اختفت موائد الرحمن الشهيرة لجماعة الأخوان المسلمين ورجال أعمال الحزب الحاكم السابق من مدينة المنصورة، وحلت محلها موائد إفطار القوات المسلحة، والتي ينظمها الجيش الثاني الميداني بتوسع هذا العام. 

[ibimage==1191==Small_Image==none==self==null]

موائد إفطار القوات المسلحة

المعلم حسين، صاحب “محلات حسن وحسين” أشهر محلات الفراشة في المنصورة رصد تراجع مصاريف الأخوان على الموائد الرمضانية قائلا: “يبدو أن موسم خير الإخوان انتهى بوصولهم للحكم، واختفى رجال أعمال الحزب الحاكم السابق”.

اختفت موائد الرحمن الشهيرة لجماعة الأخوان المسلمين ورجال أعمال الحزب الحاكم السابق من مدينة المنصورة، وحلت محلها موائد إفطار القوات المسلحة، والتي ينظمها الجيش الثاني الميداني بتوسع هذا العام. 

[ibimage==1191==Small_Image==none==self==null]

موائد إفطار القوات المسلحة

المعلم حسين، صاحب “محلات حسن وحسين” أشهر محلات الفراشة في المنصورة رصد تراجع مصاريف الأخوان على الموائد الرمضانية قائلا: “يبدو أن موسم خير الإخوان انتهى بوصولهم للحكم، واختفى رجال أعمال الحزب الحاكم السابق”.

ويضيف الرجل المتخصص بتركيب الشوادر ونصب السرادق الخاصة بموائد الرحمن وغيرها من المناسبات التي تُقام في الشوارع، إن التعاقدات الوحيدة التي وصلته في رمضان الحالي كانت مع قوات الجيش فقط. ويستكمل متحسرا: “في الأعوام الماضية كانت الموائد تصل إلي 15 مائدة كبيرة في حي شرق المنصورة وحده، أغلبها كان لرجال أعمال الحزب الوطني المنحل، كرجل الأعمال محمد ربيع الذي كان ينظم عددا منها وحده، ثم ظهر الأخوان في العام الماضي قبل الانتخابات البرلمانية، نظموا عددا منها، واختفى الطرفان هذا العام”.

[ibimage==1197==Small_Image==none==self==null]
المعلم حسين: التعاقدات الوحيدة كانت مع الجيش

 

شنطة رمضان

 

أمام أستاد المنصورة، نظمت القوات المسلحة مائدة كبيرة، زارتها “مراسلون” ورصدت حالة تنظيمها الثابتة يوميا قبل ساعة من الإفطار.

أحد الضباط المشرفين عليها تحدث رافضا الكشف عن اسمه: “تأتي سيارة الجيش الثاني يوميا بنحو 150 إلى 170 وجبة تحضرها القوات المسلحة، وبدأنا هذا التقليد لأول مرة العام الماضي، لكننا توسعنا هذا العام لننظمها في ثلاثة أماكن بالمدينة، مائدة في شارع قناة السويس وهذه مقابل الاستاد، وأخرى أمام مجمع المحاكم، وأخيرة في مدينة طلخا، ويشرف على كل مائدة ضابط ومعه أربع عساكر يشرفون على توزيع الطعام.”

بعد استئذان الضابط المسئول دخلنا المائدة لنلتقي بأحد مرتاديها وهو عامل نظافة يدعى عادل سعيد، قال إن اختفاء موائد الرحمن أثر كثيرا علي فقراء مدينة المنصورة. وأضاف الرجل الذي قدم مع اسرته المكونة من زوجة وثلاثة أطفال إن “موائد الرحمن هي المكان الوحيد الذي نجد فيه اللحم والذي لا نملك ثمنه طول العام”.

بالنسبة لرجل مثل سعيد، فإن حصوله على بـ “شنطة رمضان” الخيرية التي توزعها القوات المسلحة يعني أن يحصل على غذاء يكفيه لمدة أسبوع. ومن أجل كيلو سمن واثنين كيلو فول ومثلهما من السكر والعدس والأرز ينتظر سعيد لساعات طويلة أمام أماكن توزيعها، ويعلق بسخرية مريرة: “ينظرون إلينا كالحرامية ويطردوننا أحيانا من طابور الانتظار”.

 

الموائد الأهلية أبقى

 

قبل عام كان الإنفاق الإخواني على موائد الرحمن في المنصورة يتصدر المشهد، وكان مسئولو الجماعة يزودون الصحفيين بالصور والأخبار الكثيرة عنها. أما اليوم فلا صور ولا اخبار.

أحمد عثمان المتحدث باسم حزب العدالة والحرية، نفى في لقائه بنا أن تكون جماعته أو حزبه قد توقفوا عن عمل الموائد مشيرا إلى تنظيم حزبه لإفطارات الأيتام في القرى الفقيرة. لكن أحمد رفض الإعلان عن أماكنها بوصفها “ثواب” لا يصح الإشهار عنه، على حد تعبيره.

حالة متحدث الأخوان لا تختلف عن حالة مديرة مكتب رجل الأعمال الشهير محمد ربيع، والتي رفضت الإدلاء بتصريح حول الأمر.

لكن “كرم” أهل الخير لم يختف تماما، فبعض الميسورين نسبيا استمروا في عمل موائد صغيرة، موائد أهلية غير مرتبطة بالسياسة ومعبرة عن الوعي القديم بالتكافل الاجتماعي، منها مائدة الحاج عبد المنعم علي الطريق السريع الواصل لمدينة المنصورة.

ومن بين الموائد الأخرى الأهلية مائدة الحاج محمد تاجر الأسماك المعروف الذي يقول:”مائدتنا لها تاريخ، يمتد لخمس سنوات، ويشاركني فيها بعض الأهل والأصدقاء ممن عليهم نذور لابد من الوفاء بها”.

 ويبدأ الحاج محمد تنظيمها مع أصدقائه الميسورين وتحديد نسبة كل واحد في تكلفتها قبل رمضان بأسبوعين، وتحسب على أساس الإسهام بتكلفة إفطار جماعي ليوم واحد والبالغة 1200 جنيه (حوالي 240 دولار أمريكي).

وتتسع مائدة الحاج محمد لـ 150 فرد معظمهم من المسافرين علي الطريق السريع القريب من متجره.

ويضيف “تقوم زوجتي بطهو الطعام بنفسها ليكتمل الثواب، 40 كيلو سمك أو 15 كيلو من اللحم، 15 كيلو من الأرز والخضروات كل يوم، نطبخ بمخزن تبرع به الجيران، وتبرع آخرون بأنابيب الغاز”.