حدث إقالة رئيس تحرير جريدة الجمهورية جمال عبد الرحيم إثر نشره لخبر تحويل المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، عضوي المجلس العسكري السابقين، لجهاز الكسب غير المشروع ومنعهما من السفر، وضع الوسط الصحفي المصري في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين المهيمنة على مجلس الشورى، وهي الجهة المختصة بتعيين وإقالة رؤساء تحرير الصحف القومية.

حدث إقالة رئيس تحرير جريدة الجمهورية جمال عبد الرحيم إثر نشره لخبر تحويل المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، عضوي المجلس العسكري السابقين، لجهاز الكسب غير المشروع ومنعهما من السفر، وضع الوسط الصحفي المصري في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين المهيمنة على مجلس الشورى، وهي الجهة المختصة بتعيين وإقالة رؤساء تحرير الصحف القومية. ويمثل الحدث نقطة تحول محورية في علاقة الجماعة بمؤسسات الدولة الإعلامية، فلم يمر إلا شهور على تقليد عبد الرحيم منصب رئاسة الجريدة بقرار من المجلس التشريعي ذاته، كما أن عبد الرحيم كان يعد من الشخصيات المقربة من نقيب الصحفيين ممدوح الولي المحسوب بدوره على تيار الإخوان.

                           

مراسلون: كيف تري قرار إقالتك؟

جمال عبد الرحيم: أراه تصفية حسابات من قبل جماعة الاخوان المسلمين وفي القلب منهم نقيب الصحفيين ممدوح الولي، وتجسيدا لسياسة الكيل بمكيالين.

 

م: ماذا تقصد بسياسة الكيل بمكيالين؟

ج.ع.: أقصد أن هناك معايير مغلوطة ومزدوجة ولعل أفضل دليل عليها نشر جريدة الأهرام العربي التابعة لجريدة الأهرام، التي يرأس تحريرها نقيب الصحفيين ممدوح الولي، ثلاث صفحات عن محاكمة المشير طنطاوي وسامي عنان دون أن ينبت شخص ببنت شفه.

م: الجماعة الصحفية إعترضت على تدخل مجلس الشورى في تعيينات رؤساء تحرير الجرائد القومية، لكنك قبلت بذلك، فلماذا الآن تتحدث عن ضرورة عدم تدخلهم؟

ج.ع.: بعد إنتخاب مجلس الشوري مباشرة أدلي الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري بتصريحات تؤكد أن المجلس في طريقه لتغيير 54 قيادة صحفية، وعلي أثر ذلك تقدمت بطلب عاجل لمجلس النقابة مع كلا من الأستاذ هشام يونس، وأسامة داوود،  وكارم محمود، أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وعقدنا أجتماعا في اليوم التالي علي الرغم من غياب النقيب وأصدرنا بيانا إنتقدنا فيه تدخل مجلس الشوري في شئون الصحف القومية. ثم تطور الأمر إلي أن دعونا أعضاء مجالس الإدارات لإجتماعات في النقابة للتنسيق في وضع معايير وليات إختيار رؤساء الصحف القومية. عقدنا أكثر من جلسة إستماع في حضور النقيب وأعضاء المجلس بالكامل وتوصلنا إلي عدة معايير وحضرنا جلسة إستماع بمجلس الشورى مع لجنة الثقافة والإعلام وهناك أيضا إتفقنا على عدة معايير. صحيح فوجئنا بعدها أن مجلس الشورى إنتقي مجموعة من المعايير دون غيرها، لكننا سجلنا إعتراضنا في مجلس النقابة ونجحنا بالفعل بتعديل بعض آليات إختيار الرؤساء الجدد، ومنها مثول الصحفي المرشح للمنصب أمام لجنة إختبار، رفضنا هذا فتم تعديله إلى أن يقدم سيرة ذاتية وخطة عمل وجزء من ارشيفه أمام لجنة من شيوخ المهنة. كل هذا دفعني إلي قبول الترشح لرئاسة تحرير الجمهورية.

 

م: البعض يرى أنك محسوب علي الإخوان خاصة بعد العديد من المواقف التي كانت موالية لنقيب الصحفيين؟

ج.ع.: لو أني محسوب علي الإخوان ما كنت نشرت 15 حوارا متصلا تحت عنوان “الخارجون من عباءة الإخوان”، ومن ضمن الشخصيات التي أجريت معها الحوار كمال الهلباوي ومحمد حبيب ومختار نوح وغيرهم من قيادات الاخوان الذين انشقوا عنهم وقاموا بفضحهم، فكان مانشيت  كمال الهلباوي “نريد أن نعرف مصادر تمويل جماعة الاخوان المسلمين”،  وكان مانشيت ثروت الخرباوي “الرئيس مرسي عميل للامريكان”. وبعد مرور خمسين يوم من ولاية مرسي قمنا بعمل ثلاثة ملفات، كل ملف أربع صفحات إستطلعت فيه الجريدة آراء القوى السياسية والمرشحين السابقين للرئاسة ورجل الشارع، وكانت جميع الاراء ضد الرئيس.

م: كيف تفسر إذن خروج الجمهورية بمانشتات يومية عن الدكتور محمد مرسي وجولاته في الداخل والخارج؟

ج.ع.: ليس صحيحا على وجه الإطلاق، لم ننشر سوى مانشيتين عن زيارة الرئيس لإيران ولتركيا، وهي أمور قامت بها كافة الجرائد الحزبية والمستقلة والقومية، ولم ننشر أخبار صلوات الرئياس ولا لقاءاته الداخلية.

م: هل ندمت علي قبولك تعيين مجلس الشوري لرؤساء الصحف القومية وتعيينك رئيس تحرير لجريدة الجمهورية؟

ج.ع.: بالطبع ندمت ندما شديدا، خاصة وأني لم اعمل بنصيحة الدكتور عزازي علي عزازي محافظ الشرقية السابق والذي قال لي في أحد اللقاءات “لا يشرفني أن أعمل تحت حكم الإخوان”، بالاضافة إلي أني قصرت في دوري كعضو مجلس نقابة الصحفيين.

م: هل قامت نقابة الصحفيين بدورها في حمايتك فيما تطلق عليه تعنت وتصفية حسابات من قبل مجلس الشورى والإخوان المسلمين؟

ج.ع.: يمكن تقسيم نقابة الصحفيين الي جزئين، أعضاء المجلس وهم من قاموا بدورهم في الدفاع عني وعن الصحافة المصرية بأفضل الصور الممكنة وبكل الامكانيات المتاحة لديهم، والجزء الآخر وهو مسئولية النقيب في الدفاع عن نقابة الصحفيين وعن مهنة الصحافة وهو دور مخزي لا يمكن وصفه إلا بالمتخاذل، وأن ما يحدث لي من سيناريو وإخراج النقيب ممدوح الولي.