الزرزمون التابعة لمركز ههيا شمال القاهرة 150 كيلومتر (محافظة الشرقية)، هي مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة 25يناير 2011. القرية التي يعتمد أهلها على الزراعة في معاشهم ولا يزيد عددهم عن 14 ألف نسمة كانت مهملة عبر تاريخها، بإستثناء الفترة التي تولى فيها ابن القرية الدكتور محمد مرسي رئاسة البلاد.

فبعد تولي مرسي الرئاسة بدأت المشروع الخدمية تنهال على القرية. وتبارى المسؤولون في تنفيذ المشاريع خوفاً من وصول هذة الشكاوى إلي رئيس الجمهورية والذي كان يحرص علي زيارتها كل فترة حيث لازالت أسرته وأشقائه يعيشون هناك. حتى تغير الوضع بعد عزل مرسي الذي يصر بعض الأهالي على وصفه بأنه “انقلاب عسكري”.

أفراح بعد فوز مرسي

وصف خالد سمير أحد أبناء القرية حال بلدتهم الصغيرة قبل تولي الرئيس محمد مرسي قيادة البلاد بالمعدومة، واعتبر أن هذا حال جميع قرى مصر تقريبا في العصر البائد، حيث انعدام الخدمة الصحية والتعليم وتهالك الطرق، وفقر في الخبز ومواصلات غير آدمية، وليس لها رمز بريدي.

وقال معتز سليم المنسق العام لحملة مرسي رئيسًا بقرية العدوة إن أفراح القرية كانت كبيرة للغاية وامتدت لأكثر من شهر تقريباً بعد نجاح مرسي في الانتخابات الرئاسية. وأضاف “كنا نتلقى فيها التهاني من القرى والبلاد المجاورة بل والقبائل العربية في سيناء ومطروح والوادي الجديد، واعتقدنا أن جميع مشاكل القرية على وشك الحل والعيش في رفاهية من خلال خدمات حكومية مميزة”.

احتياجات القرية

أول مطالب القرية كان الانفصال عن الوحدة المحلية الزرزمون وأن تصبح وحدة محلية مستقلة لزيادة عدد سكانها. وبالفعل أمر محافظ الشرقية السابق حسن النجار بإنفصال قرية العدوة لتنعم بجميع الخدمات لكونها قرية “أم”. وأشار معتز سليم ابن القرية إلى أن القرية تبرعت للحكومة بقطعة أرض من أجل بناء الوحدة المحلية عليها، وتم تخصيصها بالفعل وجرت مقايسة لأحد شركات المقاولات لبناء المبنى وتخصص ميزانية بلغت مليون جنية لها، وأضاف “ولكننا فوجئنا بتوقف المشروع وتجميد قرار الانفصال في ظل الحكومة الحالية”.

كذلك طالبت القرية بحصة إضافية من الخبز، حيث يقول مصطفي عبد المقصود إن قرية العدوة بها مخبزين فقط، ويصل إنتاجهم إلى 14 ألف رغيف، وبما أن سكان القرية 14 ألف نسمة مما يعنى أن حصة الفرد من الخبز هو رغيف واحد في اليوم. مضيفا “طلبنا من المحافظ السابق زيادة حصة الخبز وتم الموافقة علي الزيادة بمقدار 10آلاف رغيف إضافي، يتم إستلمهم من المخبز المركزي بالزقازيق، ولكنها تم تخفيضها بعد الانقلاب إلى 5 آلاف رغيف”.

رفض طلب بناء مدرسة خامسة

القرية كان لها مطالب أخرى. فقد قال مصطفي عبد المقصود “يوجد في القرية مدرسة واحدة للمرحلة الثانوية، وثلاثة مدارس للتعليم الأساسي، وبذلك وصلت كثافة إلى 65 طالب في الفصل الواحد، أما طلاب التعليم الفني التجاري مجبرون على التعلم في الفترة المسائية فقط”. لذلك طالبت القرية هيئة الأبنية بمديرية التربية والتعليم بالشرقية بمدرسة جديدة، لكن الأخيرة رفضت طلبا تقدم به أهالي قرية العدوة في مايو الماضي، وجاء الرد بعد 30 يونية الماضي في ظل حكومة الببلاوي، حسبما قال عبد المقصود.

