أشهر شباب محافظة قنا سلاح “العقل” في معركة الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي لم يتحدد موعدها رسميا حتى اليوم، وإن كان من المتوقع أن تعقد في شهر مارس/آذار أو ابريل/نيسان القادمين، وذلك لتحفيز المواطنين على المشاركة في الانتخابات القادمة، ومحاولة قطع الطريق على من يستخدمون سلاح الدين أو المال والنفوذ في الانتخابات.

أشهر شباب محافظة قنا سلاح “العقل” في معركة الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي لم يتحدد موعدها رسميا حتى اليوم، وإن كان من المتوقع أن تعقد في شهر مارس/آذار أو ابريل/نيسان القادمين، وذلك لتحفيز المواطنين على المشاركة في الانتخابات القادمة، ومحاولة قطع الطريق على من يستخدمون سلاح الدين أو المال والنفوذ في الانتخابات.

وأسرعت الحركات الثورية فى الاستعداد للمعركة الانتخابية، ومن بينها حركة “شباب أبوتشت مكملين” التي دشنت حملة “يلا نختار” التي تهدف إلى تعريف الناخب بآلية الانتخابات، وأهمية إختياره لعضو مجلس النواب دون النظر إلى انتمائه أو عقيدته.

حرب ضد التهميش

في أحد اجتماعات حملة “يلا نختار”  بالنادي الرياضي في مركز ابوتشت (مركز بمحافظة قنا – 400 كلم جنوب القاهرة) الذي يشبه ساحة أرض فضاء بلا أي إمكانيات تعرفت “مراسلون” على نشاط الحملة وأعضائها، فى ظل تواجد عدد قليل من شباب المدينة وأهلها، فيما عزف كبار السن عن الحضور.

وجاء الحديث على لسان محمد عمر الناظر منسق الحملة قائلا “نقوم بجمع الاقتراحات من الأعضاء فى كل اجتماع تحضيري قبل زيارة أي قرية حول النقاط التي يجب مناقشتها لإقناع الأهالي بأهمية الاختيار، وعدم الانسياق أو الاستهانة بأهمية صوت فرد”.

وأوضح المنسق أن المبادرة مؤسسة على عدم مراعاة لأي توجهات سياسية في هذا الاتجاه أو ذاك، أو أي أفكار أيديولوجية هنا أو هناك، وإنما تنبع المبادرة فقط مما عانيناه ونعانيه من خلال ظلم تهميشي متعمد وغير متعمد للجنوب لحسابات وسياسات ومصالح، ” لذلك لنا أن نطلق عليها ولو بشكل معنوي اسم حرب ضد هذا التهميش، يشنها تسعة عشر عضو من المؤسسين وأكثر من مئة من المشاركين”.

شروط النائب المثالي

وأستعرض هاني أبو الوفا المحارب، عضو في الحملة، المعايير التي تدعمها الحملة وتسعى إلى أن تزرعها فى عقول المواطنين البسطاء ليختاروا على أساسها عضو مجلس النواب، وهي الإقامة الدائمة في الدائرة وأن يكون صاحب خلفية سياسية وطنية معتدلة، لا يميل لتيار على حساب آخر وأن يكون معروفا بانتمائه المجتمعي. فضلا عن كونه يتميز باعتداله القبلي وعدم تعصبه أو اهتمامه بالتوجهات القبلية.

كما نصحت الحملة بأن يكون المرشح ليس أحد الوجوه القديمة التي اشتهرت بدعمها وصدارتها للمشهد السياسي إبان الحزب الوطني.

اقبال محدود

وعقدت الحملة فى مكتبة الطفل والشباب أبو تشت ندوة للأهالي وسط استجابة ضئيلة من أهل المركز للندوة، وبدا أن أبناء القرى البعيدة والنائية قد سئموا الحديث عن الانتخابات والمشاركة فيها، فكثير منه شعر بالإحباط بعد أن شارك بكامل طاقته فى الانتخابات الماضية أملا فى تحقيق تغيير يذكر عقب حل الحزب الوطني الحاكم، ولكن بقي الوضع على ما هو عليه حتى اليوم.

وقال أحمد باتع المحامي وعضو في الحملة خلال الندوة إن التغيير بحاجة إلى تضافر جميع سواعد شباب الدائرة المؤيدين لفكرة انتصار العقل على الانسياق وراء العقيدة الدينية أو بيع الأصوات للمال والنفوذ.

كما شارك أعضاء الحملة في المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي عقدته جمعية البدل لتنمية المجتمع بمركز شباب قرية الرزقة بعنوان “نقدر نشارك” لتوعية المواطنين بأهمية المشاركة لاختيار الأفضل من بين المرشحين. وكانت نسبة المشاركة الأكبر من بين نساء القرية اللاتي أعرب بعضهن عن قلقهن من الانتخابات القادمة بسبب خروجهن فى الماضية لتأييد المرشحين عن التيار الإسلامي الذي لم يضف شيئا على حد قولهن إلى استقرار الدولة.

صوت العقل

ومن قرية الرزقة قالت عايدة شاهين، مدرسة، “إن سعى الشباب لجعل عقولنا فى منطقة حيادية فى التفكير والاختيار أجبرنا على إعادة التفكير فى اختياراتنا السابقة التي لم تثمر عن شئ يذكر، وبقي حال القرية كما هو”.

واتفق الدكتور هشام محمد عبد العزيز، من قرية سمهود، مع المعلمة عايدة بأن نهضة الدائرة وصالح أحوالها لن يأتي من سياسة ملقنة أو منح من السياسات العليا ولكن على أبناء الدائرة فرض مطالبهم ومتطلباتهم الحياتية التي لا يدركها من يلقى به حزب معين فى الدائرة لحصد الأصوات.

التصويت سيظل قبليا

لكن بعض المواطنين لهم رأي آخر في مدى نجاعة مثل تلك الحملات، فمصطفى الشطبى، من مواطني نجع حمادى، يرى أنه رغم ترحيبه وتأييده الكامل لتلك الحملات ولفكرة الارتقاء بالعقل والوعي السياسي لأهل الصعيد، إلا أن النتائج المرجوة سوف تكون ضعيفه جدا، لأن القبيلة بعد الثورة مازالت هي المتحكم بنسبة 75% فى  حسم المقاعد التشريعية داخل المجالس النيابة.

وأكمل مصطفى بأن العصبية والقبيلة والطائفية مازالت لعبة الانتخابات الرابحة في الصعيد، كما أن المستوى الفكري والسياسي للمواطن الصعيد يحتاج إلى محاولات رفع كبيرة حتى يصل إلى درجة القناعة من اختيار نائبه بعيدا عن القبيلة أو الطائفية وأنه ينتمي إلى من يخدمه ومن يتواجد معه في الشارع. مضيفا أن ذلك يحتاج إلى مراحل وسنوات من العمل على شرط أن تواجد الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بقوة للعمل على تغيير الخريطة الفكرية، وعملها بعيدا عن الأهداف والمصالح الذاتية والشخصية.

وعن المشاركة القادمة فى الانتخابات أكد مصطفى أن الشعب ينتظر القوانين المنظمة للانتخابات فإذا شعر أن الانتخابات سوف تسير تحت ظلها فى نزاهة وشفافية، سوف تشهد الانتخابات القادمة إقبالا كبير كما شهدت الانتخابات الماضية.