منذ أسابيع قليلة بدأت تطفو على السطح أسماء مرشحين محتملين لمنصب رئاسة الجمهورية، بعضهم قد يحظى بتأييد كتلته وأحزاب أخرى شريكة في الحكم، وآخرون يمثلون بحد ذاتهم كأفراد ثقلا سياسيا قد يسمح لهم بالخطو على السجادة الحمراء.

بيد أن الأكثر حظوة في المنافسة على كرسي قرطاج، بحسب مراقبين، هو ذاك الذي يحظى بمباركة حزب النهضة، سواء كان ينتمي للحزب أم لا، وذلك باعتبار النهضة صاحب الأغلبية النسبية في المجلس التأسيسي (البرلمان)، وباعتباره أيضا معنيا بالتشريع القانوني لجعل نظام الحكم رئاسيا كما اقترحت بعض فصائل المعارضة. 

منذ أسابيع قليلة بدأت تطفو على السطح أسماء مرشحين محتملين لمنصب رئاسة الجمهورية، بعضهم قد يحظى بتأييد كتلته وأحزاب أخرى شريكة في الحكم، وآخرون يمثلون بحد ذاتهم كأفراد ثقلا سياسيا قد يسمح لهم بالخطو على السجادة الحمراء.

بيد أن الأكثر حظوة في المنافسة على كرسي قرطاج، بحسب مراقبين، هو ذاك الذي يحظى بمباركة حزب النهضة، سواء كان ينتمي للحزب أم لا، وذلك باعتبار النهضة صاحب الأغلبية النسبية في المجلس التأسيسي (البرلمان)، وباعتباره أيضا معنيا بالتشريع القانوني لجعل نظام الحكم رئاسيا كما اقترحت بعض فصائل المعارضة. 

وتبقى الإشارة إلى أن هذه الشخصيات العشرة هي الأقرب لنيل منصب الرئيس، فيما لو جرت الانتخابات فعلا بالصورة المنتظرة، وإذا ما أقرّ فعلا النظام الرئاسي.

راشد الغنوشي 

مفكر إسلامي من مواليد  22 حزيران/جوان 1942، رئيس حركة النهضة ونائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين. عامل السنّ لا يلعب دورا في صالحه، لكنه في المقابل يحظى بثقل رمزي وشعبي، وبشبكة علاقات خارجية كبيرة، تجعل منه نوعا من الضمانة لدى عديد الأطراف الدولية المتدخلة في تونس، وخاصة لدى طيف واسع من دول الخليج العربي والربيع العربي، وحتى لدى الطرفين الأمريكي والأوروبي. 

عبد الفتاح مورو

لطالما وقع تقديمه كوجه معتدل في النهضة، وقادر على التحاور وصديق لمكونات المجتمع المدني. وهو من مواليد 1 حزيران/جوان 1948، ويُعتبر عمليا مؤسس حركة النهضة. ويفسّر كثيرون عودته بعد المؤتمر الأخير للنهضة على انه محاولة من القيادة لإبراز شخص معتدل في الواجهة السياسية للحركة والبلاد. لكن حركة النهضة قد تضطر للتفريط مرة أخرى في منصب رئيس الجمهورية حفاظا على تحالفاتها أو بناء لتحالف جديد، مثلما حصل مؤخرا من تقارب مع الحزب الجمهوري. 

أحمد نجيب الشابي:

من مواليد 1944، وعضو الهيئة السياسية للحزب الجمهوري. عرف بمناهضته نظام بن علي، لكن شعبيته تراجعت خاصة بعد توليه حقيبة وزارية في حكومتي محمد الغنوشي الأولى والثانية، إذ استطاع منافسوه ان ينفذوا منها الى شخصيته، ويسوقون بحقه تهما غير معروف مدى صحتها. تلك التهم السياسية لاقت رواجا لدى أوساط كثيرة من المسيسين في الجهات، إلى أن وصل به الأمر به عن العجز نهائيا عن عقد أي اجتماع شعبي في الجهات، في فترة من فترات السنة الماضية. وقد تسربت أخبار حول عروض قدمتها النهضة لتمكين الحزب الجمهوري من وزارتين وترشيح الشابي للرئاسة في الانتخابات القادمة. 

مصطفى بن جعفر

من مواليد 12 كانون الثاني/جانفي 1940، أمين عام حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، أحد أحزاب الترويكا الحاكمة، ورئيس المجلس التأسيسي (البرلمان). وهو طبيب فرنكوفوني الثقافة والتوجّه، تميز أداؤه من على منصة المجلس التأسيسي بنوع من الرتابة والموالاة شبه التامة للنهضة، وهو ما جعل الكثيرين يتهامسون بأن النهضة قد وعدته أن يكون بديلا للمرزوقي. ولهذا السبب يعرف حزبه تراجعا غير مسبوق في أوساط العلمانيين، ويصفه معرضوه بالحزب “الكرتوني” التابع للنهضة. يعوّل كثيرا على تزكية حليفه الإسلامي القوي، وإلا فان ترشّحه سيكون بلا معنى مطلقا.

الطيب البكوش

في الطرف المقابل، أي في “نداء تونس”، فإن الأرجح أن لا يغامر الباجي قائد السبسي، الذي شارف على التسعين من العمر، بإلقاء تاريخه القيادي ورصيده السياسي في معترك انتخابات غير مضمونة العواقب، بل قد يدفع بالسيد البكوش، وهو سياسي من مواليد جانفي 1938، والمدير العام للمعهد العربي لحقوق الإنسان سابقا، والأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للشغل، والذي يحوز ثقة واحترام كثير من النقابيين في مختلف الجهات. 

