في نفس اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة تقريرها عن الانتهاكات ضد الإعلام في ليبيا، قامت مجموعة مسلحة مجهولة بالهجوم على مقر قناة العاصمة بمدينة طرابلس وتكسير محتواه وضرب العاملين بالقناة واختطاف رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام واثنين من الإعلاميين فيها.

أدى الهجوم إلى أضرار جسيمة بمقر القناة المحسوبة على قوى التحالف الوطني التي يتزعمها الدكتور محمود جبريل، وفيما أطلق سراح الإعلاميين في نفس اليوم، فقد بقي رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام في حوزة الخاطفين عدة أيام قبل أن يتم إطلاق سراحهم.

في نفس اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة تقريرها عن الانتهاكات ضد الإعلام في ليبيا، قامت مجموعة مسلحة مجهولة بالهجوم على مقر قناة العاصمة بمدينة طرابلس وتكسير محتواه وضرب العاملين بالقناة واختطاف رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام واثنين من الإعلاميين فيها.

أدى الهجوم إلى أضرار جسيمة بمقر القناة المحسوبة على قوى التحالف الوطني التي يتزعمها الدكتور محمود جبريل، وفيما أطلق سراح الإعلاميين في نفس اليوم، فقد بقي رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام في حوزة الخاطفين عدة أيام قبل أن يتم إطلاق سراحهم.

استنكار واسع

لقي حادث الهجوم استنكاراً واسع النطاق من كافة أطياف اللون السياسي ومختلف وسائل الإعلام، وحضر وزير الإعلام يوسف الشريف مباشرة إلى مقر القناة مستنكراً ما حدث قائلاً “تريدون من الإعلام أن يكون فاعلاً وحقيقياً وأنتم تعلمون أنه يتكلم وفوهة السلاح في حلقه”.

في حين قال عضو المؤتمر الوطني العام والمكلف بلجنة الإعلام والثقافة حسن الأمين لمراسلون”ما حدث لقناة العاصمة وقبلها ما حدث للمؤتمر الوطني من هجوم وقبلهما لقناة ليبيا الحرة مؤشر خطير على أن هناك أناس لا تريد بناء الدولة أو بتعبير أصدق دعونا نقول أن بعض الناس لا تزال أسرى ثقافة النظام السابق، بمعنى أنهم لا يدركون ولا يستوعبون معنى أن تقوم دولة مدنية، ويعتقدون أن الدولة المدنية ربما منافية للدين، وسوف تكون جسم غريب “.

الأمين الذي استقال من المؤتمر الوطني في وقت لاحق أشار إلى غياب ثقافة الحوار الديمقراطي وحرية التعبير والإعلام، معتبراً ذلك أمراً طبيعياً تمر به جميع الدول بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية .

وأردف “التحديات كبيرة والشجب والإدانة لا يكفيان، لابد لنا من العمل على وقف هذه المؤامرة ضد بناء الدولة “. 

المتحدث الرسمي لحزب العدالة والبناء المحسوب على الإخوان المسلمين والمنافس السياسي لقوى التحالف الوطني محمد الحريزي قال لمراسلون “نحن نستنكر ونرفض الاعتداء على الإعلام سواء ما حدث لقناة العاصمة أو غيرها من القنوات والاعتداء أيضاً على الإعلاميين واختطافهم، لأننا نؤمن بأن حرية التعبير مكفولة ومحترمة لجميع المؤسسات الإعلامية بعد أن كنا محرومين منها لعقود خلت”.

واستدرك “ما يحدث من تصرفات ضد الإعلام من بعض المواطنين مخالف لمبادئ الثورة وما تكفله من حرية للإعلام وحق التعبير عن الرأي ولكن نحتاج أيضاً لميثاق شرف إعلامي لأن الإعلام حالياً غير منظم ويستغل استغلالا غير مباشر لمفهوم الحرية ويتجاوز أحياناً دوره بإلقاء التهم دون وجود أدلة كافية”. 

العزل السياسي

الهجوم جاء وسط أجواء من الشد والجذب تسود المشهد الليبي على خلفية مسودة قانون العزل السياسي التي يجري مناقشتها في جلسات المؤتمر الوطني العام وسبقته محاصرة أعضاء المؤتمر خلال جلسة لمناقشة المسودة من قبل متظاهرين طالبوا عنوة بإقرارها.

