كان وجهه مرهقا متوترا اثناء القائه كلمة “تمرد” في المؤتمر الذي عقدته القوى الوطنية ورئاسة الجيش لاعلان انهاء حكم الرئيس الاخواني محمد مرسي. كانت تبدو عليه رهبة الموقف. كان محمود بدر الشاب القصير الذي عرفته مصر كلها خلال الاسابيع الاخيرة يخاطب “جماهير مصر” كلها، في هذه اللحظة، وبالتأكيد لم يكن هذا سهلا.

كان وجهه مرهقا متوترا اثناء القائه كلمة “تمرد” في المؤتمر الذي عقدته القوى الوطنية ورئاسة الجيش لاعلان انهاء حكم الرئيس الاخواني محمد مرسي. كانت تبدو عليه رهبة الموقف. كان محمود بدر الشاب القصير الذي عرفته مصر كلها خلال الاسابيع الاخيرة يخاطب “جماهير مصر” كلها، في هذه اللحظة، وبالتأكيد لم يكن هذا سهلا.

تبدو كلمات مثل “جماهير” و”شعب” و”مصر” سهلة عندما نتداولها في احاديثنا الشخصية، لكن عندما تقف امام الكاميرا لتخاطب هذه الكيانات، وبجوارك قائد الجيش وشيخ الازهر وبابا الكنيسة والبرداعي، في هذه اللحظات تكتسب الكلمات شكلا اخر ووطأة اخرى، كانت ظاهرة على وجه محمود الذي لم يبلغ الثلاثين (مواليد 1986).

محمود بدر، المولود في مدينة شبين القناطر الصغيرة التابعة لمحافظة القليوبية، القريبة من القاهرة يعمل صحافيا، وهو احد الذين دخلوا الصحافة كي يتمكن من ممارسة العمل السياسي بشكل اكثر قربا. منذ نهايات 2007 وهو متواجد في كافة الفعاليات الاحتجاجية التي عقدت بنقابة الصحفيين، ورغم عدم تثبيته حتى الان في أي من الصحف التي تنقل بينها مثل “صوت الأمة” و”التحرير” و”البيان” الإماراتية و”الصباح”، وحتى الان وهو يعمل معداً لبرنامج العاشرة مساء بقناة “دريم” الفضائية. الا ان ذلك لم يوقفه عن العمل الدعائي لمرشحي تيار الاستقلال في نقابة الصحفيين عبر الانتخابات المتعددة التي مرت بها النقابة ونقل عنه عبارة “كنا شباب في مواجهة دولة” بعد هزيمة ضياء رشوان مرشح تيار الاستقلال امام مكرم محمد احمد مرشح الحكومة في انتخابات نقابة الصحفيين في نهايات 2009.

الشاب الناصري التوجه وابن المحامي الحقوقي اسماعيل بدر، لم يتوقف عن الحركة منذ بداية الثورة، كغيره من ألوف الشباب الذين احتكوا بالسياسة خلال سنوات مبارك الاخيرة، استدعى تجربة تاريخية قديمة قام بها المصريون في مواجهة الاحتلال الانجليزي، عندما توجه سعد زغلول وعدد من رفاقه إلى المعتمد البريطاني لمطالبة انجلترا بالجلاء عن مصر، فواجههم سفير بريطانيا بانهم لا يمثلون الشعب المصري، فبدأت حركة جمع توقيعات على توكيل لسعد زغلول ورفاقه بالتحدث نيابة عن المصريين امام انجلترا والعالم.

انتشرت حركة جمع التوكيلات، واستطاع زغلول الانتصار على الانجليز في هذه الحلقة من حلقات نضال المصريين، وايضا استطاع بدر ورفاقه في “تمرد” الانتصار في هذه الحلقة، عبر تلك الوسيلة الدعائية البسيطة التي تضافرت عناصر كثيرة في انجاحها، كان اهمها غضب المصريين من اداء نظام الاخوان خلال عام حكمهم.

بدر كتب على صفحته الخاصة على موقع الفيس بوك لصديقه “الحسيني أبو ضيف”، الصحفي الشهيد الذي قتل على ايدي كتائب الاخوان في بدايات كانون أول/ ديسمبر الماضي اثناء هجومهم على معتصمي قصر الاتحادية قائلا: “ياريت تكون مبسوط يا صاحبي. كده نص حقك جه، والباقي لما يتحاكم. مش قلتلك دمك دين في رقبتي يا صاحبي”.