بعدما شاهد مظاهرات الليبيين أمام سفارتهم في أمريكا وحدثه صديقه الليبي “حمودة العابدية” عن ما يجري في ليبيا، وبعدما قرأ مقالاً صغيراً عن “المهدي زيو” الذي فجر سيارته في سور كتيبة الفضيل بوعمر ببنغازي، والتي كان يتمركز فيها عناصر الكتائب التي تقمع المتظاهرين في المدينة أواخر شباط/ فبراير عام 2011، قرر المخرج الأمريكي ماثيو ميلان القدوم من لوس أنجلوس إلى بنغازي في نيسان/ أبريل عام 2011 ليرى ما يحدث بنفسه، ويحكي عن تضحية الشهيد “المهدي زيو”.

التقاه “مراسلون” بعد حوالي السنتين في مهرجان “الشاشة العربية المستقلة” في بنغازي، وكان لنا معه الحوار التالي:

بعدما شاهد مظاهرات الليبيين أمام سفارتهم في أمريكا وحدثه صديقه الليبي “حمودة العابدية” عن ما يجري في ليبيا، وبعدما قرأ مقالاً صغيراً عن “المهدي زيو” الذي فجر سيارته في سور كتيبة الفضيل بوعمر ببنغازي، والتي كان يتمركز فيها عناصر الكتائب التي تقمع المتظاهرين في المدينة أواخر شباط/ فبراير عام 2011، قرر المخرج الأمريكي ماثيو ميلان القدوم من لوس أنجلوس إلى بنغازي في نيسان/ أبريل عام 2011 ليرى ما يحدث بنفسه، ويحكي عن تضحية الشهيد “المهدي زيو”.

التقاه “مراسلون” بعد حوالي السنتين في مهرجان “الشاشة العربية المستقلة” في بنغازي، وكان لنا معه الحوار التالي:

س- متى قدمت إلى ليبيا لأول مرة؟ وكم مكثت فيها؟

[ibimage==5067==Small_Image==none==self==null]

ماثيو ميلان

ج- أتيت في شهر نيسان/ أبريل 2011، وسافرت في شهر أيار/ مايو 2012، لكنني خلال ذلك سافرت ذهاباً وإياباً إلى أمريكا.

س- أخرجت فيلماً عن الشهيد “المهدي زيو” كيف علمت بقصته؟

ج- كانت هناك مقالة صغيرة منشورة في CNN فقط بضعة أسطر، تحدثت المقالة عن قصة المهدي زيو، وعندها قلت هذه أعظم تضحية، رجل يضحي بكل شيء من أجل ابنتيه ومن أجل فرصة لليبيا جديدة، ولا أحد يوفيه حقه، إنها قصة رائعة، محزنة جداً لكنها جميلة، ولذلك عندما دعاني صديقي (حمودة العابدية) للقدوم معه إلى بنغازي لم أتردد في ذلك، لأني أردت أن أعرف أكثر عن قصة “المهدي زيو”.

س- ماذا لفت انتباهك عندما وصلت إلى بنغازي؟

ج- أشياء كثيرة مدهشة، كانت أياماً رائعة، أتذكر عندما وصلت أن الأطفال كانوا يكنسون الشوارع، والناس يطلون الأرصفة وآخرون يصنعون أعلاماً الكل يتصرفون كمواطنين ربما لأول مرة في حياتهم، وكانوا يعبرون بتلك النشاطات عن شعورهم، لأول مرة يُظهرون إحساسهم تجاه ليبيا كأنهم أصبحوا ليبيين لأول مرة بدلاً من العيش فقط فيها، وبعدها ذهبت إلى المركز الإعلامي في بنغازي ورأيت كل المغنيين الشباب والرسومات والصحف الناشئة، كانت أجمل ما شاهدته عيناي.

س- ماذا كان انطباع الناس في أوروبا وأمريكا وباقي أرجاء العالم عندما نقلت إليهم تصويرك للثورة في ليبيا؟

ج- كانوا متفاجئين حتى من ملابس الناس أنهم يرتدون نفس الماركات العالمية، هم لا يعتقدون ذلك، لم يتوقع أحد شيئاً من ليبيا، لكن صدقاً كان يجب أن يتوقعوا لأن ليبيا كانت مغلقة ولا أحد يعرف عنها بتاتاً.

وعندما سمعت الموسيقى لم أصدق، كان شيئاً مذهلاً، الناس تفاعلوا مع الموسيقى لأنها لغة عالمية، لذلك عندما سمعوا الموسيقى الليبية والروح التي فيها تشاركوا السعادة والفرح النابعين منها، والقدرة على التعبير عن الظلم وأن يستطيع المغنون الحديث عن القذافي وقول ما يريدون عن الحكومة آنذاك، كان تحولاً مهماً لأنها المرة الأولى منذ 42 عاماً التي يستطيعون فيها عمل ذلك في العلن، لذلك كانت الموسيقى جديدة ومذهلة عند سماعها.

في أمريكا الموسيقى عبارة عن صناعة بملايين الدولارات تبدو جيدة لكن لا روح فيها، لكن هنا كانت الروح تملأ الموسيقى، لذلك في فيلمي التالي سأري العالم هوية بنغازي لأن الثورة بدأت هنا وكما قال الجنرال الإيطالي “غراتسياني”: (بنغازي هي مؤشر لليبيا، ما يحدث في بنغازي يحدث في كامل ليبيا)، لذلك كان لا بد للثورة أن تنطلق منها.

كما أني أحب هذه المدينة، لأني عشت فيها وأعرف شوارعها أحس أنها وطني، كما أني لم أذهب قط إلى طرابلس، وأفكر في عمل فيلم بعنوان “Benghazi gave me a home – بنغازي أصبحت وطني” لتكريم بنغازي وتكريم “البنغازينو”.

س- بماذا شعرت حينما قتل السفير الأمريكي “كريس ستيفنز” في بنغازي؟

ج- أعرف أنهم ليسوا أهل بنغازي، فهم لا يفعلون ذلك، ولذلك عدت الآن، لأري العالم حقيقة أهل بنغازي، لأني أعلم أن ما حدث يؤلمهم وأعرف أن الضيف في الإسلام يكاد يكون مقدساً، والسفير “ستيفنز” كان ضيفاً، لذلك كان الناس مستائين من مقتل ضيف لديهم، أنا عشت هنا ما يربو على 10 أشهر وشعرت دوماً بالأمان.

س- كيف تقيم مهرجان السينما الأول في بنغازي؟

ج- أنا سعيد به جداً، فهذا حدث مهم، المهرجان الأول للأفلام يقام في بنغازي، أن ترى أناساً من جميع أنحاء العالم العربي يأتون ليعبروا عن أنفسهم من خلال الأفلام وليتبادلوا خبراتهم في صناعة الأفلام، فصنّاع الأفلام كالموسيقيين، هنالك جسر يربط كل هذه الفنون وكل هؤلاء المبدعين، الدول والحدود لا تهم لأننا جميعاً صناع أفلام وجميعنا نحب الأفلام.

أنا متأكد أنه لن يكون المهرجان الوحيد، سيكون هناك مهرجانات موسيقية ومسرحية ومهرجانات أخرى وأنا سآتي لأراها جميعها.