ويبدو أن المهاجمين استهدفوا القناة دون غيرها لموقفها من القانون ، فبحسب محمود الشركسي وهو مقدم برامج بالقناة وأحد المختطفين “ما حدث كان بسبب طرحنا لموضوع العزل السياسي في إحدى حلقات برنامجي والذي نراه قراراً ظالماً للكثير من الشخصيات لأنه و للأسف الشديد هناك مجموعة كبيرة من الثوار لا يفرقون بين من كان يشتغل في منظومة دولة القذافي وبين من كان يشتغل في منظومة الدولة الليبية “. 

وأضاف “الغالبية من المعتدين كانوا شبابا في العشرينات , قبضوا علينا وساقونا إلى السيارات، لم تكن لديهم فكرة عن ماذا سيفعلون بنا، وخاصة أنهم تجولوا بنا في السيارة لساعات وطرحوا علينا عدة أسئلة تخص القناة، وعن علاقة السيد محمود جبريل بالمحطة، وعن سياسة القناة بصفة عامة”.

لكنه استدرك “لكنني لا أستطيع أن أحسبهم على تيار معين أو أيديولوجية ما، فهذا الأمر يصعب إثباته”. 

بينما قال زميله محمد الهوني لمراسلون “قناة العاصمة تظهر للمتتبع بشكل أو بأخر أنها ضد قانون العزل السياسي وخاصة من وجهة نظر مقتحمي القناة، ولكنني أرى أن المقتحمين شباب لا يعي المسؤولية الواقعة على عاتقه ولا يدرك أهمية وحساسية هذه المرحلة . هم شباب بسيط جداً تم شحنهم من قبل أشخاص معينين متبنين لقضية معينة قد تكون العزل السياسي وقد يكون لها أبعاد أخرى”.

وأضاف “فحوى كلام هؤلاء الشباب أن القناة تعمل لصالح السيد محمود جبريل وركزوا أسئلتهم عن العزل السياسي”.

الهوني تأسف على ما وصفه “استغلالاً لهؤلاء الشباب البسطاء لأجندة خاصة”،وضحك قائلاً “لو بقيت معهم لساعتين أخرتين لتمكنت من تغيير رأيهم بقانون العزل السياسي”. 

انتقاد

لكن رغم حملات التعاطف والدعم التي نالتها القناة بعد الهجوم فإن هناك من ينتقد أداءها ، رمضان فرج الشاوش أحد أعضاء تنسيقية العزل السياسي قال لمراسلون “تابعت هذه القناة بعض الوقت وخاصة أثناء بثها من تونس , ولاحظت أنها تحرص على إظهار لون واحد وبنمطية لا ترتقي لمستوى المشاهد المثقف , وكل من يستطيع أن يقرأ بين السطور لا يلزمه الكثير ليتعرف على المسار الذي تعمل عليه هذه القناة”.

الشاوش أضاف “باختصار هذه القناة لا تروق لي , ولكنني لا ألومهم لأنني مقتنع بأن لكل إنسان مساحة من الحرية الشخصية يعبر بها عن رأيه، ومن هذا المبدأ لا أريد لوسيلة إعلامية أن تتسلل لحريتي الشخصية”.

لكنه أكد رفضه المساس بأي وسيلة إعلامية  قائلاً “هناك الكثير من الوسائل لإيصال أفكارنا للآخرين بعيداً عن العنف والتسفيه لآراء الأخر”.

في حين رأى الصحفي أحمد شلاك أن القناة تعتبر من القنوات الليبية المتقدمة من الناحية التقنية والخطاب الإعلامي .

لكنه أعتبر أن بعض إعلامييها لا يتصفون بالمهنية والموضوعية في طرحهم الإعلامي واستعمالهم للخطاب الاستفزازي لبعض المواطنين وخاصة “فئة الثوار حاملي السلاح خلال حرب التحرير ووصفهم بالمليشيات وتعميم الوصف على كل الثوار ما أثار حفيظة أغلب الثوار”.

وأضاف شلاك “القناة في خطابها الإعلامي تتعرض لمواضيع لا تتسم بالحيادية فهي تحاول تشويه بعض الشخصيات وتلميع أخرى،كهجومها الشرس على مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني “.

إلا أنه شدد على احترام حرية الإعلام والإعلاميين ،معتبراً أي تجاوزاً في حقهم تجاوزاً في حق الإنسان في المعرفة والاطلاع.