ولد هيثم عصام عيد في قرية كوم النور التي تتبع مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية. تخرج في كلية الطب جامعة الزقازيق بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعد تخرجه أرسل إلى قرية “بارارتوش” بمحافظة الدقهلية براتب شهري 250 جنيها في مستوصف مهجوز لم يكن به دواء ولا يأتيه مرضى، إلا يوم السبت، والذي أطلق عليه “يوم الحشر”، إذ أنه يوم وصول مخزون الأدوية.

ومؤخرا تم تعيينه بمستشفى جامعة الزقازيق، لكن بعد رحلة طويلة قضاها بالأرياف، وصفها بالمهدرة للمال العام والجهد، وبأنها “تقتل الكثير من طموحات الطبيب المصري”.

ولد هيثم عصام عيد في قرية كوم النور التي تتبع مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية. تخرج في كلية الطب جامعة الزقازيق بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعد تخرجه أرسل إلى قرية “بارارتوش” بمحافظة الدقهلية براتب شهري 250 جنيها في مستوصف مهجوز لم يكن به دواء ولا يأتيه مرضى، إلا يوم السبت، والذي أطلق عليه “يوم الحشر”، إذ أنه يوم وصول مخزون الأدوية.

ومؤخرا تم تعيينه بمستشفى جامعة الزقازيق، لكن بعد رحلة طويلة قضاها بالأرياف، وصفها بالمهدرة للمال العام والجهد، وبأنها “تقتل الكثير من طموحات الطبيب المصري”.

“مراسلون” التقت هذا الطبيب صاحب الخبرة الريفية لإلقاء الضوء على واقع الخدمات الصحية بعيدا عن مراكز المدن.

[ibimage==2996==Small_Image==none==self==null]

الدكتور هيثم

مراسلون: لماذا كنت تصرف لهم الدواء رغم كونهم أصحاء غير مرضى؟

هيثم عيد: لأنهم فقراء ولدى أسرهم مشكلات مرضية مزمنة، والبعض الآخر يصرف مسكنات ومضادات حيوية قد يحتاج إليها يوما ما. وبعد ذلك تفرغ الصيدلية من الدواء وأظل أنا وحدي لمدة أسبوع كامل، لا أفعل شيئا سوى الفسحة وشرب الشاي والتفكير في دوري بالخدمة العسكرية والبحث عن واسطة تساعدني في تقليص مدة خدمتي من ثلاثة أعوام إلى عام واحد فقط، وهو ما نجحت فيه فعلا في النهاية.

س: هل المستشفيات المركزية أفضل حالًا من الوحدات الصحية؟

ج: ليس بكثير، لكن المستشفي المركزي يكون موضع زيارات المراقبين ويصرف لها ميزانية أكبر قليلاً. إلا أن معظم أطباء المستشفي المركزي أطباء “إمتياز” أي تحت التدريب، بينما باقي الأطباء يهربون للعيادات الخاصة، بسبب عدم وجود دخل مادي كافي لهم  يحترم حياتهم ويوفي مطالب أسرهم. في النهاية هذه المستشفيات في تقديري تعمل ب30% من الكفاءة ليس أكثر.

س: هل تظن أن النظام الحالي بعد الثورة يختلف عن نظام مبارك الصحي؟

ج: نعم، فالحكومة وافقت علي رفع ميزانية الصحة بدءا من يوليو 2013، بينما كانت لا تتعدى ال5% من الموازنة العامة آنفا. أيضا وافقت الحكومة على رفع أجور الأطباء إستجابة لاعتصامهم الأخير…

س: هل ثمة مستشفيات عامة تضمن بالفعل للمواطن حقه في العلاج؟

ج: المريض يأخذ حقه العلاجي فقط داخل المستشفيات الجامعية، لكن هذه تعاني وتكدس شديد بسبب عدم وجود أسرة كافية حتى في قسمي الإستقبال و العناية المركزة، مما قد يدفع الطبيب لعلاج الحالات في الممرات وقد تموت بسبب عدم وجود أجهزة متابعة جيدة.

س: هل سبق وأن حدث ذلك لك؟

ج: الإسبوع الماضي دخلت حالة تعاني من قيء دموي حاد بسبب تليف الكبد، وهي حالة يسهل إسعافها داخل قسم العناية المركزة، فيتم تعويض الدم الخارج من الجسم مع متابعة جيدة، لكن الحالة توفت بسبب عدم وجود سرير بالقسم. حاولت إسعافها ببعض المحاليل في ممر من الممرات ولكن ذلك لم يكن كافيا.

س: كم مريض يدخل مستشفي الزقازيق الجامعي في اليوم؟

ج: 1500 مريض يوميا. نعالج الكثير منهم ويخرج. لكن معظمهم يتم إحتجازه بمختلف أقسام المستشفى،علماً أن الأطباء الموجودين لا يزيد عددهم عن أربعة أطباء طوال اليوم، يخدمون علي ورديتين فقط. مما قد يجعل الطبيب يعاني إرهاقا كبيرا بسبب الضغط الشديد عليه.

س: هل تتفهم أسرة المريض هذا الضغط الكبير عليكم؟

ج: لا، فالكثير من أسر المرضى يقومون بالإعتداء علي الأطباء وخاصة بعد الثورة، فأصيب العديد من زملائنا بإصابات مختلفة، بل تعرض أحدهم لمحاولة قتل بالمستشفي العام بمنيا القمح، بعد وفاة أحد المرضي إثر بنوبة سكر.