بعد ٤٨ ساعة فقط من اتهام ومثول الاعلامي باسم يوسف صاحب برنامج البرنامج الساخر أمام القضاء بتهمتي ازدراء الاديان وإهانة الرئيس محمد مرسي، أعلنت قناة الجزيرة مباشر مصر عن بلاغ ضد “القرموطي” وبرنامجه مانشيت، سألناه أولا عن الوضع الاجرائي للبلاغ حتى هذه اللحظة فكان رده:

بعد ٤٨ ساعة فقط من اتهام ومثول الاعلامي باسم يوسف صاحب برنامج البرنامج الساخر أمام القضاء بتهمتي ازدراء الاديان وإهانة الرئيس محمد مرسي، أعلنت قناة الجزيرة مباشر مصر عن بلاغ ضد “القرموطي” وبرنامجه مانشيت، سألناه أولا عن الوضع الاجرائي للبلاغ حتى هذه اللحظة فكان رده:

حتى الآن لم استدع للتحقيق، الخبر قال إن مجموعة محامين تقدموا ببلاغ يدعي هذه الاتهامات، والمدهش في الأمر أن تنقل قناة هكذا خبر رغم الاصول القانونية التي تقر عدم الكشف عن البلاغات المقدمة إلا بعد أن يقر النائب العام إما جديتها ومن ثم استدعاء مقدمها والمشكو في حقه، وهو ما يترتب عليه إما حفظ البلاغ لعدم الجدية أو تحويله للمحاكمة إن حمل جدية ما، لكن أن ينشر الخبر وفقط وكأن القناة لها مصادر في مكتب النائب العام، فالغرض منه التأثير المعنوي علي الاعلاميين.

هل هو البلاغ الاول ضدك؟ وما هو محتوي البلاغ ومقدميه؟

هذا هو البلاغ الثالث ضدي لكنه الاشهر اعلاميا وتفاصيلا، فالبلاغ يتضمن ثلاث تهم غامضة: تكدير السلم العام، نشر اخبار كاذبة، اهانة القضاة، والمبهر أنه مقدم ضد حلقة بثت في الاول من ابريل، فقدم اتحاد محامي مصر(قريب من الاخوان المسلمين) بلاغا في الثاني منه، فحوله النائب العام في الثالث من ابريل إلي نيابة أمن الدولة، وهو مجمد وفي انتظار فتحه في أي لحظة أو وفقا للضرورة السياسية التي لا ترى إلا من عين الاخوان بالطبع.

إلى أي مدى تأثر أداؤك على الشاشة بعد تقديم البلاغ؟

وبدون “عنترية” الأمر يستحق الصمود والخطر الذي يحيط بمصر يتطلب الاستفادة من الدروس السابقة، قبل الثورة كنا ننتقد الجميع ماعدا أسرة مبارك، الآن لا خطوط حمراء، ثم أن البرنامج يعتمد بشكل أساسي على نقد ما تنشره الصحف والتعليق عليه، نحن لا نؤلف أخبارا، دورنا هو شرح المنشور والمقارنة بين المعالجات الصحفية لنفس المادة، والتعليق علي المادة المنشورة هو ما اتاح نقد جدي للعمل الصحفي عبر مسيرة البرنامج اليومي منذ أن انطلق مانشيت في ٢٠٠٩.

البعض يربط بين البلاغ المقدم ضدك وبين الاجراءات المتصاعدة ضد نجيب ساويرس مالك القناة، والمتهم حاليا بالتهرب من الضرائب؟

صحيح لحد كبير، ربما لو نفس البرنامج على قناة أخرى بنفس المضمون لما واجهنا مثل هذه الاتهامات، الناس في مصر بعد الثورة تريد مذيعا على مقاسها،  كل فرد يريد أن يكون المذيع له مواصفات تعجبه هو شخصيا. تجد من يتضرر من طريقة أدائي ولا يقول شيئا عن المضمون، عن الحملات المثمرة التي شنها البرنامج في مجال حماية النيل من الردم وعدم استيراد لحوم مسرطنة أو ملوثة، لكن الغاضبين يركزون فقط على الأخبار التي لا تروق لهم سياسيا، يقولون إننا ننقل اكاذيب عن النظام في صحف تعارضه، رغم أننا ننقل أيضا يوميا عناوين من صحف مؤيدة للنظام. بالنسبة لأون تي في سأظل مستمرا فيها طالما أنا مستفيد من السقف العالي للحرية الذي لا يتوفر في قناة أخرى .

استمرارك في عملك الصحفي بمجلة الأهرام العربي ألا يعد تعارضها مع تقديمك لبرنامج مانشيت؟

وجودي في الصحافة حتى الآن يرجع لاهتمامي بعدم الانفصال عن الشارع، مرجعيتي اليومية قبل الذهاب للاستديو هي عامل البوفيه في الأهرام، هؤلاء هم الجمهور الذي استهدفه، قضايا الأهرام الصحفية اتناولها بموضوعية قدر المستطاع، ولو تركت الأهرام سيقال أيضا أنني اهتم بهذه القضية لأنني أصلا من الأهرام أو لا اهتم لأنني تركت الأهرام.

كيف تتوقع مستقبل الهجمة على الإعلام؟

ستستمر طالما النظام لا يريد الالتفات لعيوبه. لكن ما أخاف منه حقا هو زيادة حدة الانقسام بين الناس، وأن نعيش لبننة أو عرقنة لا تليق بمصر، شخصيا أحاول مقاومة هذا السيناريو من خلال النافذة المفتوحة لي، لو كان هناك محلل حقيقي للرسالة الإعلامية في الاعلام الخاص لأدرك أن الهدف ليس اسقاط الرئيس وإنما تقويم الأداء.

كإعلامي قريب لرجل الأعمال نجيب ساويرس، هل تعتقد أنه خسر بدخوله هذا المجال؟

العكس هو الصحيح، ساويرس يتقن لغة الإعلام إلى حد كبير، بداية علاقتي معه عندما كان أول رجل أعمال مصري يستثمر في الخارج، وكنت أراسل جريدة الحياة الدولية وهو الوحيد الذي كان مستعدا لاعطائي خبر في أي وقت، ويعرف من خلالي كيف تتابع الصحافة الاقتصادية القضايا المهمة ، ويكفيه أنه أسس قناة مؤثرة رغم أنها لا تقدم دراما ولا أفلام ولا برامج طبخ.

لكنك متهم بأنك مدعوم من ساويرس لتوصل رسائل معينة؟

القناة كلها متهمة بذلك، وكأن باقي القنوات تعمل بدون سياسة تحريرية، الواقع يعرفه فقط من يعملون داخل اون تي في، نسبة التوجيه – لا أقول التدخل- لا تزيد عن 5 %، ثم لو وافق القرموطي على التدخل في رأي هؤلاء لماذا يوافق باقي الاعلاميين، من أجل الأموال؟ هناك قنوات تدفع لزملاء أخرين أجورا أعلى، لكنني وغيري مستمرون في أون تي في من أجل السقف المرتفع  للحرية تحرص عليه إداراتها .