تطرد الاستراحات الرئاسية الثلاث في الإسماعيلية الزائرين وأصحاب الفضول وتمنع المارة من الاقتراب وتحاط بمظاهر الحراسة المشددة التى تذكر بممارسات العهد السابق.

مقربون من الرئيس المنتخب حديثا محمد مرسي أعلنوا فور توليه الرئاسة عن عدم حاجة أسرته للإقامة في مثل هذه الاستراحات، لكن أهالي الاسماعيلية رغم ذلك يتحاشون إلى الآن التوقف أو حتى العبور بمحاذاة  ”نمرة 6″ و”النخيل” و”جزيرة الفرسان”، وهي أسماء لثلاثة مواقع رئاسية تبدو من بعيد أشبه بقطعات عسكرية.

تطرد الاستراحات الرئاسية الثلاث في الإسماعيلية الزائرين وأصحاب الفضول وتمنع المارة من الاقتراب وتحاط بمظاهر الحراسة المشددة التى تذكر بممارسات العهد السابق.

مقربون من الرئيس المنتخب حديثا محمد مرسي أعلنوا فور توليه الرئاسة عن عدم حاجة أسرته للإقامة في مثل هذه الاستراحات، لكن أهالي الاسماعيلية رغم ذلك يتحاشون إلى الآن التوقف أو حتى العبور بمحاذاة  ”نمرة 6″ و”النخيل” و”جزيرة الفرسان”، وهي أسماء لثلاثة مواقع رئاسية تبدو من بعيد أشبه بقطعات عسكرية.

[ibimage==1251==Small_Image==none==self==null]

“نمرة 6”

لعنة الاستراحات

أحد القاطنين إلى  جوار “نمرة 6” عقد مقارنة بين سلوك الرئيس المتنحي حسني مبارك وسلفه الراحل أنور السادات من حيث التشديد الامني اللذان طوقا به الاستراحة، وكلاهما أقام لسنوات في هذا المكان.

الرجل روى قصة طبيب من معارفه يعمل في مستشفى قناة السويس، اضطر لترك الفيلا التى كان يشغلها بجوار الاستراحة بعدما فاض به الكيل من الاجراءات الامنية المشددة التى كانت تستمر في عهد مبارك، سواء تواجد الرئيس أم لم يتواجد.

أما الرئيس السادات – يضيف الرجل– وهو أول من شغل الاستراحة، فكان تواجده فيها “محل ترحيب أهالي الإسماعيلية”، وبعضهم كان يستطيع مقابلته دون عائق.

ويردف الجار من باب المزاح أن استراحة “نمرة 6” التي طالما استقبلت زعماء المنطقة كانت في نهاية المطاف “وش نحس” على أبي جمال، فقد جاء إليها أكثر من مرة في الشهر الأخير قبل تنحيته وأقام قسطا من الوقت فيها. وينصح هذا الرجل الرئيس محمد مرسي بعدم المجيء إلى هنا على الإطلاق كي لا يلاقي مصير مبارك نفسه، قبل أن يطلق ضحكة مجلجلة.

[ibimage==1257==Small_Image==none==self==null]

“جزيرة الفرسان”

مكان للعمل

وبحسب تصريحات أخيرة لأسامة مرسي نجل الرئيس، فإن والده يعتبر القصر مكانا لممارسة الوظيفة الرسمية وليس للسكن، كما أنه هو شخصيا منهمك فى عمله بمدينة الزقازيق.

وأضاف نجل الرئيس أن أحدا من أفراد العائلة لن يقيم بالمواقع الرئاسية، فوالدته السيدة نجلاء تسكن في منزل العائلة فى التجمع الخامس، فيما شقيقته أسماء مع زوجها في مدينة الزقازيق، أما شقيقه الأكبر أحمد فيعمل بالمملكة السعودية طبيبا لتوفير متطلبات حياته الشخصية.

متاحف عامة

ومع وجود تلك الاستراحات فى مناطق مميزة فى الاسماعيلية وحاجتها لتكاليف مادية عالية من اجل تشغيلها وصيانتها، ظهرت دعوات اطلقتها قوى سياسية بالاسماعيلية من اجل استغلالها.

وطالب ناشطون بتحويل الاستراحات لمتاحف مفتوحة كي تدر ايراداتها دخلا على خزينة المحافظة، او بيع الأراضي المجاورة لها فى مزاد علني، أو بناء مشروعات سياحية وشبابية عليها، كما يقول عثمان النحاس منسق حملة “عايز حقي” بالاسماعيلية، وهو الكلام الذى أيده ايضا الدكتور جمال حسان عضو مجلس الشعب المنحل.

وعلى خلاف ما هو شائع، تعود ملكية الاستراحات الثلاث لهيئة قناة السويس لا لمؤسسة رئاسة الجمهورية، كما يقول المهندس عادل الصولي مدير إدارة الاستراحات بهيئة قناة السويس. ويوضح أن “هيئة قناة السويس تتولى تشغيلها وصيانتها، لكن قوات الحرس الجمهوري تحرسها بدعوى تخصيصها لاستقبال رئيس الجمهورية وضيوفه ايا كان اسمه”.

وكشف المهندس عن قيام مؤسسة الرئاسة بعد انتخاب مرسي بتفتيش مهابط الطائرات بالاستراحات الثلاث، وهو بحسب قوله “نظام روتيني” كان يتم أثناء فترة حكم الرئيس السابق.

مبارك استولى عليها

المؤرخ الاسماعلاوي محمد يوسف يروي قصة الاستراحات وأولها “نمرة 6” التي تعد أول مبنى ثابتا أقيم فى الاسماعيلية عام 1861 كي يكون مقرا لوالى مصر خلال زيارته لحفر قناة السويس. اما استراحة “جزيرة الفرسان” فقد اهدت هيئة قناة السويس نصف مساحة الجزيرة للرئيس الاسبق انور السادات لاقامة استراحة رئاسية عليها.

وعن استراحة “قصر النخيل” يقول المؤرخ إنها كانت مخصصة لكبار ضيوف شركة القناة، وظل هذا الوضع قائما بعد التأميم، “إلى أن استولى عليها مبارك كما استولى على معظم مقدرات المصريين”، على حد تعبيره.