أمين الشرطة قد يحميك بعض الوقت لكن النقابة ستحميك دائما، قاعدة يحاول نقيب الباعة الجائلين في مصر أحمد حسين مع زملائه من مؤسسي النقابة التي خرجت للنور في سبتمبر الماضي اقناع الباعة الجائلين بها لبداية حياة جديدة، يكون فيها البائع أحد أطراف المعادلة دون أن يضطر للاستمرار تحت حماية طرف آخر. الطرف المقصود هنا هم ضباط وأمناء الشرطة المسيطرين على الشارع، فلسنوات طويلة قبل الثورة كان البائع يقف في المكان الذين يحدده رجل الشرطة ويدفع له بالمقابل نسبة من دخله مع تحمل بعض الحملات الصورية التي تقوم بها شرطة المرافق للدلالة على أنها تقوم بواجبها الذي يسنه القانون.

أمين الشرطة قد يحميك بعض الوقت لكن النقابة ستحميك دائما، قاعدة يحاول نقيب الباعة الجائلين في مصر أحمد حسين مع زملائه من مؤسسي النقابة التي خرجت للنور في سبتمبر الماضي اقناع الباعة الجائلين بها لبداية حياة جديدة، يكون فيها البائع أحد أطراف المعادلة دون أن يضطر للاستمرار تحت حماية طرف آخر. الطرف المقصود هنا هم ضباط وأمناء الشرطة المسيطرين على الشارع، فلسنوات طويلة قبل الثورة كان البائع يقف في المكان الذين يحدده رجل الشرطة ويدفع له بالمقابل نسبة من دخله مع تحمل بعض الحملات الصورية التي تقوم بها شرطة المرافق للدلالة على أنها تقوم بواجبها الذي يسنه القانون. لكن مؤسسي نقابة الباعة الجائلين يعتقدون أن القانون لو نفذ بشكل حقيقي فسيكون فيه فائدة للجميع، ويهدفون إلى تخصيص أماكن لهم تحمى للمارة المساحات التي يجب أن يسيروا فيها وتحافظ على الشكل الحضاري للقاهرة وباقي المدن وفي الوقت نفسه تجعل رزق البائع له وحده دون اقتطاع رجل الشرطة النسبة المتفق عليها. 

مهمة صعبة

يعترف أحمد حسين وزملاءه في مجلس النقابة، طارق فؤاد المتحدث الرسمي ورابح رمضان رئيس لجنة التثقيف، أن المهمة صعبة على عدة مستويات لكنهم مصممون على المضي قدما، إذا كانوا قد تضرروا من الثورة في أيامها الأولى بسبب حظر التجول، فهم بالتأكيد قادرون على الاستفادة من تغير الموقف مع رجال الشرطة، يقول فؤاد أن الشرطة لم تتغير كثيرا لكنها لم تعد قادرة على فرض سطوتها على الشارع كما كانت قبل يناير 2012، يشدد على أنه يقصد فقط رجالها الذين يفرضون إتاوة على الجميع، في الوقت نفسه يشكو النقيب أحمد حسين من استمرار اقتناع نسبة غير قليلة من الباعة بأن رجل الأمن هو أفضل من يحميه، ليست كل الأدمغة على نفس المستوى كما يفسر رابح رمضان الذي تختص لجنته بالتواصل مع الباعة في أماكنهم واقناعهم بأن البقاء تحت مظلة النقابة أفضل بكثير من الوضع الحالي، وأن الخضوع للتنظيم مفيد للجميع على المدى الطويل، سنبق على الرصيف لكن سنكون منظمين، هكذا يقول مؤسسو النقابة لزملائهم الذين تخطى عددهم 7 الآف عضو حتى الآن .

ميثاق شرف 

عدد أعضاء النقابة سيتخطى حاجز ال10 الاف قبل نهاية الشهر المقبل، لكن المشوار لازال طويلا كما يعلق طارق فؤاد، جلساتهم على الرصيف في الهواء الطلق بمنطقة الاسعاف بوسط العاصمة تتركز على أهمية كسب أكبر عدد من الأعضاء في أسرع وقت ليشكلوا قوة ضغط حقيقية، تغير من الصورة السلبية للبائع المتجول الذي هو في الحقيقة ليس كذلك، التعريف الأدق الآن أنه البائع الذي لا يعمل داخل محل له سجل تجاري، يقول أحمد حسين أن سمعة الباعة تراجعت بشدة لدى رجل الشارع، وهم يحاولون انقاذها من خلال ميثاق شرف يوقع عليه العضو الذي لا يدفع أي اشتراك سنوي حاليا، فقط 10 جنيهات ثمن اصدار الكارنيه الذي أظهروه لي بكل بفخر شديد. مرحلة الاشتراكات ستبدأ عندما يشعر الباعة أن النقابة تعبر عنهم فعلا.

نقطة الانطلاق الحقيقية كما يقول نقيبهم هي مشروع السويقات الصغيرة لميدان رمسيس والأزبكية ومنطقة كوبري اللمون المجاورة لمحطة قطارات العاصمة، هذه المنطقة تستوعب أكثر من 2000 بائع والمفاوضات مستمرة مع محمد علي بشر وزير التنمية المحلية وأسامة كمال محافظة القاهرة لانهاء نماذج الباكيات (جمع باكية وهو منفذ بيع صغير) وتوزيعها على الباعة أصحاب الرخص القانونية على أن توزع الأماكن حسب الأقدمية، الأولوية للبائع الذي أمضى عقودا في الشارع، ثم الأحدث نسبيا، ثم الذين انضموا بعد الثورة، حسب احصاءاتهم فأن عدد الباعة الجائلين الذين دخلوا السوق بعد الثورة وصل إلى مليون على الأقل من الذين تخلت عنهم شركاتهم بسبب الركود الاقتصادي بجانب 6 مليون موجودين قبل التحرك ضد مبارك.

مواجهة الكبار 

النقابة لا تقبل باعة المفرقعات النارية ولا المسجلين خطر إلا لو ثبتت توبتهم، لكن رغم ذلك هناك فئة ثالثة تستعصى على التطويع حتى الآن، هؤلاء الذين ينتسبون زورا للباعة الجائلين ويتواجدون بالقرب من اعتصام التحرير ويقومون بأدوار محددة وقت الأزمات، وباعة  شارع طلعت حرب الذين شكلوا ظاهرة مسيئة لباقي زملائهم، حسب أحمد حسين فإن عدد الباعة الدائمين في طلعت حرب قبل الثورة كان 128 فقط، من يحتكرون الشارع الآن يمثلون أصحاب شركات ومنافذ توزيع كبرى قرروا النزول للشارع مستغلين تراخي الشرطة التي تمثل الرقم الصعب في جهود تنظيم سوق الباعة من خلال النقابة، فهي مطالبة بعدم الحصول على اتاوات مع الباعة وعدم استغلالهم في معاركها ضد المتظاهرين ومقاومة هؤلاء الذين يقطعون شوارع وسط البلد بحجة الحصول على الرزق.