بنظرة بسيط على الإحصائيات سندرك أن قطاع السياحة بأسوان قد تأثر بشكل كبير في فترة ما بعد الثورة. فعدد السياح الذين زاروا أسوان عام 2010 بلغ نحو مليون سائح، أما عددهم في عام 2011، أي بعد قيام الثورة، فوصل إلى نحو 250 ألف سائح. وفي الستة شهور الأولى من عام 2012 زار مصر نحو ثلاثة مليون سائح، زار منهم أسوان 150 ألف سائح فقط. وذلك حسب إحصائيات نقابة المرشدين السياحيين في أسوان. وقد انعكست هذا التدهور في أعداد السائحين بشكل مباشر على العمالة المعتمدة على قطاع السياحة، والتي تقدرها نقابة المرشدين السياحيين بنحو 12 بالمائة من السكان، أي نحو 150 ألف مواطن، منهم 60 بالمائة عمالة غير مباشرة.

في هذا الحوار يحكى لنا محمد عبد الله المشهور بـ أبو هشام، أحد العاملين في البازارات السياحية بأسوان، عن طبيعة عمله قبل وبعد الثورة، وكيف أثرت عليه الأحداث السياسية.

س: صف لنا يوم عملك؟

ج: أنا بائع متجول. احنا بنشتغل في شارع سعد زغلول، الشارع كله شغال في السياحة والبازارات. بيبدأ الشغل عندنا من الصبح للمغرب ومن بعد  المغرب لحد الساعة 10 بالظبط. الوقت ده بيكون بداية نزول السياح من الفنادق والمراكب لعمل جوله حرة في السوق السياحي. بلاغي(أُخاطب) الزبون وأعرض عليه اللي بيتباع جوه في البازار بسعر أقل. وكنا قبل الثورة بنبيع مش بأقل من ألف أو ألفين جنيه في اليوم، وكان المكسب فيهم بيوصل أحيانا ل 200%. النهاردة مش قادرين على تسديد الإيجار، والسنة اللي فاتت دي كلها ما بعناش فيها قد اللي كنا بنبيعه في شهر قبل الثورة.

س: ما هي المخاطر التي تتعرض لها في عملك؟

ج: المخاطر كانت بتتركز في المحاضر(التوقيفات) اللي بتعملها شرطه السياحة، لكن مكنشى(لم يكن) بيهمنا لان المخالفات كانت بتكون في حدود 300 جنيه دول بكسبهم  في الزبون الواحد.

س: هل عملكم كبائع عشوائي تؤثر على السياحة تأثيرا سلبيا كما يقول الإعلام؟

ج: بالعكس الزبون الأجنبى بيفرح جدا بعرضنا للبضاعة عليه في الشارع. لان مافيش الكلام ده في أي بلد تاني في العالم.

س: كيف كان تأثير الثورة على عملكم؟

ج: زمان كان أسوان فيها أكتر من مليون محل بيشتغل في السياحة، وكله كان يسترزق ويبيع. النهاردة أكتر من نصهم صفى(أغلق). اللي كان صاحب محل وبيكسب بالالف جنيه بقى بيشتغل في فرن أو وراء مبيض(أعمال الدهان)، وأنا أكتر من مرة اشتغلت عامل في البناء مرة واتنين وتلاته، لكن ما قدرتش أقاوم لإنى مش واخد على الشغل ده، وليا أصحاب سابت البلد ولحد دلوقتي ما رجعتشى تانى بسبب وقف الحال. النهاردة في حتت(قطعة) بضاعه بتفضل في مكنها بالشهر والاتنين والسنة.

س: لماذا لم يتحد العاملون بهذه المهنة لعمل رابطة أو نقابة مستقلة تدافع عن حقوقهم؟

ج: السياحة مهنة غير متماسكة. النهاردة كل واحد شغال في تحدى مع العاملين معاه في نفس المهنة علشان يجذب الزباين. فصعب ان يكون في ترابط بين العاملين فيها. ولكن في الفترة الأخيرة بدأ اتحاد العاملين في البازارات في مواجهة احتكار شركات السياحة الكبرى التي منعت السياح من النزول إلى شارع السوق السياحي اللي بنسترزق منه(نُرزق منه)، تمهيدا لنقلهم إلى السوق السياحي الجديد المعروف باسم “خان يونس”  والذي يكلف المتر فيه 15 الف جنيه مصرى، وهو مبلغ يفوق احتمال التجار ولا يستطيع دفعه غير الشركات السياحية الكبرى.

س: ما مطالب العاملين في البازارات السياحية؟

ج: نحن نطالب من الحكومة محاربه الاحتكار في سوق السياحة لصالح الشركات السياحية الكبرى، وتفعيل قانون المرشد السياحي الذي يمنع تدخل المرشد في عمليه البيع، وتوفير الأمن للقضاء على أحداث السرقة.