لم تفلح جهود لجنة حكماء ليبيا ومجلس عمد ومشايخ مطروح فى وأد حالة الاحتقان بين الجانبين بعد أن قررت الحكومة الليبية إلغاء دخول أبناء مطروح بدون تأشيرة رسمية معتمدة من السفارة الليبية، وذلك عقب غلق الحدود المصرية الليبية خلال الاحتفالات بذكرى ثورة 17فبراير لمدة 4 أيام لدواعي أمنية. معروف أن أبناء مطروح كانوا يتمتعون بوضع خاص، حيث تم استثناؤهم من التأشيرة الإلزامية المفروضة على المصريين، بسبب الامتداد الطبيعي للقبائل البدوية على جانبي الحدود.  

لم تفلح جهود لجنة حكماء ليبيا ومجلس عمد ومشايخ مطروح فى وأد حالة الاحتقان بين الجانبين بعد أن قررت الحكومة الليبية إلغاء دخول أبناء مطروح بدون تأشيرة رسمية معتمدة من السفارة الليبية، وذلك عقب غلق الحدود المصرية الليبية خلال الاحتفالات بذكرى ثورة 17فبراير لمدة 4 أيام لدواعي أمنية. معروف أن أبناء مطروح كانوا يتمتعون بوضع خاص، حيث تم استثناؤهم من التأشيرة الإلزامية المفروضة على المصريين، بسبب الامتداد الطبيعي للقبائل البدوية على جانبي الحدود.  

وشهدت الأشهر القليلة الماضية اشتباكات متقطعة كانت حصيلتها العشرات من الجرحى من الجانبين وتدمير وحرق العديد من شاحنات البضائع.

جزاء سنمار؟

قرار الزام أبناء مطروح بتأشيرة دخول إلى ليبيا فجر غضب أبناء القبائل بمطروح، فيقول طاهر مفتاح أحد ابناء القبائل بمطروح: “شقيقتى متزوجة من ابن عمى الليبى الجنسية، ومن وقت لآخر اصطحب أمي لزيارة شقيقتى بليبيا، أما الآن فكيف يتسنى لنا ذلك؟ فعندما أقرر زيارة شقيقتي عليّ قطع مسافة الف كيلو متر إلى القاهرة ذهابا وايابا حتى أتمكن من الحصول على التاشيرة”.

عبد الله الفردي موسى، أحد أبناء مطروح، يرفض هو الآخر القيود الجديدة التي فُرضت على أبناء المحافظة ويقول: “خلال الثورة الليبية نُظمت قوافل مساعدات تتوجه يوميا من مطروح إلى ليبيا بشاحنات تحمل الاغذية والادوية. وها هي ليبيا ترد لنا الجميل بغلقها الحدود فى وجوه ابناء مطروح، وتقرر دخولهم بتاشيرة فى حين تسمح بدخول التونسسين إلى أراضيها بدون تأشيرة. فهل هذا هو جزاء سنمار؟”

سحل وتعذيب

التوتر على الحدود لم يقتصر فقط على تشديد إجراءات السفر، وإنما امتد أيضا إلى اعتداءات طالت بعض المصريين الموجودين داخل الحدود الليبية على يد الكتائب المختلفة المسلحة هناك. لكن الكثير من الضحايا يرفض الحديث عن تلك الاعتداءات خوفا من قطع عيشه، أو من الانتقام منه.

محمد رمضان هو أحد ضحايا هذه الاعتداءات الذين جرؤوا على كسر الصمت والحديث عن ما وقع له. رمضان عُثر عليه فاقد الوعي والنطق بمنطقة القوس الحدودية الفاصلة بين مصر وليبيا. يقول رمضان “تم إجباري أنا وآخرين على العودة إلى مصر بدعوى أن تأشيراتنا مزورة، وعندما اعترضت تم اقتيادي إلى أحد السجون، وتعرضت هناك إلى الركل بالارجل فى بطني والصعق بالكهرباء، مما أصابنى بصدمة عصبية افقدتني الوعي والنطق كما جاء بتقرير مستشفى مطروح العام الذي قضيت فيه يومين”. وأضاف: “بمجرد استردادي للوعي انتابتني حالة هياج وصراخ وقمت بخلع ملابسي العلوية من شدة الالم الذى شعرت به في ظهري، لاكتشف أن أحدهم قام بكتابة  جملة “17 فبراير” بآلة حادة على ظهري”.

[ibimage==5931==Small_Image==none==self==null]”تعرضت للركل بالأرجل والصعق بالكهرباء”

شهادة رمضان هي واحدة من بين شهادات كثيرة سمعها أهالي المحافظة في الفترة الماضية، دون أن يتم اتخاذ موقف رسمي من أي من الجانبين لتوضيح الأمر والتأكد من صدق هذه الشهادات، ومن ثمّ ملاحقة الجناة.

الأساس هو المودة

لكن مشايخ القبائل البدوية المنتشرة على جانبي الحدود لا يزالون متمسكين بالأمل في إعمال العقل إيجاد حل سلمي للأزمة. العمدة احمد طرام رئيس مجلس العمد والمشايخ بمطروح يقول لمراسلون: “أولا وأخيرا يجب التأكيد على عمق العلاقات المصرية الليبية برغم من الخلافات التي تطفو على السطح أحيانا، فالأساس هو المودة والترابط والتلاحم بين الجارتين فضلا عن أواصر الدم والنسب والمصاهرة بين أبناء القبائل الواحدة فى الغرب المصري والشرق الليبي”.

ويتابع طرام قائلا “قبلنا بقرار الحكومة الليبية بفرض التاشيرة على أبناء مطروح مؤقتا مراعاةً لمصالح الجانبين، مع وعد من الجانب الليبي بإعادة النظر في الأيام المقبلة برفع التأشيرة عن أبناء مطروح والبدء فورا في التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها العشرات من المصريين في الأراضي الليبية وتقديم المسؤولين إلى المحاكمة”.