توجت التونسية حياة عمري مؤخراً كأفضل مخترعة لعام 2012. ففي 24 شباط/فبراير 2013 فازت بالميدالية الذهبية في الأولمبياد الدولي الذي نظمته الفيدرالية الأوروبية للمخترعين واحتضنته تونس، حيث شهد مشاركة ما لايقل عن 120 مشاركاً من 10 بلدان، منهم 50 مخترعاً من أوروبا.

تمكنت حياة عمري من التتويج بفضل اختراع يعتبر الأول من نوعه في العالم، ويتمثل في تثمين الحامض الفوسفوري وجعله ذا مردودية عالية مع انعكاسات اقتصادية وبيئية مهمة جداً. وتتسابق المؤسسات والدول الأجنبية للفوز بملكية الاختراع وشراء برائته، ولكن حياة عمري تقول إن بلدها أولى به.

توجت التونسية حياة عمري مؤخراً كأفضل مخترعة لعام 2012. ففي 24 شباط/فبراير 2013 فازت بالميدالية الذهبية في الأولمبياد الدولي الذي نظمته الفيدرالية الأوروبية للمخترعين واحتضنته تونس، حيث شهد مشاركة ما لايقل عن 120 مشاركاً من 10 بلدان، منهم 50 مخترعاً من أوروبا.

تمكنت حياة عمري من التتويج بفضل اختراع يعتبر الأول من نوعه في العالم، ويتمثل في تثمين الحامض الفوسفوري وجعله ذا مردودية عالية مع انعكاسات اقتصادية وبيئية مهمة جداً. وتتسابق المؤسسات والدول الأجنبية للفوز بملكية الاختراع وشراء برائته، ولكن حياة عمري تقول إن بلدها أولى به.

مسيرة نجاح

ولدت حياة عمري بضيعة الخدم، من محافظة سيدي بوزيد، ودخلت المدرسة الابتدائية التي تحمل اسم موطنها. بعد أن أنهت المرحلة الثانوية بالمعهد الثانوي بالرقاب واصلت دراستها الجامعية بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا.

تدرجت في سلم المعرفة إلى أن تحصلت على شهادة الدكتوراة في الكيمياء التطبيقية، وعلى شهادة الماجستير في الكيمياء الصناعية، ثم الهندسة في الاختصاص ذاته. وقد شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية وطنياً ودولياً.

في سنة 2007 كرمها ملك المغرب محمد السادس، بعد أن شاركت في مؤتمر دولي. وفي سنة 2008 تم اختارها الاتحاد الاوربي كأفضل الباحثين في بلدان البحر الابيض المتوسط.

تقول حياة لـ”مراسلون” “كرّمت مرّات عديدة، ولكن مبادرة أبناء مدينتي “الرقاب” والاحتفاء بي في المعهد الذي درست فيه، لا يضاهيه أي تكريم، وتاريخ 23 آذار/مارس 2013 سيبقى محفوراً في ذاكرتي”.

طفلة مفعمة بالعزيمة والإصرار

يقول عنها معلمها في الصّف الأول عبد الحميد الخصخوصي، وهو يتذكّر الطفلة الصغيرة التي كانت نحيلة، “المحفظة كانت أكبر من حجم حاملتها، ولكن بالرغم من ضعف البنية الجسدية لحياة إلا أن علامات نبوغها كانت بارزة منذ نعومة أظافرها”.

والدة حياة عمري، خيريّة، تقول إن ابنتها كانت مشاكسة ومولعة بالدراسة منذ الصغر.

حياة عمري لم تتزوج بعد، تقول إن الحب طرق باب قلبها كغيرها من النساء، ولكن الزواج أمر مؤجل إلى حين.

حول حرية المرأة التي يرى البعض أنها باتت مهددة خاصة بعد الثورة، تقول حياة إن “المرأة التونسية لا يخيفها أي شيء، وستحافظ على حقوقها وستبقى شريكاً فاعلاً في الحياة العامة”.

تقصير رسمي

رفيقة درب الباحثة حياة عمري، المهندسة مليكة الفالحي، تتساءل كيف لا يتم الاحتفاء بفتاة تونسية لها أربع براءات اختراع في ميدان الكيمياء. “هذه التونسية التي وجدت التكريم والترحيب أينما حلّت، لم تجد في طريقها هنا في تونس إلا العراقيل”.

عراقيل وإن لم تصرح صديقة حياة العمري عن من يضعها في طريقها، إلا أن مدير المعهد الذي درست به حياة وبعض أهالي منطقة الرقاب يرون أن الحكومة هي التي تضع هذه العراقيل ولو بطريقة غير مباشرة، وذلك من خلال عدم تشجيعها للباحثة وتكريمها من الحكومة، إذ لم يتم تكريمها إلا منذ أسبوع فقط من قبل رئيس الدولة.

نجاح حياة عمري حدث لا يتكرر مراراً، وبالرغم من هذا النجاح تقول حياة إن الحكومة لم تكلّف نفسها عناء السؤال عنها، وتضيف بأسف: “ربّما لو كنت راقصة أو فنّانة أو رياضية لكان الاهتمام بي أكثر، مع احترامي للجميع.”

وتوضح حياة وكأنها تستدرك “أحزاب سياسية ومن بينها النهضة حاولت تكريمي، لكني رفضت حتى لا يقع توظيف نجاحي لغايات أخرى.”

مصدر إلهام

والد حياة عمري يقول لـ”مراسلون”: “الحمد لله الذي وفّقني في تربية أبنائي التسعة، وحياة اليوم هي ابنة وأخت كل التونسيين.”

تقول حياة عمري إن والدها هو معلمها الأول الذي شجّعها على أن تواصل دراستها بالرغم من الظروف المادية الصعبة والبيئة الريفية التي تربّت فيها.

أيمن تلميذ بالمعهد الذي درست به الباحثة حياة عمري، يقول: “نجاح ابنة مدينتي شجّعني وبعث الأمل من جديد لكي أواصل دراستي، وقبل هذا التاريخ طالما راودتني فكرة الانقطاع عن الدراسة نظراً لحالة الإحباط التي تصيب كل الشباب بسبب جحافل العاطلين التي تفرّخهم الجامعة سنوياً.”

“لا يولد الإنسان باحثاً” تقول الدكتورة حياة عمري، وتضيف “يجب على الشباب التونسي أن يسعى إلى الابتكار وتجاوز العراقيل والمعوقات بالاعتماد على نفسه فقط، لأن سلطات بلادي لا تعير اهتماماً للباحثين.”