كما طالبت القرية بإنشاء مكتب بريد يخدمها، وتم الموافقة علية وقام أحد أبناء القرية بالتربع بشقة يمتلكها علي مساحة تجاوزت 150متر، لهيئة البريد، كما يروي عبد المقصود. ويمضي قائلا “هيئة البريد قامت بعمل ختم بإسم مكتب بريد العدوة وانتهت جميع الاجراءات، إلا أن المشروع توقف أيضا بدون إبداء سبب بالمقارنة بباقي المشروعات الأخرى”.

“الحقوق متساوية”

هل تتعرض القرية إذن لتمييز بسبب عزل مرسي؟ وهل أصبح مرسي نقمة على القرية بعد أن كان نعمة عليها؟ المسؤولون ينفون. فقد قال إسماعيل تركيا رئيس مدينة ومركز ههيا إن قرية العدوة هي إحدى قري المركز الذي يضم عشرات القرى الأخرى، ويجب أن يتساوى جميع الحقوق مع باقي القرى والخدمات المقدمة طبقا لميزانية الدولة.

وأضاف “المعني ببناء المدارس هو هيئة الأبنية بمديرية التربية والتعليم طبقاً للأولويات المطروحة، وهيئة البريد هي المختصة بإكتمال مشروع مكتب بريد العدوة، ولكننا لازلنا ننظر في انفصال العدوة من خلال وحدة محلية جديدة، وسوف ننفذ القرار بالشكل الذي يخرج به من ديوان المحافظة، بدون تدخل أو تعديل من”ا. موضحًا أن الدولة لا تعاقب العدوة بإقصاء الخدمات عنها ولكننا نحاول البحث عن حلول لايجاد ميزانية تحقق خدمة مميزة لكل القرى والمدن في ظل تدنى كبير للاقتصاد القومي خلال هذه الأيام.

[ibimage==9601==Small_Image==none==self==null]

CAPTION NEEDED (Road block on a road) 


احتقان سياسي

الاحتقان السياسي واضح في القرية. فقد قال محمود عبدالعظيم أحد أهالي القرية إن العدوة تخرج بشكل يومي وبأعداد كبيرة لتعتصم وتقطع الطريق العام وخط السكك الحديد “ههيا-الزقازيق” للمطالبة بعودة الرئيس مرسي لقيادة البلاد. مضيفا “لن نكف عن التظاهر حتى عودة مرسي الرئيس الشرعي المنتخب”.

لكن بعض الأهالي لهم رأي آخر. محمد عبد الرحمن بائع بقالة وعضو بالحزب الوطنى المنحل يقول “رفاهية البلاد كانت في ظل حكم الرئيس مبارك. أما مرسي فقد فشل في منح القرية أى جديد، إنه تسبب في إغراق البلاد بالكامل”.

التنمية قبل السياسة

قال أحمد محمد عبد النبي الطالب بكلية الحقوق إن أبناء قرية العدوة تدفع ثمن التناحر السياسي بين الحكومات السابقة والحالية، مستنكرًا رفض مجلس المدينة مؤخرًا رصف إحدى شوارع القرية الرئيسية بداخلها، وأكد أن الطريق الرئيس الداخلي لازال ترابياً وقال طلبنا برصفه وقامت الاجهزة التنفيذية برصد ميزانية لم تتجاوز 150 ألف دولار، ولكننا فوجئنا برفض استكمال المشروع. معتبرًا أن السياسة لعبت دورًا حقيقاً في إهمال ما اعتبره حقا لكل مواطن في جميع القرى من تعليم جيد وصحة وطرق صالحة للاستخدام،

وطلب طالب الحقوق حكومة الببلاوى بتنفيذ المشروعات التي وافقت عليها حكومة قنديل لقريته، حيث تتحقق راحة المواطن وبعيدًا عن السياسة، وأكد أن تنمية البنية التحية التي وصفها بالمتهالكة هي عمل جيد يضاف لأي حكومة تستطيع تحقيق ذلك، وأن نهضة البلاد تبدأ من بنية تحتية جيدة تسمح بالنمو الاقتصادي وتشجع رجال الاعمال علي الاستثمار.