وإن كان الكبوش ابتعد عن الأضواء في العقدين الاخيرين الا انه لم يغادر الساحة، وبقي حيا في ذاكرة العديد ممن يراهنون من خلاله على التمسك بحداثة ومدنية الدولة، رغم تقدمه النسبي في السنّ. لكن الباجي قائد السبسي، الداهية البورقيبي، قد يخفي في جرابه أكثر من ورقة لعل أهمها مصطفى كامل النابلي.

مصطفى كمال النابلي 

رجل الإدارة والاقتصاد، الذي دفعته معركته مع الترويكا الحاكمة حول استقلالية البنك المركزي والقطاع المصرفي الى الواجهة في فترة سابقة من السنة الماضية، واستطاع أن يحوز على إعجاب عدد لا بأس به من المواطنين الذي احتفظوا له بصورة الغيور على اقتصاد البلاد، الحريص على الاستقلالية، والرجل الحازم الذي لا ينثني ولا يخضع للإملاءات. هذه الصورة النموذجية قد تكون عاملا محفّزا لكثير من الناخبين الذين ملّوا الساسة والزعماء السياسيين، وأصبحوا يتوقون إلى كفاءات إدارية تنقذ البلاد من حالة التردّي الاقتصادي. 

حمة الهمامي

 تعتبر الجبهة الشعبية، وهي تحالف يساري قومي اكتسب شعبية جيدة في المدة الأخيرة، منافسا قويا للنهضة ونداء تونس خاصة إذا ما رشحت حمة الهمامي. وهو من مواليد 8 جانفي 1952 بالعروسة، رمز الرفض، وصاحب مقولة “أنا ضدّ” كما يمازحه كثير من التونسيين. كما أن الهمامي زعيم صلب، عرف السجون والملاحقات لعقود طويلة، ويتمتع بشعبية لا باس بها، وان كانت لا ترتقي إلى مصاف الباجي والغنوشي والشابي، إلا أنها بالتأكيد ليست قليلة. 

وإذا ما حاز إجماعا من الجبهة الشعبية كمرشح وحيد لها، فان بإمكانه أن يعيد خلط الأوراق في صفوف من ينوون رئاسة تونس في الصيف القادم، فالرجل، خريج النضال وابن الطبقات الشعبية الكادحة، القادم من الشمال الغربي، يعرف جيدا دهاليز البلاد ونفسية أبناء الشعب، ويعرف كيف يخاطب الجمهور، لكن تبقى أيضا الألغام التي يطلقها خصومه نحوه، خاصة مسألة الشيوعية والإلحاد وغيرها مما ينعتون به حزب العمال. 

منصف المرزوقي

بعيدا عن هذه التكتلات السياسية لازال الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي متشبثا بمنصبه رغم  انفراط عقد التحالف الذي أوصله إلى سدة الرئاسة. والمرزوقي من مواليد 7 تموز/جويلية 1945 في الوطن القبلي، وعاش موزعا ما بين المغرب وسوسة وباريس، وعرف بدفاعه عن حقوق الإنسان، وبجرأته ضد الدكتاتورية في عهد بن علي، رغم أن أداءه خلال السنة المنقضية على رأس هرم السلطة، لم يكن في مستوى الآمال والطموحات التي عُلّقت عليه. 

فالصلاحيات المحدودة التي كبّله بها حليفه الإسلامي القوي، وتذبذب مواقفه خاصّة، والغموض في شخصيته، جعلت من الرئاسة بالنسبة له، إذا واصل الرهان على النهضة ” طيفا من خيال”، باعتباره قطع كل جسور التعاون معها، وغرّد خارج السرب منذ الأشهر الأولى، وأراد أن يبني لنفسه عالما خاصا به، معتمدا على طاقم ضخم من المستشارين، الذين فشلوا في نحت تلك الصورة الحالمة لرئيس شعبي، يشعر بالمواطن ويعمل لصالحه، ويتجنب البروتوكولات والبيروقراطية ومظاهر البذخ وأبّهة السلطة.

وبدا الرئيس في عديد المرات خارج التاريخ أصلا، بل إن النهضة قد تكون تعمدت عديد المرات إذلاله، لتريه انه لا يستطيع أن يحكم بدونها، ولا يمكن أن تترك أحدا يخرج عن قبضتها. 

الهاشمي الحامدي

من وراء البحار يطمح السياسي والإعلامي، الذي فاجأ حزبه “العريضة الشعبية” كل التوقعات في الانتخابات الفارطة، بالوصول إلى القصر. والحامدي هو صاحب قناة المستقلة وبوسعه في حملته الانتخابية أن يراهن على الفيسبوك والتلفزيون، وكذلك على الروابط القبلية التي مكنته في الانتخابات الماضية من اكتساح مناطق كسيدي بوزيد وقفصة والقيروان. كما بوسعه أيضا استثمار تاريخه السياسي كقيادي سابق في حركة النهضة.

مية الجريبي

قد يستثمر الحزب الجمهوري قوة الحركات النسوية في تونس ليدفع بأمينته العامة لواجهة السباق الرئاسي، كامرأة وحيدة. والجريبي من مواليد 1960 وهي سياسية مخضرمة وتحظى بشعبية معقولة، ويعتبر ترشحها حلا وفاقيا اذا تمسكت بعض قيادات الجمهوري بعدم ترشيح السيد الشابي، الذي تسود علاقته مع بعض قيادات الحزب حالة من الخصومة والجفاء.