يبحث الرئيس مرسي عن معلم  يدربه علي قانون الطفو.. ذلك القانون الذي عاش به مبارك سنواته الثلاثين. لكن كيف سيطفو الايديولوجي/صاحب المشروع/مندوب الجماعة المومنة/رأس حربة الحكم الاسلامي؟

مبارك كان خفيفا، اختار موقع الموظف، بادراجه وملفاته، وتراثه الطويل، ليدخل به قصرا تركه السادات وعبد الناصر ساحة حروب في الداخل/ والخارج، وأصبحت طبيعة الموظف (عند مبارك) بطولة عند قطاع من طبقات وشرائح أرهقتها حروب الرئيس/ بطل الثورة، والحرب والسلام، وتريد العيش في أمان يعد به الموظف بتبريد كل شيء ووضعه في الدرج.

يبحث الرئيس مرسي عن معلم  يدربه علي قانون الطفو.. ذلك القانون الذي عاش به مبارك سنواته الثلاثين. لكن كيف سيطفو الايديولوجي/صاحب المشروع/مندوب الجماعة المومنة/رأس حربة الحكم الاسلامي؟

مبارك كان خفيفا، اختار موقع الموظف، بادراجه وملفاته، وتراثه الطويل، ليدخل به قصرا تركه السادات وعبد الناصر ساحة حروب في الداخل/ والخارج، وأصبحت طبيعة الموظف (عند مبارك) بطولة عند قطاع من طبقات وشرائح أرهقتها حروب الرئيس/ بطل الثورة، والحرب والسلام، وتريد العيش في أمان يعد به الموظف بتبريد كل شيء ووضعه في الدرج.

القانون هنا يعتمد على “تبريد” موقع مصر الجغرافي، السياسي، الثقافي، وثقلها “الساخن” كموتور يعبر بالمنطقة أقاليم (بين الحداثة والتخلف/ بين الاستبداد والديمقراطية/ بين القرن الخامس والقرن الحادي والعشرين/ بين المقدس والفوضوي/ بين الاستقرار والثورة/ بين النفط والفيس بوك).

الطفو عند مبارك كان اختيارا يناسب طبيعته، والطريقة التي استلم بها الحكم بعد ذروة درامية (قتل الحاكم في قلب استعراض جيشه)، ولم يكن هناك حل إلا السيطرة على الأحداث بدفعها إلى “ثلاجة” الحكمة وأدراج الموظف الخالدة، ووضع مصر كرأسمال سياسي ورمزي رهن التفاوض لا التفاعل.

بهذه المعادلة توقف نمو مشروع “دولة” محمد علي عند حدود البيروقراطية، وانتقلت المؤسسة العسكرية (النواة الصلبة) في مرحلة مابعد ثورة العسكر ١٩٥٢ من وضع (القتال) إلى تمتين بيروقراطيتها مقابل تبريد حسها القتالي وفعاليتها كأكبر جيش في المنطقة، واتساع ذراعها المسيطر علي حركة الاقتصاد والمهيمن من بعيد علي تركيبة السلطة.

مرسي (أو جماعته) عقد شراكته مع المؤسسة (العسكرية)، بعد فترة صعبة خاضت فيها لأول مرة حروبا داخلية ضد مواطنين، بهدف تغيير التوازن الذي اختل بعد لثورة، حيث فقدت النواة الصلبة موقعها، وبدا أن تركيبة “الدولة” كلها هي (دولة كهنة يعرفون المصالح العليا من غرفهم السرية..وشعب أو قطيع هائم في الساحات من أجل تدوير الماكينة الكبيرة…).

الحس القتالي للمؤسسة (البيروقرطية لادارة الجيش) ضد مواطنين مصريين، دفعت ثمنه بقبول شراكة مع الاخوان في الحكم (برعاية أمريكية) في شركة مازالت مرتبكة في عملية الطفو مع الرئيس الثقيل بأفكاره على أنه” امير مؤمنين” وليس رئيسا.

مرسي في بدايته تصور أنه قادر على أن يكون “الوحش السني” الذي يعيد أمجاد الناصرية بدون عبد الناصر وبتغيير رايته الايدولوجية من القومية إلى الإسلام، وأغوته نجاحات غزة في التوافق بين حماس واسرائيل، لكنه عاد سريعا من الغواية تحت الحاح متطلبات “مباركية ” بدون مبارك.

كيف يدير “امير المؤمنين” دولة على خطى الموظف؟

سؤال كانت اجابته الوحيدة في “تمكين” الجماعة من مؤسسات غرقوا فيها، وانكشفت الكفاءات المتواضعة عن كوارث تراكمت عندها مايلخصه الشعب في: “البلد بتغرق..”.

ورغم أن غالبية المصريين لا يريدون حربا مع إسرائيل، إلا أن الشعور بالخطر دفع قطاعات مثلا للمطالبة بالحرب (ضد الارهاب في سيناء وضد أثيوبيا في أزمة مياه النيل)…وكما يحدث في لحظات الغرق يصرخ البعض، (مستدعيا بطولات رؤساء ماقبل مبارك)، ويسخر البعض (مقارنا بين مايفعله مندوبهم في القصر الرئاسي وبين عنتريات الاخوان قبل الوصول للحكم).

الشعور بالغرق مربك …ولهذا كان لابد أن يتعلم “امير المؤمنين” الطفو.