كان جالسا فوق عربته الحنطور أمام المرسي السياحي المطل علي النيل بينما كانت عشرات المراكب والفنادق العائمة متراصة بجوار بعضها البعض خالية إلا من أثاثاتها.

أحداث العنف التي شهدتها مصر أثناء وفي أعقاب فض اعتصامات أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي كان لها أثرها السلبي البالغ على حياة رجب جاد الرب سائق حنطور، 61 سنة، وآلاف العاملين بالقطاع السياحي في مدينة الأقصر الأثرية (670 كيلو مترا جنوبي القاهرة ) بعد أن تراجعت معدلات الإشغال السياحي بالفنادق العائمة والثابتة إلى نحو 2 % بحسب محافظ المدينة.

كان جالسا فوق عربته الحنطور أمام المرسي السياحي المطل علي النيل بينما كانت عشرات المراكب والفنادق العائمة متراصة بجوار بعضها البعض خالية إلا من أثاثاتها.

أحداث العنف التي شهدتها مصر أثناء وفي أعقاب فض اعتصامات أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي كان لها أثرها السلبي البالغ على حياة رجب جاد الرب سائق حنطور، 61 سنة، وآلاف العاملين بالقطاع السياحي في مدينة الأقصر الأثرية (670 كيلو مترا جنوبي القاهرة ) بعد أن تراجعت معدلات الإشغال السياحي بالفنادق العائمة والثابتة إلى نحو 2 % بحسب محافظ المدينة.

خسائر بالملايين

“أفكر جديا في بيع خيلي الذي تجر عربة الحنطور لعدم قدرتي علي توفير ما يحتاجه من علف ولكني ان فعلت سأبيعها بخسارة فعثوري علي المشتري يجعله يستغل الوضع الحالي ليخفض كثيرا من ثمنها” الكلام لرجب.

أزمة رجب ليست أزمة شخصية، فمعظم سكان مدينة الأقصر التي تحتضن نحو سدس آثار العالم يعيش بشكل أساسي علي السياحة، حيث تتراوح نسبة العاملين في السياحة ما بين 65 و75 % من السكان البالغ عددهم قرابة المليون نسمة.

ثروت عجمي رئيس غرفة الشركات السياحية بالمدينة يشير إلى أن خسائر القطاع السياحي في مدينة الأقصر خلال الأيام القليلة الماضية التي أعقبت فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بلغت ملايين الدولارات حيث أن منشآت سياحية تقدر قيمته بمليار دولار متوقفة تماما عن العمل.

البدائل بحاجة إلى تمويل

ويبحث المسئولون في محافظة الأقصر عن حلول للوضع الاقتصادي الخانق وكان من بين الحلول التي طرحها محافظ الأقصر طارق سعد الدين إقامة مشاريع صناعية وزراعية في الظهير الصحراوي للمدينة لاستيعاب الآلاف الذين تم تسريحهم من شركات وفنادق سياحية منذ اندلاع الشرارة الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير /كانون الثاني عام 2011، إلا أن هذا الحل يواجهه نفس العقبة التي تواجه القطاع السياحي. فالإضطرابات التي تشهدها البلاد تحول عن جذب مستثمرين عرب وأجانب وربما مصريين.

محمد عثمان الخبير السياحي يقول أنها أول مرة علي الإطلاق الذي تشهد فيها مدينة الأقصر هذه النسب المتدينة للإشغال السياحي وحتى في الفترة التي شهدت الحادث الإرهابي الذي استهدف سياح في منطقة الدير البحري عام 1997 كانت نسب الإشغال أعلى من هذه المرة ولم تستغرق شهور قليلة وتعافت من أزمتها.

نحو 100 مركب سياحي معروضون للبيع بعد أن لحق أصحابها خسائر فادحة وعشرات الفنادق تم إغلاقها وان لم يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي. “جهودا مضنية نبذلها حتى لا يسرح ملاك الفنادق والمراكب السياحية المزيد من العمال”، يقول عثمان. ويضيف أن الوضع كارثي في الأقصر ناشدنا الأجانب المقيمين في المدينة كي يتدخلوا ويضغطوا على بلدانهم حتى لا ينفذوا تهديداتهم بإيقاف تنظيم رحلات سياحية إلى مصر في إطار الضغوط الاقتصادية علي الحكومة المصرية.

توقعات بطول مدة الركود

علي بعد أمتار من المرسي السياحي كان أحمد الحجاجي يقف أمام بازاره السياحي مكتئبا من الحال التي وصلت لها البلاد ومن الكساد الذي يتعرض له المنتج السياحي فمنذ يناير العام 2011 وكل انفراجة تلوح في الأفق تأتي عاصفة سياسية لتعصف بها ليعود الوضع السياحي اليائس إلى النقطة صفر كما يقول.

اضطر أحمد إلي تسريح اثنين من العمال الذين كانوا يساعدونه في بيع التحف الفرعونية المقلدة للسياح لعدم قدرته علي سداد رواتبهم بعد.

أكثر من 16 حملة لطرق الأبواب نفذتها غرفة الشركات السياحية في دول أوروبية خلال شهري نوفمبر ومارس الماضيين لم يأتوا أكلهم بحسب الخبير السياحي عثمان بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة في البلاد. ويتوقع عثمان استمرار الوضع الأمني السيئ في البلاد لوقت قد يطول ما يهدد آلاف العاملين بالقطاع السياحي وأسرهم بسبب إحجام السائحين عن القدوم إلى مصر.

يتابع رجب من أعلي عربته حركة مياه النيل التي يدفع بها التيار ناحية الشمال حيث العاصمة ومدن الدلتا يدقق النظر ويسرح بمخيلته ليتذكر الأيام الخوالي التي سبقت ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث اقتربت نسب الإشغال السياحي بمدينة الأقصر في عام 2010 من حاجز الـ100 بالمئة.